أعلن وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، أن عملية تلقيح سكان بلاده بلقاح كورونا ستنطلق في أكتوبر.
وكشف الأطباء في مستشفى «بوردينكو» العسكري الروسي نجاح اختبار فاعلية لقاح يطورونه ضد الفيروس التاجي على المتطوعين، وجاء في بيان صادر عن المستشفى: «يمكننا الحديث بناء على نتائج الفحوص عن تشكل المناعة الثابتة لدى المتطوعين بعد التلقيح».
في الوقت ذاته، شكك مدير معهد «ميشنيكوف» للقاحات الأكاديمي، فيتالي زفيريف، في فاعلية اللقاح، وقال في حديث أدلى به لإذاعة «كومسولسكايا برافدا» إنه لم يتم إثباتها تماما، وأوضح أنه يمكن وضع لقاح جيد ضد الفيروس التاجي خلال فترة مضت منذ ظهوره، لكن من المستحيل التأكد من مدى فاعليته وأمانه خلال تلك الفترة القصيرة.
وقال إن فترة وضع واختبار اللقاح تستغرق عادة 4 أو 5 أعوام ويمكن تسريعها بالطبع، إلا أن القول عن فاعليته وأمانه سابق للأوان. وأضاف أن هناك دورة كاملة لوضع واختبار أي لقاح. وتعد البحوث العلمية والطبية الطويلة أمرا ضروريا مهما، ولا يمكن تقليص حجمها وفترتها.
فيما أعلنت روسيا عن نجاح اختبار لقاحها على عشرات المطوعين. بينما شارك في مثل هذا الاختبار 500 شخص في الصين. أما الولايات المتحدة فتعتزم إجراء مرحلة ثالثة لاختبار لقاحها على 30 ألف مواطن أميركي.
وفيما يتعلق بروسيا يجب تلقيح المدرسين والأطباء بعد إجراء الاختبارات الناجحة على بضع عشرات من المتطوعين دون أن تستوضح طبيعة اللقاح وآثار عملية التلقيح.
ويعتبر دكتور العلوم الطبية ومدير عام شركة البحوث العلمية الخاصة، نيقولاي كريوتشكوف، أن الوضع المتعلق بإعداد اللقاح الجديد ضد الفيروس التاجي في روسيا لا يمكن أن يتضح إلا في الربيع المقبل. وتعد فترة الـ6 أشهر الحد الأدنى الضروري لإعداد لقاح يمكن استخدامه لتلقيح السكان.
وأشار الأكاديمي، زفيريف إلى خطرين للتلقيح السريع. يكمن الخطر الأول في احتمال ظهور أعراض جانبية غير مرغوب فيها بعد مرور عام أو نصف العام من التلقيح. أما الخطر الثاني فهو الغموض فيما يتعلق بفترة بقاء المناعة في جسم الإنسان بعد التلقيح.
بينما هناك وجهة نظر أخرى تقدم بها أحد واضعي اللقاح الروسي ضد «كوفيد – 19» نائب مدير معهد «غامالي» لعلم الأبئة والبيولوجيا المجهرية، دينيس لوغينوف، في حديث أدلى به لجريدة «ميدوزا» الروسية حيث قال إن اللقاح الروسي سبقته دراسات علمية طويلة. وإنه يقوم على بحوث بدأت في المعهد منذ 3 أعوام بغية وضع اللقاح ضد متلازمة الشرق الأوسط «ميرس» التي شكلت أساسا للقاح ضد الفيروس التاجي.
وقال معلقا على احتمال اختفاء المناعة ضد الفيروس التاجي بعد فترة، إن انخفاض كمية الأجسام المضادة في دم الإنسان مع مرور الوقت لا يعني أبدا أن مناعته ضد «كوفيد – 19» تختفي.
تعليقات