طلق رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، السبت، أمام عشرات الآلاف من أنصاره في دوربان، شمال شرق، حملة حزبه، المؤتمر الوطني الأفريقي، للانتخابات التشريعية التي ستجرى في مايو.

ويبدو الحزب الذي قاد النضال ضد الفصل العنصري والحاكم منذ انتهاء هذا النظام في جنوب أفريقيا قبل 25 عاما، الأوفر حظًّا للفوز في الانتخابات على الرغم من تراجع شعبيته والانقسامات الداخلية التي يعانيها وتعثر الاقتصاد، وفق «فرانس برس».

وكانت رئاسة جاكوب زوما أضعفت المؤتمر الوطني الأفريقي بعد سلسلة من فضائح الفساد التي أجبرته على الاستقالة في فبراير 2018. واعترف سيريل رامابوزا، الذي تولى رئاسة البلاد والحزب خلفًا لزوما، بإخفاقات حزبه. وقال خلال عشاء: «في الفترة الأخيرة لم تعرف حركتنا كيف تلبي تطلعات السكان»، مشيرًا إلى «كل هذه القصص المؤلمة حول ما لم يتغير» في البلاد منذ انتهاء نظام الفصل العنصري.

وأضاف قائلاً: «إن برنامجنا يهدف إلى تحسين حياة الجميع عبر أخذنا في الاعتبار واقع البطالة والفقر وعدم المساواة الذي ما زال قائمًا. سنعزز أيضًا مكافحة الفساد في كل المجتمع». وتبلغ نسبة البطالة في جنوب أفريقيا أكبر قوة صناعية في القارة نحو 2%. وهي تعاني تفاوتًا هائلًا بين الأغلبية السوداء والأقلية البيضاء ومعدلًا عاليًّا للجرائم (57 جريمة قتل يوميًّا).

وسيركز برنامج رامابوزا أيضًا على إصلاح الأراضي الذي يرتدي طابعًا رمزيًّا كبيرًا. والبرنامج الذي يهدف إلى «تصحيح» اللامساواة الموروثة عن الفصل العنصري، يرمي إلى تسهيل إعادة توزيع أراضٍ عبر نزع ملكية أراضٍ دون دفع تعويضات لأصحابها. ويثير هذا الإجراء الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين السود، قلق أوساط الأعمال.

وحدة
في الانتخابات المحلية التي جرت في 2016 مُـني «المؤتمر الوطني الأفريقي» بهزيمة بخسارته عددًا من بلديات ترتدي طابعًا رمزيًا مثل جوهانسبورغ وبريتوريا. لكن وصول سيريل رامابوزا إلى رئاسة الحزب والبلاد قبل عام حدَّ من تراجعه على ما يبدو. وبتأنٍ، قام النائب السابق للرئيس والنقابي السابق البالغ من العمر 66 عامًا بعمل صبور للقطيعة مع إرث الرئيس السابق.

وحضر آلاف من أنصار، المؤتمر الوطني الأفريقي، إلى ستاد دوربان، حيث يفترض أن يلقي الرئيس رامابوزا خطابه ظهر السبت. وسيكون التحالف الديمقراطي (وسط) والمناضلون من أجل الحرية الاقتصادية (يسار راديكالي) أبرز منافسي، المؤتمر الوطني الأفريقي، في الانتخابات.