بدأت روسيا اليوم الأربعاء تطبيع علاقاتها مع تركيا بعد أشهر من أزمة دبلوماسية خطيرة نتجت من إسقاط طائرات «إف-16»، تركية مقاتلة روسية قرب الحدود مع سورية.
وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد أشهر من الانتقادات والحملات المتبادلة، بعدما أعلن الكرملين الإثنين أنه تلقى رسالة تهدئة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب «فرانس برس».
وجرت اليوم مكالمة هاتفية بين الرئيسين هي الأولى منذ بدء الأزمة، وقرر الجانبان أن يلتقيا قريبًا. وفي أولى مؤشرات احتواء التوتر أمر بوتين برفع العقوبات المفروضة على تركيا في مجال السياحة وبـ«تطبيع» العلاقات التجارية مع أنقرة.
وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة بعيد تشاوره هاتفيًا مع أردوغان «طلبت من الحكومة البدء بعملية تطبيع العلاقة التجارية وعلاقاتنا الاقتصادية». وبعد تحطم الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا، فرضت موسكو عقوبات رادعة خصوصًا تجارية على أنقرة، شملت حظرًا على استيراد الفواكه والخضر التركية ومنع أصحاب العمل الروس من تشغيل عمال أتراك.
كذلك أعادت موسكو اعتبارًا من أول يناير 2016 تطبيق نظام التأشيرة على الأتراك وحظرت رحلات التشارتر إلى تركيا وبيع تذاكر السفر إلى هذا البلد من جانب شركات السياحة الروسية، ما شكل ضربة قاسية للسياحة التركية.
وأضاف بوتين «نرفع القيود الإدارية في هذا المجال» ضد تركيا، وأمل الكرملين في موازاة ذلك بأن «تتخذ الحكومة التركية تدابير إضافية لضمان أمن المواطنين الروس على الأراضي التركية»، خصوصًا بعدما شهد مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول مساء الثلاثاء اعتداءات انتحارية خلّفت 41 قتيلاً و239 جريحًا.
وأورد بيان للكرملين أن «الرئيس الروسي قدم تعازيه الصادقة» بضحايا الاعتداء إلى أردوغان خلال مكالمة هاتفية وصفتها أنقرة بأنها «مثمرة جدًّا وإيجابية جدًا». وتوقع مسؤول تركي رفض كشف هويته أن يلتقي الرئيسان على هامش القمة المقبلة لمجموعة العشرين في الصين في سبتمبر.
وكانت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين اللذين شهدت علاقاتهما تقاربًا كبيرًا في الأعوام الأخيرة بفضل العلاقات الجيدة بين بوتين وأردوغان، اندلعت في 24 نوفمبر حين أسقط الطيران التركي مقاتلة روسية من طراز سوخوي-24 قرب الحدود السورية؛ مما أسفر عن مقتل قائدها فيما كان يهبط بالمظلة. وأكدت تركيا يومها أن الطائرة الروسية انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته موسكو.
تعليقات