Atwasat

اليمن: صالح يطل بوجه المعارض

القاهرة - «بوابة الوسط» - محمد الصاوي الأحد 29 يونيو 2014, 02:44 مساء
WTV_Frequency

يمر اليمن بأزمة اقتصادية تتعلق بالمشتقات النفطية منذ شهور أدت إلى تفاقم معاناة المواطنين جرَّاء انعدام البنزين والديزل.

ويقف المواطنون منذ أكثر من شهرين أيامًا طويلة في طوابير ممتدة من السيارات والناقلات أمام محطات الوقود، بسبب عدم وجود كميات كافية من المشتقات النفطية.

وخلقت الأزمة لدى اليمنيين شعورًا بالضيق تَمثَّل في تنظيم الاحتجاجات، في الوقت الذي تُرجِع الحكومة أسباب هذه الأزمة إلى هلع الناس من إشاعات رفع الدعم عن المشتقات النفطية، بالإضافة إلى توقف إمداد النفط بسبب ضرب الأنابيب، وحركة تهريب المشتقات إلى الخارج.

أعادت أزمة المشتقات النفطية في اليمن الرئيس السابق علي عبدالله صالح للواجهة كمُعارض، وطامح بالعودة للرئاسة. فهل يفكر بالعودة مستفيدًا من الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي أم بالاستفادة من أخطاء النظام الحالي؟

في الثالث والعشرين من نوفمبر 2011 وقَّع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في العاصمة السعودية (الرياض) على المبادرة الخليجية التي قضت بتخليه عن منصب الرئاسة لنائبه حينها عبد ربه منصور هادي، وتشكيل حكومة وفاق وطني بالمناصفة بين المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم حينها) وأحزاب اللقاء المشترك المُعارض (سابقًا) بشرط أن يتم انتخاب هادي رئيسًا توافقيًّا لفترة انتقالية مدتها عامان، ينجز خلالها إعادة تطبيع الحياة العامة في البلاد بالقضاء على جميع عوامل التوتر ونزع فتيل المواجهات القائمة في العاصمة وغيرها من مناطق التوتر وإعادة تشغيل مرافق الخدمات العامة، وإجراء حوار وطني شامل تشارك فيه جميع أطراف العملية السياسية والمكونات الاجتماعية اليمنية يفضي لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بناء على عقد اجتماعي جديد.

بعض من النفوذ
لكن صالح الذي تخلَّى عن منصب الرئاسة لم يتخل عن نفوذه السياسي، إذ ظل محتفظًا برئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم سابقا)، وفيما يقوم الرئيس السابق برئاسة الاجتماعات الحزبية لهيئات المؤتمر القيادية واستقبال الوفود الحزبية والشعبية والقبلية والإعلامية المؤيدة له في منزله في العاصمة صنعاء أو في مقر الحزب، فإنه يحرص على الظهور في المناسبات الوطنية والدينية بمظهر الزعيم الوطني وهو يستقبل ويودع الوفود، وكأنه لا يزال رئيسًا للدولة، ويحبذ أنصاره تسميته بـ«الزعيم».

وعكست نتائج دراسة استطلاعية نفَّذها مركز الدراسات الاستراتيجية وقياس اتجاهات الرأي العام اليمني على عينة من أعضاء المؤتمر الشعبي العام تأييدًا كبيرًا لبقاء صالح في رئاسة حزب المؤتمر. كما يحتفظ صالح كرئيس سابق بحماية عسكرية كبيرة، تصرف مرتباتها واعتماداتها شهريًّا من وزارة الدفاع اليمنية. في حين يسيطر على معسكر (ريمة حُميد) الواقع في مسقط رأسه بمنطقة سنحان جنوب شرق العاصمة. ويقول خصوم صالح إن المعسكر «يحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة المسحوبة من معسكرات الحرس الجمهوري قبل حله».

لكن أنصار صالح وقيادات في المؤتمر الشعبي العام ينفون ذلك ويعتبرونه جزءًا من حملة إعلامية مضللة يقودها الإخوان المسلمون (حزب التجمع اليمني للإصلاح) ضد «الزعيم»، الذي سلم السلطة سلميًّا، في «محاولة يائسة» لزرع الفتنة بين صالح والرئيس هادي، كما يقولون. ويشرف صالح على مؤسسات اجتماعية ودينية وإعلامية بعضها باسمه كجمعية الصالح الاجتماعية الخيرية وجامع «السبعين» أو الذي يعرف بـ«جامع الصالح»، وأخرى تابعة للمؤتمر الشعبي العام. ويحقق الرئيس السابق بواسطة هذه المؤسسات نفوذًا سياسيًّا واسعًا، بالإضافة إلى هيمنة حزبه على مجلسي النواب والشورى، والسلطة المحلية في عموم محافظات ومديريات الجمهورية، علاوة على الحضور القيادي لعناصره في المؤسستين العسكرية والأمنية.

طموح صالح
قد يكون الرئيس السابق علي عبدالله صالح يسعى إلى العودة إلى الرئاسة من باب إثبات فشل سياسة الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني في تحقيق أهداف ثورة الشباب السلمية، لاعتقاده بأن فشل الحكومة الحالية، سيعني إثبات نجاح الحكومات السابقة وبالتالي ستكون عودته أو وصول أحد أقربائه لرئاسة الجمهورية مضمونة. في حين يرى البعض أن مثل هذه الطموحات خيالية.

من جانبه يرى الكاتب والروائي اليمني محمد أحمد عثمان، في تصريحات نشرها موقع «دويتشه فيلله» أن الرئيس السابق يطمح بالعودة للرئاسة معتمدًا على خبرته السابقة بـ «توظيف التناقضات السياسية معولاً على استغلال التذمر الشعبي ضد حكومة الوفاق الوطني العاجزة حتى الآن عن تأمين الخدمات الأساسية كالمشتقات النفطية والكهرباء والمياه، أو إحداث التغيير الذي كان مأمولاً من ثورة الشباب السلمية».
لكن عثمان يشير إلى استحالة عودة صالح أو أحد أقربائه إلى الرئاسة حتى وإن كان نجله السفير أحمد علي، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري.

فيما يرى الشاعر اليمني طه الجند، أن «أحلام صالح بالعودة للرئاسة استيقظت مع ظهور أحداث الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي»، مؤكدًا أن «مَن أخرجته الجماهير بثورة شعبية عارمة لا يمكن له العودة بأحلام وردية».

حسم هادي
وفيما يسعى صالح لتعزيز طموحه السياسي للعودة إلى الرئاسة بالتحريض على نظام خلفه الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني مستخدمًا الوسائل الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام، وإمكاناته المادية، والجامع كمؤسسة دينية قريبة من دار الرئاسة، مستفيدًا من حالة التذمر الشعبي الناجم عن أزمة المشتقات النفطية والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، أوقفت قوات الحماية الرئاسية بث «قناة اليمن اليوم» الفضائية التابعة لصالح، وتغيير اسم «جامع الصالح» إلى جامع «السبعين» وسحب الإشراف على الجامع من جمعية الصالح ومنحه إلى وزارة الأوقاف والإرشاد الديني.

واعتبر المراقبون هذه الخطوة من الرئيس هادي بمثابة ضربة لـ«ماكينة» صالح الدعائية والتحريضية، وتحجيم طموحه بالعودة إلى الرئاسة، الذي لم يفارق مخيلته منذ خروجه منها في بداية العام 2012.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
تحطم مروحية عسكرية في كينيا على متنها قائد الجيش
تحطم مروحية عسكرية في كينيا على متنها قائد الجيش
بولندا توقف رجلاً متهمًا بالتواصل مع الروس لاغتيال زيلينسكي
بولندا توقف رجلاً متهمًا بالتواصل مع الروس لاغتيال زيلينسكي
روسيا تعلق على توقيف شخصين متهمين بالتجسس لصالحها في ألمانيا
روسيا تعلق على توقيف شخصين متهمين بالتجسس لصالحها في ألمانيا
مقتل قائد الجيش الكيني وتسعة ضباط كبار في تحطم مروحية
مقتل قائد الجيش الكيني وتسعة ضباط كبار في تحطم مروحية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم