لا يعلم كثير من الآباء والأمهات أن لكل مرحلة عمرية الغذاء المناسب لها، فيعتقدون أنه ببلوغ الطفل ثلاثة أعوام أنه يستطيع تناول كل الطعام ولا يحرصون على الطعام الصحي له.

وكشف المعهد الطبي الأوروبي للبدانة أن الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة دون تناول وجبة الإفطار أو إتمام إفطارهم يكونون أكثر عرضة على المدى البعيد لبدانة الأطفال، حسب وكالة الأنباء الإسبانية.

يجب ألا ننسى أن الأطفال المصابين بالبدانة وزيادة الوزن يعانون أكثر من غيرهم مشكلات في العظام والعضلات

ويقول خبير التغذية روبن برافو والناطق باسم المعهد: «يجب ألا ننسى أن الأطفال المصابين بالبدانة وزيادة الوزن يعانون أكثر من غيرهم مشكلات في العظام والعضلات، ومعرضون لاحتمالات أكثر للإصابة بالسكري ومتاعب الكبد والربو ويصلون مرحلة البلوغ قبل زملائهم، فضلاً عن قلة الشعور بالثقة بالنفس عمومًا».

ويضيف برافو: «كثير من الأطفال يتجاهلون الفطور بسبب عجلة والديهم الراغبين في الذهاب للعمل، أو لأنهم يكونون بحاجة للنوم أكثر من الطعام أو لأنهم لا يفضلون تناول الطعام نفسه كل يوم».

ويتابع: «نتيجة لذلك يصبح لديهم نوع من النقص في الوقود الذي يحول دون أدائهم بشكل جيد خلال الحصص الدراسية، كما أن بدء اليوم بمعدة فارغة يؤدي إلى حالة من التوتر قد تكون لها نتائج سلبية لدى وصوله إلى مرحلة المراهقة بشكل يؤدي إلى انحراف سلوكي».

ويستطرد: «على الجانب الآخر فإن الطفل يكون مستعدًا خلال فترة الراحة إلى تناول الحلوى المصنعة التي تحوي كميات كبيرة من السكر مما يجعله أكثر اعتمادًا عليها».

الطفولة والمراهقة حاسمتان لأنهما تشهدان نمو الخلايا الدهنية التي قد تجعل الطفل قابلاً للإصابة بالبدانة طيلة حياته

ويبرز برافو أن مرحلتي الطفولة والمراهقة حاسمتان لأنهما تشهدان نمو الخلايا الدهنية التي قد تجعل الطفل قابلاً للإصابة بالبدانة طيلة حياته. لذا فإن المعهد يوصي بأن تحوي وجبة الإفطار على 30% من الطاقة الإجمالية، وفق وكالة الأنباء الإسبانية.ويؤكد برافو أن طعام الإفطار يجب أن يكون متوازنًا ومناسبًا من حيث الوزن والأنشطة البدنية للطفل على مدار اليوم، ومتكاملاً كذلك بحيث يشمل العناصر الغذائية الثلاثة الأهم وهي البروتينات والكربوهيدرات والدهون.

ويتابع: «فالإفطار المثالي يجب أن يشمل البروتينات قليلة الدهون، والحبوب الكاملة التي تمنح الطاقة أو حبوب دون سكر مضاف، ومصادر لأوميجا 3 مثل المكسرات وزيت الزيتون، مع إضافة قطعة من الفاكهة».

ووفقًا للمعهد فإن أساس الإفطار الصحي للفئات العمرية بين سن الثالثة و12 عامًا يجب أن تشمل:

أ- أحد منتجات الألبان مثل كوب من الحليب أو الزبادي غني بالبروتين.

ب - الحبوب الكاملة مثل خبز الحبوب الكاملة مع ملعقة من العسل أو حبوب الأطفال الكاملة التي يمكن خلطها باللبن.

ج - ثمرة فاكهة أو عصيرها، والخيار الأمثل هو عصير البرتقال الطبيعي، فالعسل والبرتقال يقويان مناعة الأطفال بشكل كبير.

أما الأطفال من 12 إلى 18 عامًا فإن المعهد ينصح بإفطار معين هو:

أ - أحد منتجات الألبان على هيئة كوب من الحليب أو الزبادي أو الجبن الطازج، بناء على حجم النشاط اليومي، ويمكن إضافة ملعقة من مسحوق الكاكاو أو العسل.

ب - تعويد القاصر على احتساء العصائر الطبيعية المعدة بالمنزل.

ج - الكربوهيدرات ممثلة في مخبوزات الحبوب الكاملة مضافًا إليها زيت الزيتون شرائح الطماطم والديك الرومي المدخن.