Atwasat

حل مبهر لتقاسم البيانات الجينية بأمان

القاهرة - بوابة الوسط السبت 20 أكتوبر 2018, 10:33 صباحا
WTV_Frequency

حصل ملايين الأشخاص على توصيف لتركيبتهم الجينية على مواقع إلكترونية بالاعتماد على عينات من اللعاب، غير أن هذا الكنز الثمين من البيانات محظور تقريبًا أمام الباحثين في علوم الوراثة إذ تحيط المواقع قواعد بياناتها بسرية تامة خشية تسريبها.

غير أن أستاذة الرياضيات في جامعة «ماساتشوستس إنستيتيوت أوف تكنولوجي» (أم آي تي) العريقة وزملاء لها يقولون إنهم حلوا هذه المشكلة، بالاعتماد على أداة تشفير جديدة، وفق «فرانس برس»، الجمعة.

وأوضحت بوني برجيه «نحن نراوح مكاننا على صعيد تقاسم كل هذه البيانات المتصلة بالمجين»، مضيفة «من الصعب جدًا للباحثين الحصول على هذه البيانات التي لا تعود بأي منفعة من الناحية العلمية».

وأشارت إلى أن «أحدًا لا يمكنه الولوج إليها، على سبيل المثال لتحديد روابط بين التغيرات الجينية والأمراض»، مضيفة «تخيلوا لو كان في إمكاننا الاستعانة بتسلسلات المجين الموجودة بالملايين» في قواعد البيانات هذه.

وتهم الفكرة الأساسية لهذه الأداة التي نشرت تفاصيلها مجلة «ساينس» العلمية الخميس، شركات الصناعة الصيدلانية لكن في الإمكان توسيعها إلى ملفات الحمض النووي وفق الباحثين.

وتبحث المختبرات باستمرار عن تفاعلات بين ملايين الجزيئات وعشرات آلاف البروتينات في جسم الإنسان. لكنها لا تريد أن يعرف منافسوها بتفاصيل عملها، إذ إن الجزيئات غالبا ما تكون موضع براءة اختراع ويحيط بها الكثير من التكتم ما يدفعها إلى الحد بدرجة كبيرة من المعلومات التي تتقاسمها.

ومع الطريقة الجديدة المرتكزة على «شبكة من الخلايا العصبية»، بحسب بوني برجيه، يمكن للمختبرات تشارك بياناتها وتوزيعها على خواديم عدة لتؤدي إلى نتائج مستندة إلى مجمل البيانات.

ولا يمكن لأي جهة الاطلاع على البيانات الأساسية إلا في حال التسريب المتعمد. وفي إمكان المختبرات تاليًا العمل على عدد كبير من الاكتشاف من دون كشف أي أمر لمنافسيها.

وأضافت الأستاذة الجامعية «يمكننا القيام بأمور لم تكن ممكنة البتة سابقا»، وثمة تقنيات موجودة حتما لترميز البيانات، غير أن الحسابات تصبح شديدة التعقيد ويتعذر القيام بها عندما تتخطى قواعد البيانات ملايين العناصر كما الحال في المجين.

هذه التقنية قد تتيح لمواقع إلكترونية مثل «أنسستري.كوم» (أكثر من عشرة ملايين مشترك) و«23 أند مي.كوم» (أكثر من خمسة ملايين مشترك) إتاحة بياناتها للباحثين بسرية تامة.

محادثات غير رسمية
لفتت بوني برجيه إلى أنها على اتصال مع الشركتين، مشيرة إلى أن موقع «أنسستري» يقيم «محادثات غير رسمية عدة مع علماء وباحثين».

هذان الموقعان مختلفان عن موقع آخر مجاني نال قسطا من الشهرة أخيرًا هو «جي إي دي ماتش.كوم». ويحمّل المستخدمون ملف بياناتهم الجينية بعد الحصول عليه من جهات أخرى، ليقوم بعدها موقع «جي دي ماتش« بمقارنة التسلسل الجيني لديهم مع ذلك العائد لمستخدمين آخرين لتحديد من هم الأقرب لهم جينيًا، مع اسم وعنوان بريد إلكتروني.

أما على مواقع «أنسستري» و«23 أند مي» و«ماي هيريتج»، يقدم كل مستخدم معلومات تتعلق بالشكل والنسب وحتى الوضع الطبي. وهذه هي المعلومات التي يريدها الباحثون لتحديد أي روابط مع بعض التحولات الجينية.

واتخذ موقع «23 أند مي» خطوة في هذا الاتجاه مع شراكة عقدها مع مجموعة «جي أس كاي» للصناعات الدوائية. وقال ناطق باسم الموقع إن التعاونات العلمية أدت إلى نشر حوالى 100 مقال بحثي. غير أن الباحثين لا يستطيعون الولوج سوى إلى ملخص إحصائي على شاكلة «30 % من الرجال بين سن العشرين والخامسة والثلاثين يعانون مرضًا ما أم لديهم تغير جيني مشترك».

كما أن مشاركة المستخدمين تحصل على أساس تطوعي، ما يحد من نطاق هذه الدراسات، وفق «فرانس برس».

ويشكل هذا الموضوع محط نقاش في الولايات المتحدة حيث أظهرت دراسة أن الحمض النووي لنصف السكان يمكن ربطه بأناس لديهم سجلات على «جي إي دي ماتش»، ويمكن تاليًا التعرف إليه مع بعض العمل الوراثي.

ويمكن لهذا المنحى في البحوث الجينية أن يأتي بالمنفعة على الشرطة للتعرف إلى مرتكبي جرائم اغتصاب، وأيضًا على الأشخاص الذين يبحثون عن والديهم البيولوجيين. لكن ما الذي قد يحصل في حال قرصنة هذه البيانات أو استغلالها للتمييز من جانب شركات تأمين أو أصحاب عمل.

وقال الباحث في أخلاقيات علوم الحياة في المعاهد الوطنية للصحة في فرنسا بنجامان بيركمان: «لا تمييز منهجيًا» يحصل حاليًا، مضيفًا «هذا لا يعني أن الأمر لن يسبب مشكلات».

لكنه لفت إلى أن «السرية الجينية تثير قلق كثيرين ما يدفعهم إلى رفض الخضوع لفحوص وراثية أو المشاركة في برامج بحثية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم