في قمة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة وفي ظل انتشار مرعب لفيروس «الإيبولا» القاتل في غرب القارة الأفريقية، الذي بات يشكل مصدرًا كبيرًا للقلق والخوف، تشهد حاليًّا العاصمة الأميركية «واشنطن» قمة أفريقية - أميركية بحضور رؤساء أكثر من 40 دولة لمناقشة حذرية وفعّالة لهذا الخطر المتنامي.

وفى ظل هذه القمة الأولى من نوعها، أكد الخبراء الدوليون أن الفقر يعد المحرك الأول والوقود الفتاك لتفشى فيروس «الإيبولا» المدمر في القارة السمراء؛ حيث ينتشر الفيروس عن طريق ملامسة الدم وسوائل المصابين، إلا أن انتشار الفقر فضلاً عن تراجع مستوى التعليم والوعي الصحي بمخاطر هذا الفيروس يسهمان بصورة مباشرة في زيادة حدة انتشاره للحد الذي قد ينبئ بكارثة صحية.

ففي غرب أفريقيا، فإنهم يبنون المنشآت الصحية والخدمية من الصفر؛ حيث تعد الخيام هي المقصد الأول الموقت للحجر الصحي لمرضى «الإيبولا» في أفريقيا.

ويقول الدكتور دانيال باوش خبير الفيروسات بجامعة «تولين»: «إن كثيرًا من المستشفيات في المناطق الفقيرة تفتقر إلى المعدات الأساسية، فإذا ذهبت إلى مستشفى في «سيراليون» على سبيل المثال فإنك قد لا تجد أبسط الأدوات كالقفازات أو الحقن النظيفة لرعاية المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والعلاج».

وشدد الخبراء على أن ضعف النظم الصحية تعد من النقاط الساخنة الأخرى المهمة بالقارة السمراء، جنبًا إلى جنب معدلات الفقر المتنامية، فضلاً عن تفشى الفيروس في مناطق الاضطرابات الاجتماعية والسياسية على مر السنوات القليلة الماضية مما أسهم في تدمير البنية الصحية العامة بهذه الدول الأكثر تضررًا.

فقد شهدت على سبيل المثال جمهورية الكونغو الديموقراطية –التي مزقتها الحرب الكونغولية– ظهر ست حالات للفيروس القاتل، فضلاً عن تدمير الحرب الأهلية للنظم الصحية في كل من سيراليون وليبيريا خلال فترة التسعينات والـ 2000.

وطالب الخبراء الدوليون في نهاية تقريرهم بضرورة استثمار الحكومات الأفريقية في تحسين التعليم وأنظمة الرعاية الصحية، لأن أي تفشٍ آخر للفيروس اللعين سيكون أشد فتكًا.