Atwasat

زعيم التمرد في بورما.. مقاتل للحرية أم لعنة على الروهينغا؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 23 سبتمبر 2017, 06:38 مساء
WTV_Frequency

يعتبر الخصوم عطاء الله شخصًا متهورًا تسبب بمآس لمئات الآلاف من الروهينغا بعد إطلاقه تمردًا في بورما. في حين أنصار «جيش إنقاذ روهينغا أراكان» يرون في قائدهم مقاتلاً شرسًا تخلى عن حياته المرفهة في السعودية ليدافع عن عرقية مهمشة في ظروف معاكسة.

وبحسب وصف المحلل المستقل في بورما، ريتشارد هورسي: «إنه شخص يتمتع بكاريزما عالية». ويشير المحلل إلى أن عطاء الله «يلهم الناس. إنه يتحدث بطريقة تتوافق مع المظالم التي تشعر بها هذه المجموعة (الروهينغا)»، وفق «فرانس برس».

ويُعتقد أن عطاء الله هو من أمر «جيش إنقاذ روهينغا أراكان» بشن الهجمات الدامية في ولاية راخين الشهر الماضي، ما أثار حملة شرسة نفذتها قوات الأمن ودفعت حوالي 420 ألفًا من مسلمي الروهينغا إلى الفرار إلى بنغلادش.  وسُلطت الأضواء عليه في أكتوبر العام الماضي عندما أعلن عن مجموعته في تسجيلات مصورة نشرت عبر الإنترنت عقب كمائن دامية على المراكز الحدودية في ولاية راخين، التي لطالما كانت بؤرة للتوترات الدينية بين المسلمين والبوذيين.

وقالت مصادر عدة مقربة من عطاء الله إنه في مطلع الثلاثينات من عمره ويبدو أنه يشرف على شبكة متفرقة من الخلايا التي تضم رجالاً مدربين بشكل خفيف ومسلحين بعصي وسواطير وعدد قليل من المسدسات.  وفي التسجيلات المصورة، يظهر عطاء الله بلباس غير رسمي ومحاطًا بمسلحين ملثمين حيث يعدد الجرائم التي ارتكبتها الحكومة البورمية بحق الروهينغا، ويعد بتحرير الأقلية من «الاضطهاد اللاإنساني» الذي تعاني منه.

حياة مرفهة
وعاش معظم أفراد أقلية الروهينغا في العالم دون جنسية لعقود، يدبرون قوت يومهم بشق الأنفس في غيتويات في بورما أو في مخيمات مكتظة للاجئين في بنغلادش. إلا أن عطاء الله نشأ في منزل لعائلة من الطبقة المتوسطة في مدينة كراتشي الساحلية في باكستان.  ودرس والده في جامعة دار العلوم بكراتشي، التي تحظى بتقدير عال، قبل الانتقال مع عائلته إلى السعودية للتدريس في الرياض ومن ثم الطائف، بحسب أحد أقربائه.

وهناك، درس عطاء الله القرآن في أحد المساجد، حيث أثار انتباه سعوديين أثرياء طلبوا منه تعليم أبنائهم. وبذلك، بات جزءًا من الدائرة المقربة لهؤلاء حيث شاركهم حفلاتهم ورحلات الصيد الباذخة التي قاموا بها.  وقال أحد أقارب عائلة عطاء الله والذي كان على علم بالوقت الذي قضوه في السعودية لوكالة فرانس برس: «أحبه السعوديون كثيرًا وعاملوه وكأنه واحد منهم».

ولكن بعد الاضطرابات الطائفية التي وقعت العام 2012 في راخين والتي تسببت بنزوح أكثر من 140 ألفًا، معظمهم من الروهينغا، تخلى عطاء الله عن حياته المريحة في السعودية وعاد إلى بورما من أجل القتال.

خيبة أمل
وفي البداية، عاد إلى باكستان وبحوزته ملايين الدولارات باحثًا عن أسلحة نارية ومقاتلين والتدريب من أكبر المجموعات الجهادية، بحسب منتسبين إلى جماعات مسلحة في كراتشي التقوه خلال الرحلة.

وأشار ثلاثة أشخاص من دوائر المسلحين التقوا عطاء الله في كراتشي العام 2012 إلى أن الأموال أرسلت إليه عبر نظام الحوالة الإسلامية، أي نظام مدفوعات يستند إلى الائتمان ويصعب تتبعه أكثر بكثير من المعاملات المصرفية. وأضافت المصادر أنها تفترض أن التمويل جاء من سعوديين وروهينغا أغنياء في المملكة.

واتصل بشخصيات مرتبطة بحركة طالبان في أفغانستان وباكستان والمجموعات الانفصالية في كشمير مثل «لشكر طيبة»، عارضًا عليهم مبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على المساعدة، ولكن دون جدوى. وقال مصدر تعامل مع عطاء الله العام 2012: «علنا، أعربت هذه المنظمات عن تضامنها مع مسلمي بورما ودعت إلى الجهاد، إلا أنها تجاهلته»، ورفضت الكثير من المجموعات الباكستانية المسلحة طلباته أو تجاهلتها فيما سرقت أخرى الأموال التي دفعها مقابل الحصول على أسلحة لم تصل قط.

وقال الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود إن الدعوات إلى الجهاد في بورما التي أطلقتها عدة مجموعات مسلحة ليست سوى حيلة دعائية تهدف إلى كسب تعاطف المسلمين.  وأفادت مصادر من عدة مجموعات مسلحة قابلت عطاء الله في باكستان العام 2012 أنه غادر البلاد كقومي ملتزم يشعر بانعدام الثقة بالجماعات الجهادية التي لم تقدم سوى الكلام لمعاناة الروهينغا رافضة تقديم أي دعم ملموس.

وقال مصدر على اتصال بمقاتلي «جيش إنقاذ روهينغا أراكان»: «لقد سرقوا أمواله».  ونظر عطاء الله بازدراء إلى المجموعات الأخرى المسلحة المدافعة عن الروهينغا، مثل «منظمة التضامن مع الروهينغا» التي تعد شبه مندثرة، بحسب مصدر ترأس اللقاءات التي جمعت الأول بالمنظمة في كراتشي.

«أسوأ أزمة»
وفي أعقاب موجة العنف الجديدة في راخين، أطلق الجهاديون الذين تجاهلوا عطاء الله في الماضي وعودا بتقديم الدعم للمقاتلين قليلي السلاح.  وأشارت مصادر على اتصال بعطاء الله إلى أنه رفض عروضهم رغم حاجة «جيش إنقاذ روهينغا أراكان» الملحة إلى الموارد الطبية والأسلحة عقب الهجمات التي شنتها القوات البورمية.

من جهتهم، حذر محللون من أن هدف عطاء الله المعلن والمتمثل في الدفاع عن الروهينغا في بورما جاء بنتائج عكسية للغاية.  وقال هورسي: «يصعب كثيرًا تصديق الادعاء بأن جيش إنقاذ روهينغا أراكان يحاول حماية حقوق الناس» حيث إنه «أثار أسوأ أزمة يواجهها هذا الشعب لربما في تاريخه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور المنهار
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور ...
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم محتمل في رفح
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم ...
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ...
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
بكين: استفزازات مانيلا سبب التوتر في بحر الصين الجنوبي
بكين: استفزازات مانيلا سبب التوتر في بحر الصين الجنوبي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم