Atwasat

هل يوقف بنك إنجلترا نزيف الاقتصاد البريطاني؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 28 سبتمبر 2022, 10:28 مساء
WTV_Frequency

تدخل بنك إنجلترا بشكل طارئ في مواجهة «مخاطر فعلية على الاستقرار المالي البريطاني» كرد فعل على التقلبات في الأسواق الناجمة عن خطة الموازنة ذات الكلفة العالية، التي انتقدها صندوق النقد الدولي بشدة.

وقال بنك إنجلترا، في بيان الأربعاء، إن «البنك سيقوم بشراء سندات حكومية ذات آجال استحقاق طويلة»، اعتبارًا من الأربعاء بهدف «إعادة الظروف الطبيعية إلى السوق»، موضحًا أن هذه العملية «ستكون ممولة بالكامل من قبل وزارة الخزانة».

وأضاف البنك، في معرض تبرير تدخله، أن «حركة السوق تفاقمت منذ يوم أمس (الثلاثاء) وتؤثر بشكل خاص على الدين الطويل الأمد. إذا استمر هذا الخلل في عمل السوق أو تفاقم فهذا سيتسبب بخطر فعلي على الاستقرار المالي لبريطانيا».

- الاقتصاد البريطاني ينمو بأقل من المتوقع في يوليو

وأعلنت حكومة ليز تراس الجديدة، الجمعة الماضي، إجراءات لدعم الاقتصاد وخفض ضرائب مكلف جدًا. في حين قدَّر الخبراء الاقتصاديون قيمتها بما بين 100 و200 مليار جنيه استرليني لكن تمويلها وأثرها لا يزال غير واضح ولم تحدده الحكومة بالأرقام، ما أشاع الفوضى في الأسواق.

أدنى مستوى للجنيه
وفي دلالة على عدم ثقة المستثمرين في الأسهم البريطانية، انخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له تاريخيًا ليصل إلى 1.0350 دولار، الإثنين، ولم يرتفع إلا قليلًا منذ ذلك الحين.

وسجل العائد على الدين الحكومي الذي يزداد عندما ينخفض الطلب، ارتفاعًا كبيرًا. وارتفع سعر السندات لأجل 30 عامًا الذي كان يناهز 3.5% مطلع الأسبوع الماضي، ليصل في مستهل جلسة الأربعاء إلى 5.14% وهو أعلى مستوى منذ 1998 ما يشير إلى ارتفاع كلفة تمويل الدين البريطاني.

ثم هبط سريعًا مع تدخل بنك إنجلترا، ليتراجع إلى 4.47%. والسندات لأجل عشر سنوات كانت مماثلة وتراجعت إلى 4.23% بعدما وصلت إلى أعلى مستوى منذ 2008 بلغ 4.59%.

لكن بنك إنجلترا لم يتمكن من تهدئة تقلبات الجنيه الاسترليني الذي تراجع مرة اخرى بعدما أدى الحديث عن مخاطر على الاستقرار المالي البريطاني إلى إثارة مخاوف المستثمرين مجددًا. وقرابة الساعة 11.40 ت غ هبطت العملة البريطانية بنسبة 1.41% لتصل إلى 1.0581 دولار. ومنذ مطلع السنة بلغ انهيارها 21%.

معدلات الاقتراض
وقد يؤدي ارتفاع معدلات الاقتراض في بريطانيا إلى جعل قروض الرهن العقاري للأسر وقروض الشركات أكثر تكلفة بحث قد لا تتمكن من تسديدها.

في وقت سابق الأربعاء، دافعت وزارة الخزانة عن خطة الموازنة التي أعلنت الأسبوع الماضي، والتي تجمع بين دعم كبير لفواتير الطاقة وخفض الضرائب في كل الاتجاهات، وتستهدف بشكل خاص عائدات الأثرياء.

وقالت الخزانة: «لقد تحركنا سريعًا لحماية الأسر والشركات هذا الشتاء والشتاء المقبل». وأضافت: «نركز على نمو الاقتصاد ومستوى المعيشة للجميع» قبل اعتماد موازنة جديدة على المدى المتوسط في 23 نوفمبر «ستضمن أن الدين تراجع عن نسبته في إجمالي الناتج الداخلي».

لهجة غير مسبوقة
مع معدل تضخم يقارب 10% مدى عام، هو الأعلى في دول مجموعة السبع، باتت بريطانيا في انكماش بحسب بنك إنجلترا. وفي بيان طبعته لهجة غير مسبوقة بحسب كل الخبراء الاقتصاديين، دعا صندوق النقد الدولي بشدة الحكومة إلى تصحيح الوضع.

وقال صندوق النقد الدولي: «نظرًا للضغوط التضخمية المرتفعة في عدة دول، بما يشمل بريطانيا، لا نوصي بإجراءات موازنة كبرى غير ممولة لأن من المهم ألا تقطع السياسة المالية الطريق على السياسة النقدية».

وأضاف أن «موازنة 23 نوفمبر تقدم فرصة للحكومة البريطانية لإعادة تقييم إجراءاتها الضريبية، خصوصًا تلك التي تستهدف العائدات الأعلى»، التي من شأنها أن «تزيد التفاوت» الاجتماعي.

وأدلت وكالة التصنيف الائتماني «موديز» بتصريحات مماثلة محذرة من «مسار ديون لا يمكن تحمله». وقالت «كابيتال إيكونوميكس» إن إجراءات الموازنة الحكومية «أرغمت بنك إنجلترا على التدخل لتجنب أزمة مالية» وهذا «الأمر نجح».

منذ إعلان تدخل البنك «تراجعت معدلات العائدات على أجل 30 عامًا» رغم أن هذا الإجراء الطارئ من قبل البنك المركزي أظهر أن «الأسواق البريطانية في وضع خطر»، كما أضاف مكتب الدراسات.

من جهته، استهجن زعيم المعارضة البريطانية العمالي كير ستارمر «الفوضى التي خلقتها الحكومة مع اقتصاد» البلاد، داعيًا إلى إيجاد طريقة لحل هذه المشاكل قبل موازنة نوفمبر والتي اعتبرها «بعيدة جدًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي الاستهلاك
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي ...
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: «مأساة عالمية»
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: ...
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم