Atwasat

هل تؤثر المناورات الصينية حول تايوان على سلاسل الإمدادات الرئيسية؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 05 أغسطس 2022, 09:23 صباحا
WTV_Frequency

قد تسبب المناورات العسكرية التي تجريها الصين في محيط تايوان على مستوى طرق تجارية يكثر استخدامها، باضطرابات في سلاسل الإمدادات المقوّضة أصلًا بفعل وباء «كوفيد-19»، والحرب على أوكرانيا، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

وجاءت هذه المناورات وهي الأكبر في تاريخها حول الجزيرة، في سياق الردّ على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، الثلاثاء والأربعاء. وتتضمن المناورات المخصصة لمحاكاة «حصارٍ» لتايوان، «طلقات مدفعية بالذخيرة الحيّة وطويلة المدى»، وصواريخ يُفترض أن تحلّق فوق الجزيرة للمرة الأولى، حسب وسائل إعلام صينية رسمية. وفي إطار التدابير الأمنية المتخذة، «منعت» الهيئة الصينية للأمن البحري السفن من دخول المناطق المعنية. 

مناورات في الطرق التجارية الأكثر ازدحاما
وتُجرى المناورات على مستوى الطرق التجارية الأكثر ازدحامًا في العالم والتي تكتسي أهمية كبرى إذ إنها تربط مصانع أشباه الموصلات والمعدات الإلكترونية في شرق آسيا بالعالم وتُستخدم أيضًا لنقل الغاز الطبيعي. وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام، عبرت قرابة نصف سفن الشحن في العالم مضيق تايوان، حسب بيانات جمعتها وكالة «بلومبرغ» الأميركية.

ويقول الباحث المشارك في كلية الدراسات الدولية «S. Rajaratnam» في سنغافورة، جيمس شار لـ«فرانس برس»: «بما أن جزءًا كبيرًا من أسطول الحاويات العالمي يمرّ عبر هذا الممر المائي، فإن تغيير المسار (الناجم عن المناورات) سيُسبب حتمًا اضطرابات في سلاسل الإمدادات العالمية».

إلا أن سلاسل الإمدادات عرقلها في الأصل «كوفيد-19» والحرب في أوكرانيا. بيما يضيف المحلل لدى «Economist Intelligence Unit» نيك مارو للوكالة الفرنسية، أن «إغلاق طرق النقل هذه- حتى لو كان موقتًا- له تداعيات ليس فقط على تايوان، إنما أيضًا على التدفقات التجارية المرتبطة باليابان وكوريا الجنوبية».

إلغاء 400 رحلة رئيسية في فوجيان
والأمر نفسه يحصل في المجال الجوي. ففي اليومين الماضيين، تمّ إلغاء أكثر من 400 رحلة في المطارات الرئيسية في فوجيان، المقاطعة الصينية الأقرب إلى تايوان. وحذّرت السلطات التايوانية من أن المناورات ستعرقل 18 رحلة جوية دولية تعبر المنطقة.

في بورصة تايوان، تراجع مؤشر تايكس المرتبط بشركات النقل الجوي والبحري بنسبة 1.05% الأربعاء، مع خسارته 4.6% من قيمته منذ مطلع الأسبوع.

إلا أن شركات نقل بحري عديدة تواصلت معها «فرانس برس» قالت إنها تنتظر لرؤية تأثير المناورات قبل تغيير مسار رحلاتها، لأن موسم الأعاصير حاليًا يعرقل مرور السفن من جانب تايوان، عبر بحر الفلبين. بينما قررت شركات أخرى عدم تغيير رحلاتها.

- «طائرات وسفن حربية صينية» عبرت «الخط الأوسط» لمضيق تايوان
- واشنطن: الصين «اختارت المبالغة في الرد» على زيارة بيلوسي لتايوان

وقالت الناطقة باسم مجموعة «ميرسك» العملاقة في الصين، وهي من بين أكبر شركات الشحن البحري في العالم، بوني هوانغ: «لا نتوقع أي تأثير خلال هذه الفترة ولم نقرر تغيير مسار سفننا».

رسائل المناورات الصينية؟
خلال الأزمة السابق في مضيق تايوان خلال تسعينات القرن الماضي، استمرّت المناورات العسكرية الصينية التي تضمّنت إطلاق صواريخ قبالة سواحل الجزيرة، شهرًا. وتعتبر مديرة برنامج آسيا في صندوق «German Marshall» الأميركي، يوني غلاسر، أن هذه المرة يريد الصينيون بدون أي شكّ "إثبات تصميمهم بطريقة تذهب إلى أبعد ما قاموا به عام 1996".

وتؤكد جريدة «غلوبل تايمز» الصينية المعروفة بلهجتها القومية، أن المناورات ترمي إلى إثبات أن الجيش الصيني «قادر على محاصرة الجزيرة بأسرها». لكن في وقت يعاني الاقتصاد الصيني من القيود الصحية المطبقة منذ العام 2020، لن تجازف بكين على الأرجح بفرض حصار تجاري كبير، وفق ما نقلت «فرانس برس» عن محللين.

وقال جيمس شار أن «إغلاق كل حركة داخل المضيق لفترة طويلة، سيوجع الاقتصاد الصيني». ولدى ناتاشا قسام من معهد «Lowy» الأسترالي للأبحاث الرأي نفسه، فتقول «ليس من مصلحة بكين عرقلة السفر والتجارة في المنطقة».

وحسب تقرير «فرانس برس»، فقد تضيف الصين إلى استعراض قوّتها العسكرية، هجمات إلكترونية وسبق أن بدأت تطبيق عقوبات تجارية. لكن ليس من المؤكد أنها تريد الذهاب أبعد من ذلك.

ويعتبر الخبير في الابتكار العسكري في مركز الأمن الأميركي الجديد ومقرّه واشنطن، توماس شوغارت، أن «نظرًا إلى التوسع المذهل للإمكانات الجوية والبحرية الصينية في السنوات الأخيرة، من المرجّح أن يكون لدى الصين القدرة على فرض حصار بحري وجوّي على تايوان».

ويضيف: «مسألة معرفة ما إذا كانت الصين ستختار تجربة مثل هذا الحصار (...) تعتمد إلى حدّ بعيد على المخاطر السياسية والاقتصادية التي يرغب قادة الحزب الشيوعي الصيني في تحملها للقيام بذلك».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مؤتمر باريس.. تعهدات من مانحين بـ2.1 مليار دولار مساعدات للسودان
مؤتمر باريس.. تعهدات من مانحين بـ2.1 مليار دولار مساعدات للسودان
أسعار النفط ترتفع بعد نمو الناتج المحلي الصيني
أسعار النفط ترتفع بعد نمو الناتج المحلي الصيني
واشنطن تدعم «سامسونغ» بـ6.4 مليار دولار للتوسع في إنتاج الرقائق الذكية
واشنطن تدعم «سامسونغ» بـ6.4 مليار دولار للتوسع في إنتاج الرقائق ...
صندوق النقد يرفع توقعات النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%
صندوق النقد يرفع توقعات النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%
«النواب» الأميركي يؤيد فرض عقوبات على مشتريات الصين من النفط الإيراني
«النواب» الأميركي يؤيد فرض عقوبات على مشتريات الصين من النفط ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم