Atwasat

الكلاسكوتيرون مضاد ثوري لـ«حب الشباب»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 30 يوليو 2022, 04:00 مساء
WTV_Frequency

بعد عقود لم تتطور خلالها العلاجات المضادة لحب الشباب، أصبحت مادة الكلاسكوتيرون تشكل أول تقدم فعلي في معالجة هذا المرض الجلدي.

وفيما بدأ استخدام العلاج الواعد في الولايات المتحدة قبل أشهر عدة، لا يزال توقيت إتاحته في سائر أنحاء العالم غير معروف، وفق «فرانس برس».

ويقول الطبيب الأميركي المتخصص بالأمراض الجلدية جون باربيري إن «الواعد في علاج الكلاسكوتيرون هو أنه يواجه الهرمونات التي تتسبب في ظهور حب الشباب بطريقة جديدة».

 المرهم الجديد
وأصبح الأطباء الأميركيون منذ نهاية العام 2021 قادرين على وصف المرهم الجديد المعالج لحب الشباب، الذي يشكل مرضًا جلديًا نادرًا ما يفلت منه الأشخاص خلال حياتهم.

ويطال حب الشباب المتمثل في ظهور حبوب على الجلد وببشرة دهنية نحو ثلاثة من كل أربعة مراهقين. ويُصاب عدد كبير من البالغين بهذا المرض الجلدي كذلك.

وتسجل ندرة في التطورات العلاجية لمواجهة هذا المرض الشائع كثيرًا، مع أن الأبحاث المتعلقة بتفاصيل أخرى كدور النظام الغذائي في ظهور حب الشباب شهدت تطورًا خلال الآونة الأخيرة.

وقبل اكتشاف الكلاسكوتيرون، لم تسجل العلاجات المضادة لحب الشباب أي تقدم منذ نحو 40 سنة.

- تخلصي من حب الشباب بالشاي الأخضر
علاج جديد لحب الشباب بـ«غبار الذهب»

وكانت العلاجات الموضعية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، تتمثل الأولى بعلاج يقضي على البكتيريا المسببة لحب الشباب من خلال تناول المضادات الحيوية، فيما يعمل العلاج الثاني على الحد من تراكم خلايا البشرة الميتة التي تعزز الالتهاب.

أما الكلاسكوتيرون، فيجعل خلايا البشرة أقل تجاوبًا مع الهرمونات التي تفرز النتح الدهني، وهي مادة دهنية يفرزها المصابون بحب الشباب بكميات زائدة.

وتعمل علاجات أخرى تؤخذ عن طريق الفم على المستوى الهرموني أيضًا، لكنها عادة ما تكون حبوب منع الحمل لذا توصف للنساء فقط. ومن خلال تأثيرها المباشر على إنتاج الهرمونات، تؤدي إلى آثار جانبية أقوى ما يتسبب به حب الشباب.

فعالية الدواء
لكنّ أي آلية تأثير جديدة لا تستطيع ضمان فعالية الدواء، إذ ينبغي إثبات أن للأخير نتائج إيجابية، وهو ما حصل في حالة الكلاكوستيرون الذي تناولته دراسة نُشرت العام 2020 في مجلة «جاما ديرماتولوجي» وتوصلت إلى أن هذا الدواء هو أكثر فاعلية من العلاج البديل الذي يُعطى للمرضى تلقائيًا، كما انه لا يؤدي إلى آثار جانبية شديدة.

وكانت نتائج هذه الدراسة كافية لتجعل السلطات الأميركية تجيز استخدام الكلاكوستيرون. لكن هذا العلاج الجديد ليس سحريًا ولا يشكل ثورة ضد حب الشباب.

وتقول الاختصاصية في الأمراض الجلدية الفرنسية إميلي سبيديان لوكالة «فرانس برس» إن الدراسة «لم تقارن الكلاسكوتيرون بالعلاجات المتوفرة حاليًا، لذا نحن لا ندرك ما إذ كان العلاج الجديد هو الأفضل».

وتشير مع ذلك إلى أن الدواء الحديث «مثير جدًا للاهتمام» لأنه يعطي أملًا جديدًا للمرضى الذين يترددون في اللجوء إلى علاجات أخرى، أو يمكن إضافته إلى هذه العلاجات لزيادة فعاليتها.

الكالكوستيرون
أما في أوروبا، فمسألة العلاج الجديد ليست مطروحة حاليًا وما من مؤشر يدل على أن الكلاسكوتيرون سيصبح متاحًا في وقت قريب.

ولا يعود السبب في هذا التأخير إلى تردد السلطات الصحية في دراسة الموضوع. وتقول الوكالة الأوروبية للأدوية إنها لم تبدأ بعد في تقييم الدواء.

أما المسألة حاليًا فتتعلق بخيارات شركة «كوزمو فارما» السويسرية المصنعة للدواء.

وتقول المسؤولة عن قسم الأمراض الجلدية لدى «كوزمو» ديانا هاربورت «نظرًا إلى أننا مجموعة صغيرة جدًا، ركزنا بداية على موضوع إجازة استخدام الدواء في الولايات المتحدة التي تشكل أكبر سوق في العالم» وحيث تتولى شركة أخرى هي «صن فارما» توزيع الدواء حاليًا، وفق «فرانس برس»..

 سوق الأدوية المضادة للأمراض الجلدية
وترى هاربورت أن سوق الأدوية المضادة للأمراض الجلدية لا تثير اهتمام شركات الأدوية العملاقة من أمثال «فايزر» الأميركية «سانوفي» الفرنسية، وينبغي على «كوزمو» تاليًا أن تجد شريكًا مختلفًا في كل بلد.

وخلال الإعلان عن نتائجها الفصلية نهاية يوليو، أشارت «كوزمو» إلى أنها وجدت شريكًا لتوزيع الدواء في الصين. لكنها لم تحرز تقدمًا مماثلًا في أي دولة أوروبية.

وتُرجع الشركة السبب الكامن وراء استغراق وقت طويل لإيجاد شريك موزع، إلى التباطؤ الذي شهدته الأسواق لفترة طويلة بسبب الجائحة، لكنّ هذا التبرير لا يقنع المراقبين جميعهم.

وترى المحللة المالية جميلة البوقريني أن «سوق الأدوية والمستحضرات الجلدية مزدهرة إلى حد ما»، مضيفةً «أعتقد أن الأمر مرتبط بأخطاء ارتُكبت في الاستراتيجية التي اعتمدتها المجموعة».

وتشير البوقريني التي يصعب عليها فهم سبب عدم إطلاق السلطات الأوروبية أي تقييم للدواء، إلى أن «كوزمو» لجأت خلال السنوات الأخيرة إلى خيارات سيئة تتمثل إحداها برغبة المجموعة في بيع منتجها الوحيد الخاص بقسم الأمراض الجلدية وهو الكلاسكوتيرون، لكنها فشلت لعدم اهتمام المشترين بهذا الدواء.

وتتساءل البوقريني «ألم يكن الدواء جذابًا بما يكفي؟»، معتبرةً أن إثارة اهتمام المشترين بعلاج لم يثبت أنه أكثر فعالية من الأدوية الأخرى المتوفرة في الأسواق خطوة صعبة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السادس عشر من رمضان
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السادس عشر من رمضان
منظمة الصحة العالمية: طفل من كل ستة يتعرض للمضايقة عبر الإنترنت
منظمة الصحة العالمية: طفل من كل ستة يتعرض للمضايقة عبر الإنترنت
خبراء يحذرون من فيروس خطير «مختبئ»
خبراء يحذرون من فيروس خطير «مختبئ»
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السابع عشر من رمضان
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السابع عشر من رمضان
حالتا وفاة جديدتان في اليابان قد تكونان مرتبطتين بفضيحة المكمّلات الغذائية
حالتا وفاة جديدتان في اليابان قد تكونان مرتبطتين بفضيحة المكمّلات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم