أدلى الناخبون التايوانيون، السبت، بأصواتهم في اقتراع يشكل اختبارًا للرئيسة تساي إنغ-وين، بالتزامن معه مجموعة استفتاءات حول مسائل حساسة، بينها العلاقة مع الصين.
ودُعي 19 مليون ناخب لاختيار ممثليهم في مجالس القرى والمدن والمقاطعات والتجمعات السكنية الكبرى، وفق «فرانس برس».
وتشكل الانتخابات اختبارًا للرئيسة التي تواجه اعتراضات على خلفية إقرار إصلاحات داخلية ومخاوف من تدهور العلاقات مع الصين. واتهمت تساي ومسؤولون في حزبها التقدمي الديمقراطي مرارًا الصين بالتدخل في انتخابات تايوان عبر حملة «أخبار مضللة»، وهو ما نفته بكين.
وفي موازاة الانتخابات المحلية صوَّت التايوانيون في عشرة استفتاءات حول مجموعة مسائل من بينها تشريع زواج المثليين، وتغيير اسم الجزيرة في المسابقات الرياضية الدولية ما شكل استفزازًا للصين. وصباح السبت تشكلت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. وقد دعت تساي إنغ-وين التايوانيين إلى المشاركة في التصويت لدى إدلائها بصوتها في مدينة «نيو تايبيه».
وأثنت الرئيسة على الديمقراطية، وقالت: «إن الناس بإمكانهم التعبير عن آرائهم في مسائل عديدة». وقالت الطالبة كوان تشين شون (18 عامًا) لدى اقتراعها في تايبيه إنها أرادت تأييد المساواة في حق الزواج.
قوى خارجية
وسيتم انتخاب رؤساء 22 بلدية ومقاطعة يتولى 13 منها حاليًّا الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم الذي واجه منافسة قوية في عدد من المناطق.
وبدأت عمليات الفرز بعيد إقفال صناديق الاقتراع، لكن من غير المتوقع صدور النتائج قبل وقت متأخر من ليل السبت. وأرادت الرئيسة التايوانية من خلال هذه الانتخابات توجيه رسالة بأن تايوان لن تذعن أبدًا لبكين، وهو ما فاقم الضغوط العسكرية والدبلوماسية في المنطقة.
وتخوض الصين الشعبية وتايبيه منذ عشرات السنين نزاعًا دبلوماسيًّا، وتعتبر بكين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد اللجوء للخيار العسكري لضمها. وخالفت الرئيسة التايوانية توجه سلفها الرئيس التايواني السابق ما يينغ جيو، المنتمي للحزب القومي المقرب من النظام الصيني، برفضها اعتبار الصين تايوان جزءًا من «صين واحدة»، مثيرة بذلك غضب بكين.
واُنتُخبت تساي إنغ وين رئيسة في 2016 بعد أن حققت فوزًا كاسحًا، مستفيدة من تخوف شعبي من التقارب بين القوميين وبكين، وقد ركزت خلال حملتها على أهمية الهوية التايوانية. وقالت الرئيسة التايوانية إن الضغوط الصينية «حاضرة دومًا» في الجزيرة وإن الديمقراطية التايوانية تواجه أزمة بسبب «قوى خارجية».
تعليقات