Atwasat

تشديد الرقابة على الصناديق السيادية الخليجية مع تراجع أسعار النفط

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 20 مايو 2015, 06:38 مساء
WTV_Frequency

أصبحت إدارة صناديق الثروة السيادية في الخليج عملاً صعبًا في ظل النفط الرخيص؛ إذ يواجه المديرون ضغوطًا متنامية من الساسة والرأي العام كي يثبتوا أنهم يستثمرون الاحتياطيات الوطنية بطريقة رشيدة.

وذكر تقرير لـ«رويترز» اليوم الأربعاء، عن الصناديق السيادية، أنه عندما كانت أسعار النفط مرتفعة لم تتعرض الصناديق الخليجية، وبعضها من أضخم صناديق الثروة السيادية في العالم، لتدقيق عام يذكر. وكانت خزائن الحكومات تفيض بإيرادات الطاقة وبدا المستقبل المالي لدول الخليج العربية آمنًا.

لكن في ظل السعر الحالي لخام برنت الذي لا يزيد كثيرًا على نصف مستواه في يونيو الماضي فربما أن الدول بصدد حقبة مالية هي الأشد صعوبة منذ التسعينات؛ وهذا ما أحدث تغييرًا في المناخ السياسي.

فالحكومات تريد تحقيق أقصى عائد على أموالها، والرأي العام أصبح أكثر حساسية في مواجهة احتمال تباطؤ نمو الإنفاق الاجتماعي، خوفًا من تعرض بعض الموارد الوطنية للهدر.

الحكومات تريد تحقيق أقصى عائد على أموالها، والرأي العام أصبح أكثر حساسية في مواجهة احتمال تباطؤ نمو الإنفاق الاجتماعي، خوفًا من تعرض بعض الموارد الوطنية للهدر

وفي ظل عدم إعلان معظم الصناديق معلومات تذكر عن حساباتها، ينقب المشرعون في بعض الدول عن أداء ضعيف أو ربما مخالفات.

ويحقق البرلمان الكويتي، وهو الأكثر استقلالية في الخليج، في أنشطة مكتب لندن للهيئة العامة للاستثمار، وبحسب معهد صناديق الثروة السيادية في الولايات المتحدة الذي يتابع القطاع فإن هيئة الاستثمار الكويتية تدير أصولاً قيمتها 548 مليار دولار.

وقال رئيس لجنة الشؤون المالية بالبرلمان الكويتي فيصل الشايع لـ«رويترز»: «تشكلت لجنة تحقيق قبل عدة أشهر للنظر في حالات تتعلق بمخالفات لهيئة الاستثمار مثل بيع عقارات بسعر غير مناسب أو القيام باستثمارات رديئة».

وقال الشايع إن اللجنة ستتوجه إلى لندن لفحص طريقة تنفيذ الاستثمارات وما إذا كانت تخضع لإشراف رسمي كاف.

وفي وقت سابق هذا العام بدأ برلمان البحرين تحقيقًا بشأن صندوق البلاد للثروة السيادية (ممتلكات) الذي تقدر قيمة الأصول تحت إدارته بحوالي 11 مليار دولار.

وقال عضو البرلمان عيسى الكوهجي لـ«رويترز» إن التحقيق ينظر في مزاعم بخصوص مخالفات «إدارية» في الصندوق بعد أن كشف تقرير لمراجعة الحسابات عن سلسلة مخالفات في شركات بحرينية مملوكة للدولة.

ومن غير الواضح ما إذا كانت التحقيقيات ستكشف عن مخالفات خطيرة، لكنها قد تشجع على الأقل الصناديق في أنحاء الخليج على توخي المزيد من الحذر والعمل بشكل أكثر تحفظًا لبعض الوقت.

وقد يتقرر إرجاء بعض الخطوات المثيرة للجدل مثل صفقات الاستحواذ الضخمة وقد يزيد التركيز على تحسين العوائد في الأجل القصير وعلى خفض التكاليف.

قد يتقرر إرجاء بعض الخطوات المثيرة للجدل مثل صفقات الاستحواذ الضخمة وقد يزيد التركيز على تحسين العوائد في الأجل القصير وعلى خفض التكاليف

وقال رئيس معهد صناديق الثروة السيادية ماكيل مادويل: «يمكن افتراض أن البرلمانات الخليجية تضغط على أداء مثل تلك النوافذ السيادية مع تباطؤ قطار الأموال.. إذا ظلت أسعار النفط متدنية والأداء الاستثماري ضعيفًا إلى سلبي فأتوقع مزيدًا من التحقيقات البرلمانية».

وأضاف أن الضغوط قد تكون على أشدها في الكويت والبحرين لكنها قد تزيد أيضًا في السعودية ودول الخليج الأخرى.

السرية
ويعمل معظم الصناديق السيادية في العادة في سرية كبيرة وقد تعمل الحكومات الخليجية الحريصة على تجنب الدعاية السلبية على حماية ذلك الوضع.

وشكك مادويل في أن تكشف التحقيقات عن الكثير، وقال: «بعضها مسرحيات سياسية فالسلطة الحقيقية بيد الأسر الحاكمة»، بحسب «رويترز».

وفي العام الماضي شكا الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، أحد أكبر مستثمري المملكة في الخارج، من أن البنك المركزي لا يحقق عائدات كبيرة على احتياطياته لتعويض تراجع أسعار النفط.

في العام الماضي شكا الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، أحد أكبر مستثمري المملكة في الخارج، من أن البنك المركزي لا يحقق عائدات كبيرة على احتياطياته لتعويض تراجع أسعار النفط

وحث على إنشاء صندوق جديد لإدارة الاحتياطيات التي تبلغ حاليًا نحو 690 مليار دولار بشكل أكثر نشاطًا، وبحث مسؤولون من مجلس الشورى مقترحًا من هذا القبيل.

لكن في ديسمبر أعلن وزير المالية إبرهيم العساف أنه لا حاجة إلى مثل هذا التغيير ومنذ ذلك الحين توقف النقاش العام للفكرة.

غير أن حكومات المنطقة لا تتجاهل الرأي العام، لذا إذا ظلت أسعار النفط منخفضة لسنوات فقد يتزايد الضغط لإحداث تغيير في الصناديق مثل زيادة الشفافية.

ويمس الأمر وترًا في الكويت بسبب الاستياء العام الذي ثار أوائل التسعينات بشأن استثمارات في مجموعة جروبو توراس الإسبانية، وفق تقرير «رويترز».

ففي الفترة بين 1986 و1992 ضخ صندوق لندن التابع للهيئة العامة للاستثمار حوالي خمسة مليارات دولار في توراس التي وضعت تحت الحراسة، وأدت الفضيحة إلى إجراءات قضائية في بضع دول ودانت محكمة كويتية شخصين بتهمة الاختلاس وتم إقرار قانون يفرض تدقيقًا برلمانيًا لقرارات الاستثمار.

وحتى في الدول التي لا يوجد بها ضغط شعبي واضح على صناديق الثروة السيادية فيبدو أن مزاجًا أشد حرصًا بدأ يترسخ.

وقال مصرفي يعمل عن كثب مع جهاز قطر للاستثمار الذي يدير ما يقدر بنحو 256 مليار دولار إن الصندوق أصبح أكثر تحفظًا في الأشهر الأخيرة، وأصبح الصندوق أكثر تركيزًا على الأصول التي يمكن أن تحقق إيرادات فورية بدلاً من المشاريع التي قد تستغرق وقتًا طويلاً لكي تؤتي ثمارها.

ولم يعلن صندوق مبادلة التابع لحكومة أبوظبي وتقدر قيمة أصوله بنحو 66 مليار دولار أي استثمارات كبيرة جديدة منذ نحو ثمانية أشهر. وقال عاملون بالصندوق إنه طلب منهم في الأشهر القليلة الماضية إبقاء التكاليف منخفضة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم