توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن تغيير مواعيد النوم يتسبب في الإخلال بتوازن الجينات، وذلك حسب الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة "سوري"، وسيتم نشرها بدورية "إجراءات الأكاديمية الوطنية للعلوم"، ووجدت الدراسة أن بعض الجينات تتبع دورات من النوم والاستيقاظ وبعضها الآخر ينتظم وفقًا لساعات الجسم.

وأبرز البروفيسور "ديرك جان ديك" مدير مركز "سوري" لدراسات النوم ورئيس فريق البحث أهمية تلك الدراسة قائلاً: "تساعدنا هذه الدراسة أن نفهم سبب العواقب الصحية السلبية التي تنتج عن العمل بمواعيد متغيرة، وإرهاق السفر بسبب تغيير المنطقة الزمنية، وغيرها من الأشياء التي تسبب اضطرابًا في توازن الجينات".

وأضاف أن النتائج تلمح إلى أنه يمكن استخدام أنماط النوم والاستيقاظ للتأثيرعلى تناغم وانضباط الكثير من العمليات البيولوجية.

ارتباط العمل ليلًا بالكثير من المشكلات الصحية
يصنف العمل بالمناوبات الليلية كـ"مسرطن بشري محتمل" بسبب وجود الكثير من الأدلة التي تربطه بعدد من الأمراض والمشكلات الصحية.

ففي يوليو العام 2013 نشرت دورية "الرابطة العلمية البريطانية"، أن العمل الليلي لفترة طويلة ارتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، وطرحت دراسات أخرى أن من يعملون ليلًا هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر والنوبات القلبية والجلطات.

وبالنسبة لهذه الدراسة فأجريت على 22 شخصًا وضعوا في ظروف خاصة، وتم التعامل معهم على أن يومهم مكون من 28 ساعة بدلًا عن 24، مما أخر من دورة النوم والاستيقاظ تدريجيًا لديهم بواقع أربع ساعات بالنسبة لليوم الطبيعي حتى أصبح نومهم عبارة عن 12 ساعة من التزامن مع ساعة مخهم، وحدث ذلك في منتصف ما كان مفترض أن يكون، ميعاد النهار الطبيعي.

واستطاع الباحثون عبر عينات الدم التي سحبوها من المشاركين أن يصلوا للاختلالات التي حدثت بالأنظمة الجينية الخاصة بهم بسبب تغيير مواعيد النوم والاستيقاظ.

دورات النوم والاستيقاظ تتدخل في نسق الجينات
ولاحظ الباحثون تناقصًا بمقدار ستة أضعاف في عدد الجينات التي تناسقت مع نسق الساعة البيولوجية الذي يتكون من 24 ساعة، ومنها ما يخل بالكثير من العمليات البيولوجية، فمنها جين "ترانسكريبتون" الذي يعالج الحمض النووي لصنع البروتينات والتحكم بسلوك الخلايا.

وتقول الدراسة، إن دورات النوم والاستيقاظ يتدخلان في نسق الجينات التي تتحكم في عمل وتوقف وضبط أداء جينات أخرى تتحكم بالعمليات البيولوجية بأجسامنا.