Atwasat

الشفاء التام من الإيدز.. حالات معزولة ولا حلول سحرية

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 28 يوليو 2022, 01:02 مساء
WTV_Frequency

استفادت قلة من المرضى من فرصة غير عادية تمثلت في شفائهم من فيروس «إتش آي في» المسبب لمرض العوز المناعي البشري (الإيدز)، لكنّ هذه الحالات معزولة للغاية ولا تسمح بعد بتطوير علاجات من شأنها أن تؤدي إلى القضاء التام على الفيروس.

وقال مريض من هؤلاء، جرى الإعلان عن شفائه، الأربعاء، قبيل المؤتمر الدولي للإيدز في مونتريال «لم أتخيل أبدا أني سأعيش طويلا بما يكفي للشفاء من الـ+إتش آي في+»، وفق «فرانس برس».

هذا المريض الذي نشر بيانا عن حالته من داخل مستشفى في كاليفورنيا حيث كان يعالج من دون كشف هويته، هو رابع أو خامس شخص يُشفى من فيروس «إتش آي في»، بحسب تعدادات مختلفة.

لذلك فإن هذه الحالات نادرة جدا. ويتعين تمييز هؤلاء الأشخاص عن ملايين المرضى المصابين بالإيدز لكن يمكنهم العيش حتى متوسط العمر المتوقع بفضل وجود علاجات فعالة.

هذه العلاجات التي تُسمّى مضادات الفيروسات القهقرية، تمنع تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية في الجسم، لكنها لا تقضي عليه تماما. مع ذلك، في الحالات القليلة التي ثبت علاجها، يمكن الحديث عن اختفاء الفيروس.

وتعود أول هذه الشفاءات إلى العام 2008 لشخص قيل إنه من برلين. أما المريض ما قبل الأخير والذي أُعلن عن شفائه قبل بضعة أشهر، فقد عولج في نيويورك.

لكن هؤلاء المرضى جميعا لديهم حالة مشتركة محددة جدا. فهم كانوا يعانون من سرطانات الدم واستفادوا من زراعة الخلايا الجذعية التي جددت جهاز المناعة لديهم.

وكان المرضى الذين شفوا محظوظين، إذ كان لدى الأشخاص الواهبين في حالاتهم طفرة نادرة في جينة تسمى CCR5 تجعل جهاز المناعة مقاوما للسلالات الرئيسية لفيروس «إتش آي في».

كبار السن
في أحدث حالة شفاء جرى الإعلان عنها حتى الآن، خضع المريض من كاليفورنيا لعملية زرع نخاع عظمي في العام 2019. بعد عامين، توقف عن تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، حيث أصبح الـ«إتش آي في» غير قابل للكشف في جسده.

هذه الحالة مثيرة للاهتمام بدرجة كبيرة لأن الرجل البالغ 66 عاما والمصاب بالـ«إتش آي في» منذ أكثر من ثلاثين عاما، هو أكبر المرضى الذين جرى الإعلان عن شفائهم سنّا. وهذا يوضح أن العلاج عن طريق زرع الخلايا الجذعية يمكن أن يفيد كبار السن نسبيا.

لكن تظل هذه الملاحظة نظرية إلى حد كبير لأن من غير المعقول تعميم مثل هذا العلاج على المرضى الذين يعانون من بعض أنواع السرطان.

وقالت أخصائية الأمراض المعدية جانا ديكتر التي عالجت هذا المريض وستعرض حالته في مؤتمر مونتريال «بالنسبة لمعظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، هذا ليس خيارا»، وذلك بانتظار مراجعة هذا العمل العلمي بشكل مستقل ونشره في مجلة علمية.

ومن المعروف أن زرع الخلايا الجذعية الذي يحصل غالبا عن طريق نخاع العظم، مسار ثقيل له آثار جانبية كبيرة.

خيال علمي
وقال الباحث ستيفن ديكس، أخصائي فيروس نقص المناعة البشرية الذي لم يشارك في هذا العمل، لوكالة «فرانس برس» إن «التأثير الأول لعملية زرع نخاع العظم هو تدمير جهاز المناعة موقتا». وأضاف أن مثل هذا الخطر «غير وارد لدى أي شخص لا يعاني من السرطان».

ورأى ديكس الذي سيقدم في مونتريال تطورات مهمة بطريقة التعرف على الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أن المريض في كاليفورنيا، مثل أسلافه، يقدم أدلة مثيرة للاهتمام لإيجاد علاج في يوم من الأيام من شأنه أن يسمح بالشفاء الكامل.

ولفت إلى أن مثل هذا العلاج يمكن أن يعتمد على تقنية «كريسبر»، وهي طريقة للتلاعب الجيني تُعد واحدة من الإنجازات العلمية العظيمة في السنوات الأخيرة.

وتقوم الفكرة على تعديل جينات CCR5 للمرضى المصابين بشكل مباشر لجعل الجسم مقاوما لفيروس نقص المناعة البشرية. وخلص إلى القول «من الناحية النظرية، هذا ممكن»، «لكن في الوقت الحالي، هذا خيال علمي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم