يرى كثير من الناس أن بعض الأشياء التي تحتوي على نيكوتين وتساعد على الإقلاع عن التدخين مثل علكة النيكوتين أقل ضررًا من التدخين، فيما يجمع الأطباء على ذلك في شتى أرجاء العالم قائلين إنه عندما تخلى عن السجائر فإنه أزاح جانبًا 90% على الأقل من المخاطر الصحية لهذه العادة.

ومع ذلك فإن احتمال إدمان الناس النيكوتين -لكن ألا يتوفوا بسببه- لا يزال في صميم جدل صاخب داخل الأوساط العلمية، ولا يشك العلماء في احتمال إدمان النيكوتين لكن البعض يتساءل عما إذا كانت جرعة يومية منه غير ضارة مثلها مثل الكافيين الذي يتناوله كثيرون منا في قهوة الصباح، حسب وكالة «رويترز».

واحتدمت حدة هذا الجدل مع ازدياد شعبية السجائر الإلكترونية -التي تعمل ببطارية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين بطريقة آمنة من خلال تسخين سائل مشبع بالنيكوتين لإنتاج بخار يستنشقه المدخن بدلاً عن حرق التبغ- وهي السجائر التي ساعدت البعض على الإقلاع عن التدخين.

وتتعارض فكرة إن النيكوتين ينطوي على ضرر قليل نسبيًا مع الصورة السلبية عن هذه المادة التي تراكمت على مدار عشرات السنين حتى صار التدخين خطرًا صحيًا محققًا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن التدخين يقتل نصف عدد مدمنيه علاوة على 600 ألف شخص سنويًا ممن لا يدخنون لكنهم يتعرضون لمخاطر التدخين السلبي مما يجعل التدخين أكبر مسبب للوفيات في العالم، فيما تشير التوقعات إلى أن إجمالي المتوفين بسبب التدخين سيصل إلى مليار شخص في نهاية القرن الجاري.

ويرى علماء نفس ومتخصصون في إدمان التبغ -منهم البعض في مختبرات عالمية كبيرة ببريطانيا- أن الوقت قد حان للتمييز بشكل جلي بين النيكوتين والتدخين. ويقولون إن الأدلة تشير إلى أن التدخين هو الجاني وليس النيكوتين.

فوائد النيكوتين
وأظهرت نتائج بعض الدراسات أن النيكوتين مثله مثل الكافيين يمكن أن تكون له آثار إيجابية فهو منشط يسهم في زيادة ضربات القلب ويرفع من سرعة استجابة الجسم للإشارات الخاصة بالحواس، كما أنه يقلل من التوتر ويشحذ القدرات الذهنية للمخ، وفق «رويترز».

كل ذلك يثير بضعة أسئلة: هل بوسع النيكوتين أن يقوي القدرات الذهنية للشبان كي يستوعبوا مواد دراسية أصعب؟ أو بالنسبة إلى المجتمع الذي يكثر به كبار السن فهل تفيد مميزاته المنشطة من يعانون من بطء التفكير كي يتجنبوا تدهور الإمكانات الإدراكية المرتبطة بمرض خرف الشيخوخة وهل يبطئ من تقدم أعراض مرض الشلل الرعاش؟

حتى الآن لا تزال الإجابات غير شافية، كما أن تفاوت الآراء يرجع إلى أسباب سياسية ووجدانية وأيضًا علمية.

ولكن الكميات الكبيرة من النيكوتين النقي يمكن أن تسبب الوفاة وثمة شواهد على أنه قد يسبب تشوهات في نمو المخ لدى البالغين، ولا سيما في مناطق المخ الخاصة بالذكاء واللغة والذاكرة.