في ضوء الموقف المتوتر باستمرار في أوكرانيا الشرقية فإن أكثر ما يلفت النظر بقاعدة البيانات الجديدة للإنفاقات العسكرية التي أصدرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام هو أنه لأول مرة منذ ما يقرب عقد تتفوق روسيا على أميركا في النسبة التي تنفقها من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش. وزاد إنفاق روسيا العام الماضي بنسبة 4.8%. وزاد أكثر من الثلث تحت برنامج لتحديث الجيش يجري تنفيذه منذ حرب جورجيا 2008.
بالنظر للأماكن الأخرى بالعالم، حققت المملكة العربية السعودية، وسط التوتر المتصاعد مع إيران، مركز رابع أكثر الدول إنفاقًا على الجيش في العالم وأصبحت القوة العسكرية البارزة بالشرق الأوسط. وزادت الصين إنفاقها بنسبة 7.4% ليصبح 188 مليار دولار.
عن الجزائر التي يكاد أن يفوز رئيسها "المستبد" عبدالعزيز بوتفليقة والموجود في السلطة منذ 15 عامًا بفترة رئاسية رابعة بشكل مؤكّد هذا الأسبوع، أصبحت أول دولة أفريقية صاحبة الإنجاز، المشكوك فيه، بإنفاق أكثر من 10 مليارات دولار على جيشها. وزادت أنغولا الغنية بالنفط إنفاقها بنسبة 36%.
بشكل عام، هوى الإنفاق على الجيوش حول العالم ومع ذلك رفعت كل منطقة بالعالم من إنفاقها عدا شمال أميركا وغرب أوروبا وأوقيانوسيا.
وفقًا لتقرير ستوكهولم، يقف وراء هبوط الإنفاق بنسبة كبيرة تخفيضات أميركا التي تسبب فيها "انتهاء الحرب في العراق، وبداية الانسحاب من أفغانستان، وتأثيرات اقتطاعات الموازنة التي مررها الكونغرس العام 2011". ولا تزال الولايات المتحدة تشكل 37% من إنفاق العالم العسكري. وققلت الدول الأوروبية من إنفاقها أيضًا.
بالطبع فإن كلمة الدمج قوية بطريقة مبالغ فيها، ولا تزال توجد فجوة كبيرة بين الولايات المتحدة والقوتين العظمتين اللتان تتبعانها، وبين هذه الدول الثلاث وغيرها من الدول الباقية. ولكن تظهر الأرقام أن الدول النامية في ما يشبه سباق للحاق بالركب.
*كيتينج هو عضو فريق الكتابة بمجلة سليت ويركز على الأخبار الدولية، والعلم الاجتماعي والموضوعات ذات الصلة. وهو محرر سابقة بمجلة فورين بوليسي.
(مجلة سليت - خدمة واشنطن بوست)
تعليقات