يبدو أن استراتيجية جريئة ينتهجها المنتجون الخليجيون لاستغلال تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى في خمس سنوات من أجل حماية حصصهم السوقية قد بدأت تؤتي ثمارها مع توقف صادرات الخام الأميركي إلى آسيا.
ووفقًا لرويترز، قالت مصادر بالتجارة والصناعة إن مصافي التكرير الآسيوية علقت واردات المكثفات - وهي خام خفيف منتج من النفط الصخري الأميركي - بعد أربعة أشهر فحسب من بدءها مفضلة خامات الشرق الأوسط الأرخص.
ويسلط ذلك الضوء على احتدام المنافسة بين الموردين بعد تراجع أسعار النفط أكثر من 40 % منذ يونيو.
كان وزير البترول السعودي علي النعيمي حذر أعضاء «أوبك» الآخرين الأسبوع الماضي من طفرة النفط الصخري الأميركية. ورفض خفض إنتاج «أوبك» لتبقى الأسعار منخفضة في مسعى لتقويض ربحية منتجي أميركا الشمالية.
وقال توشار توران بانسال من اف.جي.إي الاستشارية في سنغافورة: «هناك تخمة معروض لدرجة أن خامات الشرق الأوسط متداولة بتخفيضات ولم يعد جلب الخامات من الولايات المتحدة ذا جدوى اقتصادية».
وأصبح النفط الأميركي غير قادر على منافسة الخامات المماثلة من قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة بعد أن بدأ المنتجون الخليجيون خفض الأسعار في أغسطس للمحافظة على حصصهم بالسوق التي تتلقى إمدادات وفيرة.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من 40 % منذ يونيو وانحدرت السوق بدرجة أكبر الأسبوع الماضي بعد أن قررت أوبك في اجتماع بفيينا وتحت ضغط من الأعضاء الخليجيين عدم خفض الإنتاج لدعم الحصص السوقية بدلاً من الأسعار.
وتسهم خامات الشرق الأوسط حاليًا بنحو ثلثي الواردات الآسيوية.
وتتعرض صادرات الخام الأميركية إلى آسيا لضغوط إضافية من تكاليف الشحن بين الولايات المتحدة وآسيا التي زادت 50 % مما أجبر البائعين على إرسال شحناتهم إلى أوروبا. ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة الطلب على السفن في الشرق الأوسط وأفريقيا.
تعليقات