Atwasat

المصالحة الفلسطينية تقضي على مفاوضات السلام قبيل انتهاء المهلة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 25 أبريل 2014, 11:55 صباحا
WTV_Frequency

علّقت إسرائيل محادثات السلام مع الفلسطينيين على المصالحة التي أعلنت بين منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكانت مفاوضات السلام تبدو في طريقها للانهيار حتى قبل اتفاق المصالحة الذي أعلن عنه أول من أمس الأربعاء وأدى إلى تعميق الأزمة. وكانت الولايات المتحدة تواجه صعوبات كبيرة في التوصل إلى تمديد المحادثات بعد انتهاء أجلها في 29 أبريل.

وجاء في بيان رسمي صدر بعد اجتماع لمجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية استمر ست ساعات "قرر مجلس الوزراء المصغر بالإجماع هذا المساء أن حكومة إسرائيل لن تجري مفاوضات مع حكومة فلسطينية تدعمها حماس وهي منظمة إرهابية تدعو لتدمير إسرائيل."

وردًا على طلب توضيح إن كان ذلك يعني أن المحادثات علقت الآن أم ستعلق فقط بعد تشكيل حكومة وحدة قال مسؤول إسرائيلي "إنها (المحادثات) معلقة في الوقت الراهن."

مساعدات أميركا
في وقت سابق قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة ستضطر لإعادة النظر في مساعداتها للفلسطينيين إذا شكلت منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح حكومة موحدة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري تليفونيا مع عباس أمس الخميس وعبر عن خيبة أمله من إعلان المصالحة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن كيري شدد على أنه يجب على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم بمبادئ عدم العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقيات والالتزامات السابقة.

وقال كيري الذي قام بجولات مكوكية مرارًا إلى الشرق الأوسط لدفع عملية السلام إنه لن يفقد الأمل.

وقال للصحفيين "هناك دائما طريق للمضي قدما لكن على الزعماء أن يقدموا التنازلات الضرورية لتحقيق ذلك."

وأضاف "لن نتخلى أبدًا عن الأمل أو نتخلى عن التزامنا بإمكانية تحقيق السلام نعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد لأن نمضي قدما. لكن من الواضح أن الوقت الحاضر لحظة صعبة للغاية ويتعين على الزعماء اتخاذ القرارات. الأمر بيدهم."

تأييد أممي
لكن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سري أبدى تأييده للاتفاق الفلسطيني بعد اجتماع مع عباس أمس الخميس وقال في بيان إن اتفاق المصالحة "هو الطريقة الوحيدة لتوحيد الضفة الغربية وغزة تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة."

ويقضي اتفاق المصالحة بتشكيل حكومة توافق في غضون خمسة أسابيع على أن تجرى انتخابات بعد ذلك بستة شهور على الأقل.

وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ أن ألحقت الهزيمة بقوات حركة فتح التي يقودها عباس في مواجهة عسكرية عام 2007.

نتانياهو
وفي مقابلة مع إم.اس.إن.سي.بي بعد اجتماع مجلس الوزراء المصغر بدا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترك الباب مواربًا أمام إمكانية تجديد المحادثات إذا عدل عباس عن المصالحة مع حماس التي يعتبرها الغرب منظمة إرهابية.

وقال نتنياهو "أرجو أن يغير رأيه. سأكون موجودًا في المستقبل إذا كان لدينا شريك ملتزم بالسلام. أما الآن فلدينا شريك انضم إلى شريك آخر ملتزم بتدميرنا."

وقالت تسيبي ليفني كبيرة المفاوضين الإسرائيليين في المحادثات إنها تأمل التوصل إلى وسيلة للعودة للمحادثات. وأضافت في تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي "الباب لم يغلق اليوم."

ورفض واصل أبو يوسف المسؤول بمنظمة التحرير ما وصفه بالتهديدات الإسرائيلية والأميركية وقال إن حكومة الوحدة الفلسطينية ستتكون من خبراء.

لكن نتنياهو رفض في المقابلة أي إشارة إلى أن حماس لن تكون القوة الحقيقية وراء المسؤولين في الحكومة.

وبدأت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في يوليو الماضي برعاية وزير الخارجية الأميركي كيري بهدف انهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية وسط شكوك قوية لدى الطرفين.

ويختلف الطرفان على بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ورفض عباس القبول بطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية.

وبالنسبة لنتنياهو أتاح تقارب السلطة الفلسطينية وحماس له فرصة للانسحاب من المفاوضات دون حدوث خلاف مع الولايات المتحدة التي ترفض أيضًا التعامل مع حماس.

كما أن تعليق المحادثات سيهدئ على الأرجح حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرف الذين يعارضون إقامة الدولة الفلسطينية.

أما بالنسبة لعباس الذي انتهت ولايته كرئيس قبل خمس سنوات فالتحالف مع حماس وما يؤدي اليه من انتخابات جديدة سيعزز شرعيته السياسية بما قد يفوق أي انتقادات دولية.

الاستيطان والمصالحة
وأغضب إعلان إسرائيل عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة أثناء المفاوضات الزعماء الفلسطينيين كما أغضبهم كذلك ما يقولون إنه رفض إسرائيلي لمعالجة القضايا الجوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية.

ومن المرجح فيما يبدو أن تكون الخطوات التالية بعد انهيار المحادثات عقوبات تفرضها إسرائيل على السلطة الفلسطينية التي تتولى إدارة الضفة الغربية من خلال حكم ذاتي محدود.

وقالت ليفني في مقابلة تلفزيونية "العقوبات ستكون محسوبة ولن تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية."

وأوضح الزعماء الفلسطينيون أنهم سيسعون لتعزيز حملتهم لإقامة الدولة المستقلة من خلال خطوات منفردة بالانضمام لمنظمات دولية ووكالات تابعة للامم المتحدة.

مفاوضات منهارة
وفي أوائل الشهر الجاري أوشكت المفاوضات على الانهيار عندما رفضت إسرائيل تنفيذ اتفاق سابق بالافراج عن الدفعة الأخيرة من الاسرى الفلسطينيين وطالبت بموافقة الجانب الفلسطيني على مواصلة التفاوض بعد انتهاء أجل المحادثات في نهاية الشهر الجاري.

ورد عباس بتوقيع 15 اتفاقية دولية ونددت إسرائيل بهذه الخطوة المنفردة.

وسئل ياسر عبد ربه نائب الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية عما إذا كانت خطوات المصالحة مع حماس ستؤدي إلى عقوبات أميركية فقال لإذاعة فلسطين إنه لا داعي لمسارعة الولايات المتحدة لذلك لأن ما حدث في غزة خطوة أولى ترحب بها المنظمة وترغب في تعزيزها.

لكنه أضاف أن من الضروري عدم المبالغة في تقدير هذه الخطوة وأشار إلى ضرورة مراقبة تصرفات حماس في الفترة المقبلة.

المصالحة الفلسطينية تقضي على مفاوضات السلام قبيل انتهاء المهلة
المصالحة الفلسطينية تقضي على مفاوضات السلام قبيل انتهاء المهلة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الديوان الملكي السعودي يعلن الحالة الصحية للملك سلمان بعد مغادرته المستشفى
الديوان الملكي السعودي يعلن الحالة الصحية للملك سلمان بعد مغادرته...
بلينكن يدعو الولايات المتحدة والصين إلى إدارة الاختلافات بـ«مسؤولية»
بلينكن يدعو الولايات المتحدة والصين إلى إدارة الاختلافات ...
اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية
اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية
بلينكن في بكين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين
بلينكن في بكين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم