تصاعد العنف المنزلي في روسيا مثل بقية أنحاء العالم منذ فرض تدابير الإغلاق في مواجهة فيروس «كورونا»، مع الضغط الناجم عن العزلة الاجتماعية والمخاوف بشأن الأمن الاجتماعي.
استشاط زوج إنيتا أكتياموفا غضبا في أواخر أبريل، بعد شهر تقريبا من فرض تدابير الإغلاق في موسكو لمواجهة تفشي فيروس «كورونا المستجد» وبدأ يصرخ في وجهها ويضربها فيما كانت تحضّر وجبة في شقتهما الصغيرة.
وقالت المغنية أكتياموفا (50 عاما) والتي خسرت دخلها بسبب تدابير الإغلاق «رحلت. لم يعد باستطاعتي تحمل الأمر». وأضافت لوكالة «فرانس برس»، «أكون سيئة إذا بقيت هادئة وإذا تحدثت وإذا حضّرت الطعام».
عندما كان يضربها شريكها السابق، كانت تهرع إلى أصدقائها. لكن هذه المرة لم يكن لديها مكان تذهب إليه. فقد كان أصدقاؤها مترددين في استقبالها بسبب مخاوف مرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا، كما رفض داران للنساء إيواءها بسبب الحجر الصحي المفروض في موسكو.
وبمساعدة مركز إدارة الأزمات، وجدت أكتياموفا أخيرا مأوى موقتا في فندق صغير من نجمتين في شرق موسكو.
وتقول جماعات حقوقية إن العنف المنزلي تصاعد في أنحاء العالم منذ فرضت تدابير الإغلاق مع الضغط الناجم عن العزلة الاجتماعية والمخاوف على الأمن الاجتماعي.
وأصاب الحجر الصحي ضحايا العنف المنزلي بشكل خاص، فقد تحول التعنيف اللفظي إلى إيذاء جسدي في بعض الأحيان، كما أصبح الضرب الروتيني أكثر حدة أحيانا أخرى.
معاناة بصمت
قالت مارينا بيسكلاكوفا باركر الناشطة في مجال حقوق المرأة «الوضع هنا (في روسيا) أسوأ لأنه ليس هناك قانون».
في العام 2017، قام الرئيس فلاديمير بوتين بإزالة الصفة الجرمية عن بعض أشكال العنف المنزلي ويمكن تاليا لمعظم المعتدين الإفلات من العقوبة بدفع غرامة مالية.
ويقول الناشطون إن الافتقار إلى التشريعات ونقص الملاجئ في أنحاء البلاد إضافة إلى الشرطة التي لا تستجيب لطلبات المساعدة، تركت النساء الروسيات بدون حماية.
كل عام، تقع حوالي 16,5 مليون امرأة في كل أنحاء البلاد ضحية العنف المنزلي، وفقا لتقديرات الناشطين قبل الحجر الصحي.
قبل تفشي الوباء، كان بإمكان النساء هجر شركائهن وإيجاد عمل وإرسال أولادهن إلى روضات الأطفال. أما الآن، فقد تبنّت كثيرات استراتيجية مختلفة... الجلوس والمعاناة بصمت.
تعليقات