خرج نحو مليون كتالوني إلى شوارع برشلونة الثلاثاء في استعراض قوة بعد عام تقريباً من محاولة الانفصال الفاشلة عن إسبانيا في أكتوبر الماضي.
وارتدى المتظاهرون قمصاناً قطنية حمراء ولوّحوا بأعلام انفصالية في التظاهرة التي نُظمت بمناسبة «اليوم الوطني» لكتالونيا التي يتم فيها إحياء ذكرى سيطرة قوات الملك فيليبي الخامس على برشلونة في 11 سبتمبر 1714، وفق «فرانس برس».
ومنذ 2012، يستخدم الانفصاليون عيد «ديادا» للمطالبة باستقلال منطقتهم الغنية الواقعة في شمال شرق إسبانيا. لكن الذكرى هذا العام ترتدي أهمية خاصة بوصفها استعراضًا للقوة بعد الاستفتاء على تحديد المصير الذي أجري في الأول من أكتوبر وتلاه إعلان الاستقلال، لكنه لم يؤد إلى نتيجة بسبب اعتبار مدريد أنه غير قانوني وقيامها بملاحقات في حق منظميه.
وتسلق المتظاهرون أكتاف بعضهم البعض مشكلين أبراجًا بشرية، في تقليد كتالوني، فيما حمل آخرون لافتات صفراء وسوداء اللون كتب عليها «أفرجوا عن السجناء السياسيين الكتالونيين الآن» في إشارة للقادة الانفصاليين الذين يقبعون في السجن بانتظار محاكمتهم لدورهم في محاولة الانفصال.
وقال المتظاهر سانتي نوي (54 عاماً) الذي جاء من مزرعته في إيل ماريسم القريبة من برشلونة على متن جراره، كعشرات آخرين قدموا على متن جراراتهم، للمشاركة في التظاهرة «أشعر بالغضب ... يتعين إطلاق سراح السجناء السياسيين فوراً!».
وقالت شرطة المدينة على «تويتر» إن حوالى مليون شخص شاركوا في التظاهرة، وهو تقريبًا نفس رقم متظاهري العام الماضي. وقال المنظمون إنهم باعوا أكثر من 200 ألف قميص قطني (تي - شيرت) أحمر، وهو لون الشرائط التي استُخدمت لإقفال صناديق الاقتراع في استفتاء العام الماضي المثير للجدل. ولدى انطلاق التظاهرة حطم المتظاهرون جداراً رمزياً وُضعت عليه شعارات انفصالية، في إشارة يقصد بها تغلب قوة الشعب على المصاعب والتوصل للاستقلال.
لا خطة
ولم يُترجم إلى أفعال بعد الخطاب المتشدد الذي يعتمده الرئيس الانفصالي الكتالوني كيم تورا، الذي اختاره الرئيس الكتالوني السابق كارليس بوتشيمون. ولا يزال الأخير يتحكم بالسياسة الكتالونية من بلجيكا. وصرّح تورا الإثنين عشية عيد «ديادا» أن «حكومتهم تعهدت بجعل الجمهورية فعالة الشعب (الكتالوني) هو شعب يشعر أنه حرّ ويريد أن يكون حراً. وهو اختار أن يكون سيّد مصيره».
ويعتبر المحلل السياسي في جامعة برشلونة المستقلة أوريول بارتوميوس أنه «بعد الاستماع لخطاب القادة الانفصاليين، يتبين أن لا وجود لخطة». وتشكو أحزاب المعارضة من أن الانفصاليين حولوا «ديادا» إلى مناسبة تستثني نصف الشعب الكتالوني الذي لا يؤيد الاستقلال.
وأكدت إينيس آريماداس، زعيمة حزب «سيودادانوس»(المواطنة) الوسطي والمناهض للانفصال في كتالونيا، أن «اليوم، أكثر من نصف كتالونيا لا يمكنها الاحتفال بأي شيء». وبحسب إحصاء أخير نشره معهد مرتبط بالحكومة الإقليمية في يوليو، لا يزال الكتالونيون منقسمين حول الاستقلال، 46,7% منهم يؤيدون الانفصال فيما يعارضه 44,9%. وفاز الانفصاليون الذين يسيطرون على البرلمان، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في ديسمبر بنسبة 47,5% من الأصوات.
ومن ستراسبورغ، قال وزير الخارجية الإسبانية جوزيب بوريل وهو كتالوني، «في يوم مثل هذا اليوم، من المفترض أن نحتفل نحن الكتالونيون بعيدنا الوطني وليس فقط بنداء استقلال يؤيده أقل من نصف السكان».
تعليقات