Atwasat

الموت يخطف كوشي.. مأساة نقص قوارير الأكسجين

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 15 أغسطس 2017, 10:37 صباحا
WTV_Frequency

الموت شبح يخيم على العالم، وتتفاقم المأساة حين يكون الضحية طفلًا، وهنا لن يكن فارقًا إن كان الطفل ليبيا أو هنديًا... في هذا التقرير قصة إنسانية مؤثرة من دفتر وفيات عشرات الأأطفال في الهند بسبب نقص قوارير الأكسجين.

بذل محمد زاهد جهدًا مضنيًا بيديه لتشغيل المضخة التي كانت ابنته كوشي تتنفس بواسطتها، لكن ذلك لم يحل دون وفاتها، على غرار عشرات الأطفال الآخرين في مستشفى هندي بسبب النقص في الأكسجين، في حادثة أثارت سخطا واسعا في البلاد، وفق «فرانس برس».

ففي الأيام الماضية، توفي نحو ستين طفلا في مستشفى غوراخبور الحكومي في ولاية أوتار براديش (شمال الهند) في ما يعزى إلى النقص في قوارير الأكسجين. وأثارت هذه الحادثة استياء واسعا وطالبت أحزاب من المعارضة باستقالة مسؤولين في الحكومة المحلية.

والاثنين، نظّمت تظاهرة في شوارع نيودلهي للمطالبة بكشف الأسباب الحقيقية وراء هذه المأساة.

من بين الضحايا الصغار كوشي ابنة محمد، ذات الأعوام الخمسة. وكانت عائلتها نقلتها إلى المستشفى بسبب ارتفاع حرارة جسمها الذي سرعان ما تفاقم.

ويقول الوالد لمراسل الوكالة بلهجة يختلط فيها الغضب بالأسى «هناك أمور ما جرت بصمت».

السلطات تؤكد أن هذه الوفيات سببها أمراض مختلفة منتشرة في هذه الولاية الفقيرة

فبحسب وسائل الإعلام الهندية، قضى ثلاثون طفلًا يومي الخميس والجمعة بسبب نقص في الأكسجين، إذ إن الشركة التي تزوّد المستشفى بالقوارير امتنعت عن ذلك بسبب التأخير في سداد المستحقات. لكن السلطات تؤكد أن هذه الوفيات سببها أمراض مختلفة منتشرة في هذه الولاية الفقيرة، وليس النقص في الأكسجين.

هذا التفسير الرسمي لا يقنع محمد، بل يثير غضبه. ويقول: «كيف يمكنهم أن يقولوا إن النقص في الأكسجين ليس السبب في هذه الوفيات؟».

طوال يوم الجمعة، تناوب محمد وقريب له على الضغط على جهاز التنفس في محاولة يائسة لإبقاء الطفلة على قيد الحياة.

ويقول إنه فعل ذلك بطلب من العاملين في المستشفى. ويضيف «كان الأمر مرهقا، كانت أيدينا تؤلمنا كثيرا، لكن لم يكن ممكنا أن نتوقف».

يكسب محمد رزقه من أعمال صغيرة متفرقة يؤديها في السوق، لكنه لم يعمل منذ دخلت ابنته المستشفى، بل بقي إلى جانبها إلى حين واراها في الثرى.

الرجل يصرّ على رفض الرواية الرسمية للحادث

والرجل يصرّ على رفض الرواية الرسمية للحادث، ويقول «ظلت ابنتي تتحرك إلى أن توقف الأكسجين، ثم تدهور حالها فيما كنا نضخّ لها الهواء يدويًا».

وطالبت أحزاب المعارضة ومنتقدو الحكومة باستقالة يوغي أديتياناث العضو في حزب «بهاراتيا جاناتا بارتي» الحاكم ورئيس حكومة ولاية أوتار براديش، وهو راهب هندوسي فاز في الانتخابات عن هذه الولاية الأكثر اكتظاظًا في الهند في مارس الماضي. ويبلغ عدد سكان الولاية 200 مليون نسمة، حسب «فرانس برس».

وحمّل غلام نبي أزاد المسؤول في حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة في الهند، حكومة الولاية المسؤولية عن هذه القضية، وقال: «ينبغي على رئيس حكومة الولاية يوغي أديتياناث ووزير الصحة ومدير عام وزارة الصحة أن يستقيلوا فورًا، ولا يجب تحميل الأطباء أي مسؤولية».

والاثنين، طالبت اللجنة الهندية لحقوق الإنسان الحكومة المحلية بتسليمها تقريرا عن هذا الحادث.

وتعاني المستشفيات الحكومية في الهند اكتظاظًا كبيرًا، ويضطر المرضى إلى الانتظار لوقت طويل قبل الحصول على العناية الطبية، حتى في حالات بسيطة.

ولذا، يتجنّب المقتدرون ماليًا المستشفيات الحكومية ويلجأون إلى العيادات الخاصة التي تتقاضى مبالغ كبيرة جدًا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أفضل الأطعمة لنمو وتكثيف الشعر.. تعرفي على فوائدها
أفضل الأطعمة لنمو وتكثيف الشعر.. تعرفي على فوائدها
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السادس عشر من رمضان
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السادس عشر من رمضان
منظمة الصحة العالمية: طفل من كل ستة يتعرض للمضايقة عبر الإنترنت
منظمة الصحة العالمية: طفل من كل ستة يتعرض للمضايقة عبر الإنترنت
خبراء يحذرون من فيروس خطير «مختبئ»
خبراء يحذرون من فيروس خطير «مختبئ»
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السابع عشر من رمضان
البرنامج الغذائي لمرضى السكري.. اليوم السابع عشر من رمضان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم