تؤرق البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية العلماء حول العالم منذ اكتشافها، إلا أن علماء في بريطانيا استطاعواالكشف عن كيفية قيام البكتيريا المقاوِمة للعقاقير ببناء دفاعاتها والحفاظ عليها وهو اكتشاف من شأنه أن يمهد السبيل لابتكار عقاقير حديثة.

وتمثل هذه البكتيريا خطرًا بالغًا على الصحة العامة فيما صارت سلالات أخرى معدية منها، ما يسبب الالتهاب الرئوي والسيلان غير قابلة للعلاج، حسب موقع «دويتشه فيله».

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن كثيرًا من المضادات الحيوية بات غير ذي فائدة خلال هذا القرن، ما يجعل المرضى عرضة لعدوى تهدد مستقبل الطب والعلاج .

وقال الباحثون في دراسة نشرت نتائجها في دورية «نيتشر» إن التعرف على الآلية التي تستخدمها البكتيريا للحفاظ على دفاعاتها تجعل العلماء قاب قوسين أو أدنى من حل مشكلة مقاومتها للعقاقير، لأن العلاجات الجديدة مصمَّمة بحيث تضعف هذه الدفاعات بدلاً عن مهاجمة البكتيريا ذاتها. وقالوا إن ذلك من شأنه أن يمنع البكتيريا تماما من إبداء مقاوَمة للعقاقير.

واستعان الفريق البحثي تحت إشراف تشانغ غيانغ دونغ بجامعة إيست أنجيليا البريطانية بآلة تسمى مصدر شعاع الألماس -الذي ينتج ضوءًا مكثفًا أكثر إبهارًا من ضوء الشمس بعشرة مليارات مرة- لفحص تفصيلي للبكتيريا السالبة الجرام.

وهذه البكتيريا السالبة الجرام مقاومة عادة للمضادات الحيوية لأن الغلاف الخارجي لخلاياها يحتوي على غشاء دهني غير نفاذ يعمل كحاجز دفاعي ضد هجمات مكونات الجهاز المناعي للجسم والمضادات الحيوية.

ووجد الباحثون أن هذا الجدار الدفاعي مكون ومدعم بوحدات مجمعة برميلية الشكل تحتوي على خمس وحدات فرعية.

وتوصل العلماء إلى الطريقة التي تتعاون بها هذه الوحدات الفرعية لتكوين غشاء الخلية الواقي والحفاظ عليه مع معرفة كيفية القضاء عليه.