استعرضت القمَّة الأوروبية - الأفريقية الرابعة ببروكسل اليوم الخميس 3 أبريل، خطة عملٍ مُشتركة خلال الأعوام الثلاثة "2014- 2017"ـ والمُتضمّنة تعاونًا في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، تستهدف إنهاء النزاعات بالقارة السمراء، تمهيدًا لتنفيذ خطة تنمية شاملة بمشاركة دول الاتحاد الأوروبي.

وأكّد الوفد المصري المُشارك في القمة أن تحقيق الأمن، يُعدُّ بداية التنمية المستدامة في القارة السمراء، داعيًا المشاركين إلى دفع مسيرة الشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي كخطوة لإنهاء النزاعات العرقية وتحقيق استفادة جماعية. وشارك وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في فاعليات الجلسة الخاصة بالسلم والأمن المنعقدة على هامش القمة، بحضور كلٍ من رئيس وزراء بلجيكا ورئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تتولّى رئاسة الاتحاد الأفريقي ورئيس وزراء اليونان، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، وهيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي.

فهمي: نجاح القمة الرابعة يُمثّل دفعةً كبيرةً لمسيرة الشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي

وأكّد الوزير المصري أنّ نجاح القمة الرابعة سيُمثّل دفعةً كبيرةً لمسيرة الشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، على غرار نجاح القمة الأولى بالقاهرة عام 2000. لافتًا إلى أهمية قضايا التنمية كأحد المتطلبات الرئيسية للسلم والأمن في أفريقيا، مشددًا في هذا الصدد على أن إنهاء النزاعات التي تشهدها القارة والتي تتسبّب في غياب الاستقرار من شأنه التغلُّب على أهم معوقات التنمية في أفريقيا خلال العقود الماضية، وما يرتبط بذلك من انتشار الفقر وتردي الأوضاع الإنسانية، وهو ما يخلّق بيئة مواتية لانتشار الجماعات المُسلحة وشبكات الجريمة المُنظمة والإرهاب، وغيرها من التهديدات العابرة للحدود.

تعاون هام
وأشاد فهمي خلال بيان للخارجية المصرية، حصلت "بوابة الوسط" على نسخةٍ منه، بالتقدم المُحرز على صعيد التعاون في مجالات السلم والأمن، خاصة منذ تأسيس مرفق السلام الأفريقي عام 2004 والحاجة لتضافر الجهود للإسراع في تنفيذ برامج التعاون المُشتركة، وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذه التهديدات المتجددة.

كما نوه الوزير المصري بخطة العمل المُشتركة للأعوام 2014/2017 والتي طرحت عديدًا من الأهداف الحيوية، من بينها تكثيف الجهود لاستكمال تفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية، لاسيما القوة الأفريقية الجاهزة والتي تعتز بلاده بمشاركتها الفاعلة في قدرة إقليم شمال أفريقيا منذ عام 2005، فضلاً عما يقدّمه مركز القاهرة الإقليمي من برامج تدريب وورش عمل.

ولفت فهمي إلى دور الاتحاد الأوروبي في دعم مراكز التدريب الأفريقية في المجالات ذات الصلة بمنع وإدارة وتسوية النزاعات ونشر عمليات دعم السلام الأفريقية. منوهًا بحرص مصر على المُساهمة في عديدٍ من تلك المهام بمكوناتها الشرطية والعسكرية والمدنية؛ ومنها مؤخرًا المُشاركة بوحدة شرطة عسكرية في بعثة الأمم المتحدة بمالي، فضلاً عن التطلع للمساهمة في بعثة الأمم المتحدة المرتقبة في أفريقيا الوسطي، وتدعيم المساهمة في بعثة حفظ السلام بجنوب السودان.

ثمة حاجة مُلّحة لتبنّي منظور أكثر شموليةً في التعامل مع قضايا السلم والأمن بأفريقيا من منطلق وقائي

وأشار الوزير المصري إلى أنّ ثمة حاجة ملحة لتبني منظور أكثر شمولية في التعامل مع قضايا السلم والأمن في أفريقيا من منطلق وقائي يقوم على معالجة أسباب وجذور هذه النزاعات ويحول دون اندلاعها، ويُدرك العلاقة العضوية بين السلم والأمن والتنمية، كما يهتم بتعزيز الاستقرار والتنمية بالمجتمعات الخارجة من النزاعات والحيلولة دون انزلاقها إلى مرحلة النزاعات مجددًا.

وشدّد على أن مصر تعمل على تعزيز البعد الإقليمي لموضوعي إعادة الأعمار والتنمية بعد النزاعات من خلال عضويتها بلجنة بناء السلام بالأمم المتحدة في نيويورك، وفي سياق المراجعة المزمعة لهيكل بناء السلام في الأمم المتحدة خلال العام القادم بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائه.

مصر والأمم المتحدة تنظّمان ورش عمل لتحقيق السلام بأفريقيا

وأضاف أن مصر تعمل حاليًا بالتنسيق مع سكرتارية الأمم المتحدة على تنظيم ورشة عمل خلال الربع الأخير من العام الجاري حول موضوعات بناء السلام في أفريقيا لاستثمار أفضل التجارب والدروس المُستفادة. منوهًا بالمبادرة المصرية التي تبنّتها القمة الأفريقية في يناير 2011 لإنشاء مركز أفريقي يتولى مهمة تنفيذ السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، وهو ما يُمثل مجالاً للتعاون وتبادل الخبرات بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي.