Atwasat

هل يحدث الدواء الأميركي الجديد أي تغيير ضد ألزهايمر؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 10 يونيو 2021, 10:19 صباحا
WTV_Frequency

أعطت السلطات الأميركية، من خلال سماحها هذا الأسبوع بدواء جديد مضاد لمرض ألزهايمر، إشارة مشجعة لإعادة إطلاق البحوث التي شهدت تباطؤا في السنوات العشرين الأخيرة، لكن إمكان علاج المرض لا يزال بعيد المنال.

ما الذي حصل؟
وافقت الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية (إف دي إيه)، الإثنين، على علاج ضد مرض ألزهايمر يسمى «أدوهلم» طورته شركة «بايوجن» الأميركية للصناعات الدوائية. وحصلت هذه الخطوة للمرة الأولى منذ 2003. حتى قبل ذلك، كان أثر العلاجات المسموح باستخدامها يقتصر على التصدي لأعراض ألزهايمر، وليس سبب هذا المرض، وفق «فرانس برس».

أما علاج «بايوجن» فيعمل على تلف الصفائح التي تشكلها بروتينات في دماغ المرضى تسمى «أميلويد». وتشكل هذه البروتينات سببا رئيسيا للإصابة بألزهايمر بفعل ضغطها للخلايا العصبية، ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للذاكرة وحتى لقدرة التمييز.

هل نحن أمام منعطف نحو علاج للألزهايمر؟
اعتبرت مديرة مؤسسة «ألزايمر ريسرتش» (بحوث ألزهايمر) البريطانية هيلاري إيفانز أن هذا التطور يشكل «لحظة محورية في البحوث لتطوير علاجات جديدة ثورية ضد مرض ألزهايمر».

وشكل السماح الأميركي بهذا العلاج أول تقدم ملموس لدى المرضى وعائلاتهم بعد حوالى عقدين من دون أي تطورات أو علاجات جديدة.

لكن طبيب الأعصاب والباحث في مستشفى «بيتييه سالبيتريير» في باريس ستيفان أيبلباوم، قال لوكالة «فرانس برس» إن «هذه الفترة سمحت لنا بتحقيق تقديم هائل في فهم المرض، طريقة ظهوره وسببه وتشخيصه»، خصوصا في مرحلة مبكرة. وأضاف: «لكن يصعب علينا تحويل كل مواضع التقدم هذه إلى نجاحات علاجية».

وفي هذا الوقت، يواصل المرض تفشيه خصوصا بفعل ارتفاع معدلات شيخوخة السكان حول العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما لا يقل عن ثلاثين مليون حالة ألزهايمر في العالم، رغم صعوبة التمييز بين هذا المرض وسائر أشكال الخرف.

هل بات شفاء مرضى ألزهايمر ممكنا؟
كلا. لا نزال بعيدين عن العلاج الشافي لمرضى ألزهايمر. وأبدى إيبلباوم «الخشية من إفراط في الأمل حيال فعالية العلاج».

فهذا الدواء الباهظ الثمن، بكلفة سنوية تزيد على خمسين ألف دولار، لا يتوجه سوى إلى فئة صغيرة من المرضى في مراحل مبكرة للغاية من المرض. وحتى لهؤلاء، لم يثبت العلاج سوى فعالية محدودة.

ويبدو هذا الأمر منطقيا، فمرض ألزهايمر لا يتقدم عموما بسرعة كما أنه وخلال الأشهر الـ18 التي أجري فيها الاختبار على علاج «بايوجن»، لم تظهر الفحوص الإدراكية سوى فارق بسيط بين المرضى الذين تلقوه، وأولئك الذين حصلوا على علاج وهمي.

كما أثارت المجموعة الصيدلانية بلبلة بإعلانها سنة 2019 فشل إحدى تجاربها قبل التراجع عن هذه التصريحات.

كما أوصت لجنة خبراء «إف دي إيه» بعدم الترخيص للعلاج، غير أن الوكالة الأميركية لم تعمل بهذه التوصية. كما من غير المؤكد أن يمنح الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حيث طلبت «بايوجن» أيضا ترخيصا، موافقتهما على العلاج.

هل كان يتعين على الولايات المتحدة التريث؟ ليس بالضرورة لأن قرارها سيتيح تقويم فعالية العلاج في العالم الحقيقي، من خلال قياس قدرته على الحد من الخرف خلال عشر سنوات أو خمس عشرة سنة.

ماذا عن البحوث الأخرى؟
تستمر البحوث الأخرى لتطوير علاجات لمرضى ألزهايمر، رغم أن مجموعات كبرى أحجمت عن خوض هذه التجارب، بينها الأميركية فايزر سنة 2018.

وفي هذا الإطار، يشكل القرار الأميركي للصناعيين الذين يجرون بحوثا بشأن هذا المرض «رسالة جيدة فمن دونه ثمة خطر حقيقي بالتخلي ببساطة عن البحوث»، وفق إيبلباوم.

وأعلنت مختبرات أميركية عدة عن نتائج إيجابية هذا العام. وهذه حالة «إيلي ليلي» الساعية لإتلاف الأميلويدات، المسار المهيمن على صعيد البحوث في العقود الأخيرة.

وتتبع شركات أميركية ناشئة استراتيجيات أخرى وتجمع أيضا بيانات مشجعة. وتستهدف «أنوفيس» على سبيل المثال بروتينات تسمى «تاو» مرتبطة أيضا بمرض ألزهايمر. كما تحاول مختبرات «كاسافا» تفادي تشكل الأميلويدات بدل الانتظار لتلفها.

لكن في الحالات الثلاث، تبقى هذه النتائج جزئية، لأنها أجريت على عينات صغيرة من المرضى. ويتعين الانتظار شهورا حتى سنوات لمعرفة فعاليتها خلال تجارب على عينات أوسع.

وخلص طبيب الأعصاب جوناثان سكوت من جامعة «يونيفرسيتي كولدج» في لندن عبر «تويتر»، الأربعاء، إلى أن «أي دواء، مهما كان جيدا، لن يستطيع وحده تقديم الحل لمرضى ألزهايمر»، مشددا على ضرورة الوقاية من أمراض الخرف.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تجارب في أجاكسيو الفرنسية على «كرسي حاضن» يهدئ قلق ذوي الطيف التوحدي
تجارب في أجاكسيو الفرنسية على «كرسي حاضن» يهدئ قلق ذوي الطيف ...
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم