أعلنت واشنطن أنها تشعر بخيبة أمل بسبب إقدام حركة حماس في غزة ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس على تنفيذ اتفاق مصالحة، محذرةً من أن الاتفاق يمكن أن يُعقِّد جهود السلام بشكل خطير. فيما أضافت جين ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية: "التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل إزاء الإعلان. يمكن أن يُعقّد ذلك جهودنا بشكل خطير. ليس فقط جهودنا وإنما جهود كل الأطراف لمواصلة مفاوضاتها".

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية في تصريحات لوكالة رويترز اليوم الخميس إنّ الولايات المتحدة سيكون عليها إعادة النظر في مساعدتها للفلسطينيين إذا شكّلت منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح حكومة مع حركة حماس. وأضاف أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم بلا غموض وبوضوح بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة والالتزامات بين الطرفين في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.

من ناحية أخرى ألغت إسرائيل جلسة كانت مقرّرة يوم الأربعاء ضمن المحادثات مع الفلسطينيين التي ترعاها الولايات المتحدة، وقالت إن الرئيس عباس اختار حماس بدلاً من السلام. كما أغارت طائرات إسرائيلية على قطاع غزة الخاضع لحكم حركة حماس لكنها أخطأت هدفها فيما يبدو؛ حيث أدّت الغارة الجوية لإصابة 12 شخصًا جميعهم مدنيون وبينهم أطفال، وفقًا لمصادر طبية في غزة. وجاء الهجوم بعد قليل من إعلان بدء تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية.

بينما تباينت ردود أفعال الفلسطينيين أنفسهم إزاء اتفاق المصالحة ما بين التفاؤل والحذر والتشاؤم من نتائجها على أرض الواقع. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس أعلنتا الأربعاء الماضي البدء في تنفيذ اتفاق للمصالحة يتضمّن إجراء انتخابات بعد ستة أشهر على الأقل من التشكيل المزمع لحكومة توافق وطني يتم خلال خمسة أسابيع. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الجهود الفاشلة للمصالحة بعد سبعة أعوام من الخلاف الداخلي بين الفلسطينيين.

ويأمل الفلسطينيون منذ وقت طويل في حسم الخلاف بين المنظمة وحماس التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.