وجد فريق دولي من العلماء أن من الممكن جعل لقاحات الأنفلونزا الموسمية أكثر فاعلية باستخدام «لقاحات تقوية المناعة» والوقاية المسبقة من فيروس
الأنفلونزا.
ومع وجود سلالات كثيرة ومختلفة من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب كلاً من البشر والحيوانات على حد سواء وتحورها بسرعة فائقة لذا بات من الصعب التصدي للفيروس.
في دراسة نشرت نتائجها يوم الخميس في دورية (ساينس) قال الفريق الذي تشرف عليه جامعة «كمبردج»: إن نتائج هذا البحث سوف تساعد في اكتساب المناعة ضد سلالات الأنفلونزا المحتملة في المستقبل وأيضًا في التصدي للسلالات المنتشرة حاليًّا.
وقال سام ويلكس أحد كبار الباحثين المشاركين في الدراسة: «بدلاً عن محاولة احتواء المرض بعد الإصابة من الأفضل أن نتحسب ونتأهب للخطوة المقبلة المحتملة لتطور فيروس الأنفلونزا».
وذكرت وكالة «رويترز» أنه يتعين على منتجي اللقاحات إنتاج نحو 350 مليون لقاح كل عام لمكافحة الأنفلونزا، ومن أجل تحقيق هذا عليهم أن يعرفوا ماهي السلالة التي يجب أن نعد لها اللقاح سابقًا قبل موسم انتشار الأنفلونزا وما هو الوقت الذي تتحور فيه الفيروسات؟
خطورة الأنفلونزا
وقالت منظمة الصحة العالمية: إن الأنفلونزا الموسمية تتسبب في ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة خطيرة كل عام حول العالم وما يتجاوز نصف مليون حالة وفاة علاوة على الآثار الاقتصادية الضخمة، وتختلف سياسات التطعيم من بلد لآخر لكن غالبًا ما يوصى بتطعيم من هم أكثر عرضة للمضاعفات مثل الحوامل والمسنين.
ويجتمع علماء منظمة الصحة العالمية في شهر فبراير من كل عام لاختيار السلالة التي يجب إعداد لقاح لها يستخدم في العام التالي لكنهم دائمًا ما يواجهون مشكلة احتمال تحور الفيروس قبل بدء موسم الأنفلونزا.
ومن أجل تذليل هذه المشكلة يستخدم الباحثون بيانات المناعة لرصد نشاط جهاز المناعة.
وبالاستعانة بطريقة حديثة تعتمد على الكمبيوتر استطاع الباحثون عمل خريطة مساحية للأجسام المضادة توضح بالتفصيل كيف يستجيب الجهاز المناعي للأجسام المسببة الأمراض مثل الأنفلونزا التي تتحور وتؤدي إلي إصابتنا من جديد.
وبتحليل كل هذه المعلومات وجد العلماء أنه عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا من جديد يتعامل الجهاز المناعي ليس فقط مع السلالة المعدية ولكن أيضًا مع كل السلالات التي واجهها المريض في الماضي وهي الظاهرة التي سماها العلماء التقوية المسبقة للمناعة.
تعليقات