قُتل طيار روسي، السبت، بعدما أسقطت مقاتلته في محافظة أدلب بشمال غرب سورية، إثر اشتباكه مع عناصر من الفصائل الإسلامية المعارضة على الأرض، فيما أعلنت «هيئة تحرير الشام»، مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.
أعلى حصيلة
تزامن ذلك مع سقوط سبعة قتلى بصفوف الجيش التركي السبت، وهي أعلى حصيلة في يوم واحد منذ إطلاق تركيا عمليتها «غصن الزيتون» في شمال سورية ضد المقاتلين الأكراد قبل نحو أسبوعين.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، وفق «فرانس برس»، أن «الطيار قُتل خلال اشتباكه مع الفصائل الإسلامية» بُعيد محاصرته، بعدما أسقطت طائرته من طراز «سوخوي 25» بصاروخ مضاد للطائرات في منطقة سراقب بريف أدلب الجنوبي.
الطيار قُتل خلال اشتباكه مع الفصائل الإسلامية بُعيد محاصرته
ولم يحدد المرصد الجهة التي وصلت إلى مكان الطيار، موضحًا أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) وفصائل أخرى تنشط في المنطقة.
وأكدت روسيا مقتل الطيار. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن «طائرة من نوع سوخوي-25 تحطمت بينما كانت تحلق فوق منطقة أدلب التي يشملها اتفاق خفض التوتر. لقد كان للطيار متسع من الوقت للإبلاغ عن أنه نزل في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة بسورية سابقًا.
وأضافت الوزارة: «لقد قُتل الطيار في اشتباكات مع الإرهابيين».
وكانت هيئة تحرير الشام التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة أدلب فيما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في مناطق محدودة منها، أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.
وصرح محمود التركماني القائد العسكري بكتيبة الدفاع الجوي التابعة لهيئة تحرير الشام بأنهم «تمكنوا من إسقاط طائرة حربية روسية بصاروخ محمول على الكتف فوق سماء سراقب بريف أدلب» عصر السبت وفق ما أوردت وكالتها الدعائية «إباء».
غارات عنيفة
وتشن طائرات حربية سورية وروسية منذ مساء الجمعة عشرات الغارات العنيفة على منطقة سراقب، وفق المرصد.
وأعلن الجيش الروسي إثر إسقاط المقاتلة أنه قصف بـ «أسلحة فائقة الدقة» المنطقة التي سقطت فيها الطائرة، مؤكدًا أنه قُتل «أكثر من 30 مقاتلًا من جبهة النصرة» خلال هذه الضربة.
وأسقطت فصائل مقاتلة وإسلامية خلال سنوات النزاع عددًا من الطائرات والمروحيات السورية، إلا أن إسقاط مقاتلة روسية أمر نادر. وكان قتل خمسة جنود روس بداية أغسطس عام 2016 بعدما أسقطت مروحيتهم بمحافظة أدلب أيضًا.
منذ 25 ديسمبر، تنفذ قوات النظام السوري بدعم روسي هجومًا بريف أدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات إلى جانب مطار أبو الضهور العسكري بعد طرد هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة.
صعدت قوات النظام السوري في الأيام الأخيرة قصفها مناطق عدة بشمال غرب سورية
وصعدت قوات النظام السوري في الأيام الأخيرة قصفها مناطق عدة بشمال غرب سورية. وأسفر القصف الجوي قبل يومين عن مقتل خمسة مدنيين بمدينة سراقب.
بدأت موسكو تدخلها الجوي بسورية في سبتمبر 2015 دعمًا لنظام الرئيس بشار الأسد.
وبعد شهرين، في نوفمبر أسقطت تركيا مقاتلة روسية ما تسبب بأسوأ أزمة دبلوماسية بين موسكو وأنقرة منذ انتهاء الحرب الباردة.
وأدى التدخل الجوي الروسي إلى تغيير مسار الحرب لصالح نظام الأسد.
وتبذل روسيا مساعي دبلوماسية حثيثة منذ مطلع السنة الماضية للتوصل إلى وقف النزاع في سورية الذي أوقع 340 ألف قتيل منذ اندلاعه عام 2011.
واتفقت مع إيران حليفة النظام السوري أيضًا، وتركيا الداعمة للمعارضة على إقامة أربع مناطق خفض توتر في سورية بينها محافظة أدلب.
غصن الزيتون
إلى ذلك، قُتل سبعة جنود أتراك السبت بشمال سورية بينهم خمسة قتلوا في هجوم واحد استهدف دبابة، كما أعلن الجيش التركي.
وهذه الحصيلة هي الأعلى للجيش في يوم واحد في عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا في 20 يناير ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة «مجموعة إرهابية».
وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية لخسائر الجيش التركي إلى 14 قتيلًا.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، طمأنة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالنسبة إلى العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي في سورية، مشددًا على أنها تهدف إلى محاربة «عناصر إرهابية»، وأن أنقرة «ليست لديها أطماع بأراضي بلد آخر».
وتسعى تركيا بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين، في عملية شهدت مواجهات شرسة.
وأفاد الجيش التركي بأن أحد جنوده قتل السبت في اشتباك، فيما قتل آخر بهجوم في محافظة كيليس الحدودية التركية. وأصدر الجيش التركي لاحقًا بيانًا آخر جاء فيه أن دبابة تابعة للجيش التركي تعرضت لهجوم ما أدى لمقتل خمسة جنود كانوا داخلها.
تسعى تركيا بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين
وأوضح الجيش التركي أنه رد بضربات جوية، معلنًا تدمير مخابئ للمقاتلين الأكراد ومخازن سلاح.
ودبلوماسيًا، اعتبرت تركيا أن على الأسد ترك منصبه «في مرحلة ما» مستقبَلاً.
وقال إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان أن الأسد ليس الرئيس القادر على إعادة توحيد سورية، معتبرًا أنه فقد الشرعية. لكنه أكد ضرورة حصول «انتقال سياسي في سورية» يؤدي إلى دستور جديد وانتخابات.
وأضاف «لن يكون الأمر سهلاً لكن هذا هو الهدف النهائي، وفي مرحلة ما يتعين على الأسد المغادرة».
وفيما تتزايد ضغوط واشنطن على النظام السوري في مسألة الأسلحة الكيميائية، نددت دمشق السبت بشدة بالاتهامات الأميركية بشن هجمات كيميائية في سورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في الخارجية السورية أنها تدين «شكلاً ومضمونًا الادعاءات الباطلة التي تسوقها الولايات المتحدة الأميركية باتهام الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية» قرب دمشق.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، الجمعة، إن بلاده تخشى أن يكون غاز السارين استخدم في الآونة الأخيرة بسورية رغم عدم وجود أدلة على ذلك في الوقت الراهن. كما تحدث عن استخدام غاز الكلور «مرات عدة».
وكان مسؤول أميركي حذر في وقت سابق أن واشنطن لا تستبعد شنّ ضربات عسكرية في سورية نتيجة تلك الاتهامات.
تعليقات