Atwasat

طرق علاج تأثيرات «كورونا» بعيدة المدى

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 04 يناير 2022, 10:13 صباحا
WTV_Frequency

يعاني ثلثا المتعافين من كورونا من مشاكل وظيفية منها تضاؤل القدرة على بذل مجهود أو اضطرابات في التركيز، حسب ما رصد العلماء المعنيين بدراسة آثار ما بعد الإصابة بفيروس كورونا.

وعندما اندلعت جائحة كورونا في ربيع العام 2020، تركزت الأولوية على علاج المرضى ذوي الحالات الخطيرة بطبيعة الحال. ولم يتضح سوى بعد مضي شهور أخرى أن مرض «كوفيد-19» لا يهدد الحياة بشكل خطير وحسب، بل إنه من الممكن أن يكون له تأثير على صحة المريض على المدى البعيد للغاية، وفق «دويتشه فيله».

وتشير التقديرات إلى أن نحو 10% من مرضى «كوفيد-19» يعانون مشاكل مستمرة في الأسابيع الأولى بعد الإصابة. ترى ما الوضع اليوم الخاص بعلاج ورعاية هؤلاء الأشخاص قبل فترة وجيزة من انقضاء عام كورونا الثاني؟

كوفيد «طويل المدى»
يقول دومينيك بوكرت من المستشفى الجامعي في مدينة أولم جنوب ألمانيا إن « تنامي المعرفة بالمرض أصبح هائلاً في الشهور الماضية، والصورة الإجمالية للمرض لم تعد اليوم ضبابية كما كانت في بداية الجائحة».

وثمة أضرار في أعضاء الجسم مثل القلب أو الرئة يمكن إثباتها في ما يتراوح بين 10 و20% من مرضى «كوفيد-19»، فيما يعاني ما يتراوح بين 60 و70% من مرضى كورونا من مشاكل وظيفية ومن ذلك على سبيل المثال تضاؤل القدرة على بذل مجهود أو اضطرابات في التركيز أو اضطرابات مستمرة في حاسة الشم والتذوق.

ويتحدث الخبراء عما يمكن وصفه بـ«كوفيد طويل المدى» في حال استمرت الشكاوى تؤثر على الحياة اليومية حتى بعد مرور ثلاثة شهور على الإصابة.

وأوضح بوكرت أن حالات أخرى للعدوى الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى تداعيات مشابهة فهي ليست أمراضا نموذجية لعدوى فيروس كورونا « وهناك مفاهيم علاجية راسخة لعلاج هذه الشكاوى»، واستبعد بوكرت أن يتم تطوير علاجات خاصة لكورونا في الوقت الراهن لكنه توقع تحسن طرق العلاج والتشخيص بفضل استمرار تنامي الخبرة بالمرض.

تقول كارمن شايبنبوغن من مستشفى شاريتيه في برلين إن ما يتراوح بين ثلثي وثلاثة أرباع المرضى يشكون من إجهاد وتعب مزمنين يرتبطان في الغالب بتقييد القدرة على بذل مجهود.

أرق ما بعد كورونا
يذكر أن التعب يمكن أن يظهر كعرض مصاحب للكثير من الأمراض. كما أن متلازمة التعب المزمن المعروفة أيضا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي تعتبر صورة سريرية مستقلة يكون التعب فيها جزءا من أعراض متنوعة، ولم يجرٍ التعرف على هذه المتلازمة مع ظهور كورونا فقط ؛ إذ أنها يمكن أن تكون أيضا على سبيل المثال من تداعيات فيروس «إبشتاين-بار».

ترجح الأبحاث التي جرت على فيروس «إبشتاين-بار» في الوقت الراهن أن متلازمة التعب المزمن تتعلق بأحد أمراض المناعة الذاتية، وقالت شايبنبوغن إن «الجسم يقوم أثناء ذلك بتكوين ما يعرف بالأجسام المضادة الذاتية ضد بعض مستقبلات معينة للضغط في الخلايا التي تتحكم على سبيل

المثال في التنفس أو ضربات القلب أو تدفق الدم». وتفسر التداعيات الجسدية مثل الزيادة المفرطة في ضربات القلب أو عدم توزيع الدم بشكل غير مناسب ما يعانيه المريض من عدم القدرة على بذل مجهود.

ماذا بعد الشفاء من كورونا؟
يعتمد علاج مرضى التعب على الأعراض الفردية التي يوجد لها مفاهيم علاجية، ويتركز العلاج على إجراءات إعادة التأهيل (النقاهة) والعلاج الطبيعي والعلاج التنفسي كما أن هناك أدوية يمكنها التخفيف من حدة الأعراض.

هل يحمي اللقاح على المدى الطويل؟
ورأت شايبنبوغن أن « التطعيم من حيث المبدأ يحمي بشكل جيد من مرض كوفيد طويل الأمد» وقالت إن السبب في ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى أن الملقحين يعانون أعراضا خفيفة في حال إصابتهم بالعدوى. وفي ذات السياق، قال بوكرت إن التغييرات على أعضاء الجسم تصبح نادرة الحدوث في حال الإصابة بمسار خفيف للمرض.

وتوصلت الدراسات الأولية التي جرى إجراؤها حتى الآن إلى نتائج غير واضحة حول فعالية التطعيم في الحماية من كوفيد طويل الأمد، فقد أظهرت نتائج دراسة نشرت في مجلة « لانسيت انفكشيوس ديزيز» أن الحاصلين على التطعيم الكامل عانوا من الأعراض طويلة الأمد لكوفيد (بعد مضي أكثر من 28 يوما على الإصابة) بصورة أقل بشكل ملحوظ مقارنة بغير الملقحين.

وانتهت دراسة أخرى لم يجرِ نشرها بعد إلى أن التطعيم الكامل يحمي من الكثير من أعراض ما بعد «كوفيد» لكن ليس من كل هذه الأعراض.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم