أظهرت الدراسات الجينية لفيروس جدري القرود أن المرض ربما يكون انتشر، من خلال حالتي تفشٍ كبيرتين ومنفصلتين خارج أفريقيا، فيما تتساءل خبيرة عن وجود ما يمكن تسميته بمخازن للفيروس في مناطق مثل الشرق الأوسط.

وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة (CDC) أن الدراسات الجينية الحديثة تشير إلى احتمال وجود ما لا يقل عن حالتي تفشٍ كبيرتين لجدري القرود خارج أفريقيا، وهو الاكتشاف المفاجئ الذي دعا أحد المسؤولين بالمراكز إلى توقع وجود انتشار دولي أوسع للمرض، وفق «دويتشه فيله».

وقام الخبراء بالمختبرات العلمية التابعة لمراكز «CDC» بدراسة التسلسل الجيني لثلاثة أنواع من أصل 10 فيروسات مسببة لمرض جدري القرود جرى الحصول عليها من حالات الإصابة الأخيرة في الولايات المتحدة - اثنان من العام 2021 وثمانية من العام 2022 - ووجد العلماء أنها تختلف عن الفيروسات التي جرى عمل تسلسل لمحتواها الجيني من قبل العديد من البلدان التي انتشر فيها المرض خاصة داخل أوروبا.

- المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض ترفع مستوى التحذير من «جدري القرود»

ووجد العلماء أن الفيروسات الثلاثة التي جرى رسم خريطتها الجينية مرتبطة بشكل واضح ببعضها البعض ولها سلف مشترك، إلا أنها تختلف أيضًا عن بعضها البعض عند النظر في التفاصيل، بحسب ما قالت مدير قسم مركز السيطرة على الأمراض بقسم مسببات الأمراض، إنغر دامون في مقابلة مع موقع «STAT News » الأميركي.

وأصيب الأشخاص الثلاثة الأوائل بالفيروس على نطاق جغرافي واسع بشكل مفاجئ - واحد في نيجيريا وواحد في مكان آخر في غرب أفريقيا والثالث في الشرق الأوسط أو شرق أفريقيا.

وبينت مدير قسم مركز السيطرة على الأمراض بقسم مسببات الأمراض، أن هذا الانتشار الواسع الواضح لفيروس من عائلة جدري القرود في الولايات المتحدة - وهو فيروس يختلف عن السلالة المتفشية في أوروبا - يشير إلى أن حالات تفشي المرض خارج البلدان التي يُعتبر فيها الفيروس مستوطنًا قد تكون قد بدأت منذ فترة أطول مما كان متوقعًا.

انتشار جغرافي
أوضحت بالقول: «نعتقد أن هذا الانتشار الجغرافي يشير إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك مقدمات متعددة للإصابات بالمرض خارج نيجيريا في نقاط متفرقة قبل فترة من الزمن، وأنه من المحتمل أن تحدث عمليات انتقال للفيروس على مستوى العالم».

واختتمت دامون أن الأمر يطرح السؤال: «هل توجد أماكن يمكن أن يكون الفيروس مخزنًا فيها وتحتوي على عدوى بشرية ينطلق منها المرض إلى منطقة أوسع؟ أعتقد أن علينا حقًا فهم المزيد عن وضع المرض في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا كمناطق محتملة ظهر فيها الفيروس أولًا».