عصمت منصور، سجين سابق بالسجون الإسرائيلية، كان متهمًا بالتواطؤ في جريمة قتل حاييم مزراحي، إسرائيلي من مستوطنة بيت إيل، تم إطلاق سراحه العام الماضي لضمان استمرار محادثات السلام مع إسرائيل، لكنه الآن يقوم بتعليم اللغة العبرية -التي تعلمها خلال عشرين عامًا قضاها في السجون- للأطفال بالمدرسة الأرثوذكسية اليونانية الثانوية، حيث تمت معاملته كالأبطال، وتزاحم كل من الأساتذة والطلاب لتحيته، ويقول الطلاب إنهم يحبون تعلم العبرية على يد منصور، على الرغم من أنها لغة أعدائهم.

يقول منصور: "أعرف أن الإسرائيليين يصفونني بالإرهابي، أنا أتفهم حزن الضحايا الإسرائيليين عند فقدان المقربين منهم، لكني لا أفهم لماذا ينصّب غضبهم على السجناء، فعليهم أن يعرفوا أن السبب الحقيقي وراء موت أحبائهم هو هذا الصراع، ولا يأخذون الأمور بشكل شخصي".

يرى الفلسطينيون أن السجناء الذين قضوا فترات طويلة بالسجون يركزون أكثر على الاستقرار وإعادة بناء حياتهم وليس على القتال، ولكن هذه الرؤية ليست موجودة في إسرائيل، حيث يهدد بعض المسؤولين في الحكومة بالاستقالة في حالة إطلاق سراح المزيد من السجناء، فيقول داني دانون نائب وزير الدفاع الإسرائيلي والعضو في حزب الليكود:" لن أستمر في حكومة تطلق سراح الإرهابيين من دون أي مقابل"، وترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن 50% من السجناء يعودون لممارسة الأنشطة الإرهابية بعد إطلاق سراحهم، ويزيد مركز الماجور الإسرائيلي للأبحاث هذه النسبة إلى 80%, لأنهم يتحولون إلى رموز للمقاومة ويتم الاحتفال بهم وبجرائمهم.

وذكر منصور: "أنه على الإسرائيليين التوقف عن رؤيته تهديدًا لهم، إلى كونه شخصًا قادرًا على إحداث تغيير بمجتمعه، عندما كنت بالسجن ازداد فضولي حول الحياة والمجتمع الإسرائيلي، فتعلمت العبرية وشاهدت التلفزيون العبري".

ذكرت الكاتبة أن المحادثات التي أدت إلى إطلاق سراح منصور على وشك الانهيار وتواجه الآن مأزقًا كبيرًا، بسبب امتناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن إطلاق الدفعة الأخيرة من السجناء (26 سجينًا) حتى يوافق الفلسطينيون على استكمال المحادثات.
خدمة "واشنطن بوست"