Atwasat

إعلان «داعش» الدولة الإسلاميَّة.. من الاحتفالات للسخرية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 30 يونيو 2014, 06:43 مساء
WTV_Frequency

أثار إعلان تنظيم الدولة الإسلاميَّة في العراق والشام (داعش) إقامة خلافة إسلاميَّة احتفالات في معاقل التنظيم بسورية، لكنه قوبل أيضًا بإدانة مقاتلين سوريين معارضين والسلطات في بغداد ودمشق. وسيطر مسلّحو التنظيم على معظم مناطق شمال سورية والعراق، وفقًا لـ«رويترز».

ويُمثِّل هذا الإعلان خطوة جريئة من جانب الدولة الإسلاميَّة في العراق والشام، فهي لم تُعلن فحسب عن إقامة دولة تحكمها الشريعة، ولكن أيضًا أنها الوريث الشرعي لدولة الخلافة. وفي تسجيل مصور بُثّ مساء الأحد، أعلنت الجماعة زعيمها أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين، وطالبت المسلمين في أنحاء العالم بمبايعته.

ويُجازف الإعلان بتوتير العلاقات مع السنة الآخرين في العراق، الذين ساعدوا الدولة الإسلاميَّة في تحقيق تقدُّمها هذا الشهر وسيطرتها على مساحة كبيرة من البلاد في الشمال والغرب. وهؤلاء السُنة، ومن بينهم ضباط سابقون في جيش الرئيس الراحل صدام حسين، ساندوا الدولة الإسلاميَّة على أمل إسقاط الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق، لكن ليس بالضرورة لإقامة خلافة انتقالية.

الحدود العراقية السورية
وعن طريق القوة الغاشمة والتخطيط الدقيق، استولت الجماعة السنية المتطرّفة التي غيّرت اسمها إلى الدولة الإسلاميَّة فقط، على مساحات كبيرة من الأراضي التي ألغت فعليًا الحدود بين العراق وسورية ووضعت الأساس لدولتها للخلافة. وخاضت خلال مسعاها للوصول إلى ذلك قتالاً ضد قوات سورية معارضة وميليشيات كردية، وكذلك ضد الجيشين السوري والعراقي.

وفي أعقاب إعلان الجماعة خرج مقاتلو الدولة الإسلاميَّة في معقلهم في الرقة بشمال سورية إلى الشوارع احتفالاً. وارتدى بعض أتباعها الثياب التقليدية لعصور الخلافة ولوّحوا بأعلام الجماعة في ميدان بوسط المدينة، في حين ركب آخرون شاحنات خفيفة وراحوا يُطلقون النار احتفالاً. ونشرت تسجيلات مصوّرة للاحتفالات على الإنترنت، وأكَّد نشطاء من المدينة التفاصيل.

وكانت الدولة الإسلاميَّة طردت جماعات مُعارضة منافسة من الرقة في الربيع الماضي، محوّلةً المدينة التي يسكنها 500 ألف شخص على ضفتي نهر الفرات إلى صورة الدولة التي تتصوّرها. ووصف نشطاء من الرقة أن الدولة الإسلاميَّة حظرت الموسيقى وفرضت الجزية على المسيحيين وتعدم الناس في الميدان الرئيسي.

عصابات البغدادى
وليس من الواضح ما إذا كان إعلان «داعش» يبشر بفرض نفس القواعد في أماكن أخرى. حتى الآن، كانت الجماعة تنتهج أسلوبًا أكثر اعتدالاً في المدن الواقعة تحت سيطرتها في العراق، ومنها مدينة الموصل شمال البلاد ومدينة تكريت وسط البلاد، واختارت أنْ تتغاضى عن بعض الممارسات التي تعتبرها ممنوعةً، لكن الفصيل المتطرّف كان أيضًا متساهلاً في مدن في سورية قبل أن يحكم قبضته فيما بعد.

قوبل الإعلان بإدانة وحتى سخرية مقاتلين آخرين في مناطق أخرى بسورية، بما في ذلك جماعات إسلاميَّة متمرّدة تقاتل من أجل إنشاء دولة إسلاميَّة في شمال وشرق سورية منذ يناير الماضي. «عصابات البغدادي تعيش في عالم افتراضي. إنهم واهمون. يريدون تأسيس دولة لكنهم دون امتلاك وسائل لتفعيل ذلك»، حسبما قال الناطق باسم جيش الإسلام عبدالرحمن الشامي وهي جماعة إسلاميَّة متمرّدة في سورية.

وأضاف إنّهم لا يستطيعون تأسيس دولة من خلال النهب والتخريب والتفجير. متحدّثًا عبر سكايب من الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، وصف الشامي الإعلان بـ«الحرب النفسية»، وتوقع أن يتسبّب في تحول الناس ضد التنظيم.

وفي العراق، حيث أطلقت الحكومة هجومًا في محاولة للسيطرة على بعض المناطق التي سيطرت عليها داعش خلال الأسابيع الأخيرة، كان للإعلان وقع مختلف من منظور تصاعد التوتر الطائفي في البلاد. وقال النائب السني حامد المطلك: «هذا مشروع خُطِّط له جيدًا لتمزيق المجتمع وإشاعة الفوضى».

وأضاف أن هذا الأمر «لا يصب في مصلحة الشعب العراقي لكنه سيتسبَّب في تزايد وتيرة الاختلافات والانقسامات». كان تنظيم الدولة الإسلاميَّة قد شكّل تحالفًا واسعًا مع فصائل أخرى من السنة الراديكاليين في العراق وآخرين من رموز سابقين في حزب البعث الذي كان ينتمي له صدام حسين، مما عزّز قوة التنظيم.

متمردى العراق
يقول أيمن التميمي محلل متخصِّص في شؤون الميليشيات الإسلاميَّة في العراق وسورية إنّه يتوقع خيبة أمل بعض هؤلاء الحلفاء بعد الإعلان. وقال: "الآن لم يعد هناك حجة أمام متمرّدي العراق للعمل مع داعش إذا كانوا يأملون في مشاركتها السلطة"، موضحًا أنَّ احتمال الاقتتال الداخلي في العراق ازداد بالتأكيد.

وقد استولى التنظيم على نطاق واسع من الأراضي التي يغلب عليها الأقلية السنية الساخطة والمعارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته التي يقودها الشيعة. ويقول السنة إنّهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية وتستهدفهم قوات الأمن بشكل ظالم.

وكانت الهجمة التي شنّتها ميليشيات السُنة قد دفعت ميليشيات الشيعة إلى إعادة بناء نفسها، مما يعمِّق المخاوف بشأن عودة سفك الدماء الطائفي الذي كاد أنْ يوقع البلاد في هاوية الحرب الأهلية في 2006 و2007. أما الحكومة العراقية، التي حاولت كثيرًا أنْ تصوّر التمرُّد السُني الأوسع الذي تواجهه باعتباره تهديدًا إرهابيًا فقط، فأشارت إلى إعلان الدولة الإسلاميَّة باعتباره مؤيّدًا لمزاعمها.

وقال الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الموسوي: "هذا ما كنا نقوله إنَّ هذا هو أحد المنابع الإرهابية التي ينبغي قتالها ...العالم الآن يتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة لقتال هؤلاء الإرهابيين الذين حوّلوا العراق وسورية إلى ساحة نزال. نحن نقاتلهم ليس من أجل العراق فقط، ولكن من أجل العالم بأسره".

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قضاة باكستانيون يشتكون تعرضهم للترهيب من وكالة الاستخبارات
قضاة باكستانيون يشتكون تعرضهم للترهيب من وكالة الاستخبارات
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور المنهار
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور ...
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم محتمل في رفح
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم ...
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ...
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم