قبل أربع سنوات، علم مصمّم الأزياء الجنوب إفريقي إنوسنت موليفي أنه مصاب بالسلّ وبعد ثلاث سنوات أصبح مرضه مقاومًا للأدوية وعلاجه عسيرًا، لكنه شفي من هذا الالتهاب الرئوي بفضل علاج جديد حظي الأربعاء بموافقة السلطات الأميركية.
وتمّكن موليفي أن يعاود عمله ويمارس مجدّدًا هواية الرقص التي حرم منها خلال علاجه، ويقول المصمّم البالغ من العمر 38 عامًا من منزله في سويتو «أنا مثال حيّ على قدرة البشر على التغلّب على هذا المرض»، وفقًا لوكالة فرانس برس.
ومن شأن هذا العلاج الجديد الذي شفي موليفي بفضله من مرضه المقاوم للمضادات الحيوية أن يخفّض بشكل كبير مدّة العلاج ويحسّن فعاليته، ويقوم على المزج بين ثلاثة أدوية هي البيداكويلين واللينيزوليد والبريتومانيد، وهذه التوليفة الجديدة هي من ابتكار منظمة «تي بي آلاينس» التي تعنى بالبحث عن علاجات أكثر فعالية للسلّ ومقرّها في نيويورك، وحظي العلاج الجديد الأربعاء بموافقة الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية «اف دي ايه»، وجرّب في ثلاثة مواقع في جنوب إفريقيا على ما مجموعه 109 مرضى، وبلغت نسبة الشفاء 90% في خلال ستة أشهر من العلاج وستة أشهر من المتابعة.
انتصار لمرضي السل
ويقوم هذا العلاج الجديد على تناول خمس حبّات دواء في اليوم تجمع الأدوية الثلاثة، في خلال ستة أشهر، في مقابل 30 إلى 40 حبّة دواء يوميًا كان ينبغي على المريض تناولها خلال فترة أطول بكثير.
وقالت بولين هاول إحدى المسؤولات عن التجارب السريرية في مستشفى سيزوي للطبّ المداري في جوهانسبرغ «قد يستغرق العلاج التقليدي للسلّ المقاوم للمضادات الحيوية ما بين 18 إلى 24 شهرًا، مع حقن يومية طوال ستة أشهر تحدث آلامًا شديدة، وإنه لفارق كبير».
ويستغرق علاج الأشكال المقاومة للمضادات الحيوية من السلّ وقتًا أطول ويكلّف أكثر بكثير، ولم تمثّل هذه الأشكال سوى 5% من الحالات العام 2015، لكن كرّست لها ثلث الموارد المتاحة للتصدّي لهذا المرض.
وقال ميل سبيغلمان رئيس «تي بي آلاينس» إن «قرار الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية شكّل انتصارًا لكلّ من يعانون الأمرّين بسبب هذا المرض»، ويطال السلّ المقاوم للمضادات الحيوية نحو 600 ألف شخص كلّ عام.
تعليقات