عاين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاهد الخراب في باراديس، المدينة الصغيرة التي اجتاحتها بالكامل تقريبًا الحرائق الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا، ولم يبقَ منها إلا منازل وسيارات متفحمة يتصاعد منها دخان كثيف.
وإلى جانب رئيسة بلدية المدينة جودي جونز، لمس الرئيس الأميركي، الذي لم يرتدِ كمامة رغم الدخان الذي لا يزال يغطي المنطقة، حجم الأضرار الناتجة عن الحريق. وقد ظهر ذلك جليًّا على وجهه من تحت قبعته التي كُتب عليها «يو إس إيه»، وفق «فرانس برس».
وصرح ترامب بعد أن أمضى نحو عشرين دقيقة في مخيم منازل متنقلة، حيث وحده علم أميركي أضفى ألوانًا إلى مشهد الرماد، «هذا محزن جدًّا». وأضاف: «في ما يخص القتلى، لا أحد يعرف فعليًّا (العدد) في هذه المرحلة، هناك كثير من الأشخاص في عداد المفقودين».
وأتى الحريق «كامب فاير» على قرابة 60 ألف هكتار في شمال كاليفورنيا. وتم تسجيل ضحايا آخرين مساء السبت، ما يرفع الحصيلة إلى 76 شخصًا لقوا مصرعهم جراء الحريق، وفق السلطات. ولا يزال ألف شخص في عداد المفقودين.
WATCH: Woman captures dramatic video as she drives through flames trying to flee devastating #WoolseyFire https://t.co/rZxPHUY6YZ pic.twitter.com/2AyRDeDsOW
— ABC7 Eyewitness News (@ABC7) November 10, 2018
ودمر الحريق الذي بدأ منذ عشرة أيام وتمت السيطرة على 55% منه، قرابة 10 آلاف منزل وأكثر من 2500 مبنى آخر. وردًّا على سؤال حول ما إذا كانت زيارته غيرت موقفه حيال التغير المناخي، قال الرئيس الأميركي: «لا، لا، لدي رأي صارم. أريد مناخًا رائعًا وسنحصل على ذلك».
وقد أبدى ترامب شكوكه علنًا ومرارًا حيال تأثير أنشطة الإنسان على التغير المناخي، متجاهلًا بذلك الإجماع العلمي. وفي جنوب الولاية قرب لوس أنجليس، التهم الحريق الذي يحمل اسم «وولسي فاير» قرابة 40 ألف هكتار بما في ذلك جزء من منتجع ماليبو البحري الشهير الذي يسكنه عدد كبير من المشاهير. وأودى هذا الحريق بثلاثة أشخاص على الأقل.
ونُشر نحو تسعة آلاف رجل إطفاء في موقعي الحرائق التي تسببت بإجلاء عشرات آلاف السكان، بينهم عدد كبير لم يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد. وأُجريت عمليات البحث عن مفقودين بشكل أساسي في باراديس، حيث كان يعيش عدد كبير من المتقاعدين الذين لم يتمكنوا من إخلاء منازلهم في الوقت المناسب. ويتنقل رجال إنقاذ من منزل إلى آخر ومعهم كلاب مدربة، بحثًا عن مفقودين.
واندلع في كاليفورنيا، التي تشهد جفافًا مزمنًا منذ سنوات، العديد من الحرائق الكبيرة منذ عام، أسفرت عن أكثر من مئة ضحية ودمرت مئات آلاف الهكتارات.
تعليقات