Atwasat

احتجاجات ضد رئيس الحكومة المغربية.. الشعب يعاني من أسعار الوقود وأخنوش متهم بالتربح

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 04 أغسطس 2022, 01:04 مساء
WTV_Frequency

يتعرض رئيس الحكومة المغربي، عزيز أخنوش، لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعوه للرحيل، بسبب عجز حكومته على مواجهة ارتفاع أسعار الوقود.

وتداول نحو 600 ألف حساب على شبكة «فيسبوك» وسم «أخنوش ارحل» منذ بضعة أسابيع، مرفقا بوسمين مطالبين بخفض سعر الغاز والبنزين بنحو 50% من 1.5 دولار تقريبا و1.4 دولار للتر.

ولم تتجسد هذه الحملة على أرض الواقع، غير أنها أثارت جدلا سياسيا وإعلاميا واسعين، ولقيت مطالبها مساندة من جانب نقابات عمالية وأحزاب المعارضة البرلمانية.

تضخم يتجاوز 5.3% في المغرب
ويعاني المغرب منذ أشهر ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الوقود، بينما يرتقب أن يستمر مستوى التضخم مرتفعا ليتجاوز 5.3% حتى نهاية العام، وفق توقعات حديثة لوزارة الاقتصاد والمالية.

إضافة إلى ذلك، يؤثر جفاف استثنائي هذا العام على أداء القطاع الزراعي، الهام في المملكة، ما خفض توقعات النمو إلى 1.5%، وفق المصدر نفسه.

وفيما تؤكد الحكومة ارتباط هذه الأزمة بالتقلبات في الأسواق العالمية، تتهم حملة «أخنوش ارحل» الحكومة بالاستفادة من ارتفاع أسعار الوقود.

تستند هذه الانتقادات على ملكية أخنوش، رجل الأعمال الثري (61 عاما)، الذي يوصف بأنه مقرب من القصر، لشركة «أفريقيا» التي تعد، إلى جانب توتال الفرنسية وشل الهولندية البريطانية، أكبر الشركات المهيمنة على سوق المحروقات في المملكة.

لا لجمع المال بالسلطة
يرى المحلل السياسي محمد شقير أن «تركيز هذه الحملة على شخص رئيس الحكومة يعكس الاحتجاج على الجمع بين المال والسلطة، الذي يعتبر الغاضبون أنه يجسده، ما يجعله في نظرهم جزءا من المشكل بدل أن يأتي بالحلول».

وامتنع رئيس الحكومة حتى الآن عن التعليق على هذه الانتقادات التي تلاحقه منذ استهدفته حملة لمقاطعة منتجات شركة «أفريقيا» العام 2018، إذ شغل منصب وزير الزراعة بين العامين 2007 و2021.

لكن سبق له أن اعتبر خلال استجواب في مجلس النواب في أبريل الماضي أن ما يقال عن الأرباح الفاحشة لشركات توزيع الوقود، مجرد «أكاذيب».

تضارب المصالح ومشكلة الحكومة الأساسية 
بدوره يرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد بوز، أن تضارب المصالح نقاش جوهري يجب أن يطرح بقوة، لكنه يسجل خصوصا «مشكلة كبيرة في التواصل لدى أخنوش والحكومة عموما، التي لا تستطيع تفسير اختياراتها بما يقنع الناس».

كذلك لم تعلق أي من شركات توزيع الوقود في المغرب على مطالب الحملة بخفض الأسعار. وفي المقابل أظهرت نتائج تعاملات شركتي شل وتوتال الأسبوع الماضي، تضاعف الأرباح خمس مرات للأولى ومرتين للثانية خلال الربع الأول من هذا العام، مستفيدتين من تداعيات الحرب في أوكرانيا.

لكن أقوى الردود على حملة «أخنوش ارحل» جاءت عبر وكالة الأنباء الرسمية التي وصفتها بـ«المغرضة، والتي تغذيها على الخصوص أزيد من 500 حساب مزيف، تم إحداثها فوريا من قبل أوساط حاقدة غير معروفة حتى الآن».

وهو ما رد عليه بعض المشاركين في الحملة بتدوينات «لست حسابا وهميا»، بينما انتقدت أحزاب معارضة برلمانية «انحياز» الوكالة لصالح رئيس الحكومة.

وتطالب عدة أصوات في المملكة بتحديد سقف لأسعار بيع المحروقات ضمن هوامش الأرباح التي كانت تضعها الدولة عندما كانت تدعم هذه الأسعار. ورفع هذا الدعم أواخر 2015، لكلفته الباهظة على الميزانية العامة.

وتستند هذه المطالب على اتهام شركات التوزيع بتحقيق أرباح طائلة، مقارنة مع الهوامش التي كانت محددة قبل تحرير السوق، والاشتباه في وجود تواطؤ بينها حول الأسعار.

مطالبات بتحديد سقف للأسعار
وإلى جانب تحديد سقف الأسعار، يطالب المعارضون بخفض الرسوم التي تفرضها الحكومة على بيع الوقود. لكن الحكومة تستبعد الاستجابة لهذين المطلبين، مكتفية بتخصيص دعم مالي لمهنيي النقل منذ أبريل استفاد منه أصحاب 180 ألف عربة، ويرتقب أن يستمر في أغسطس، وفق ما أعلن الناطق باسم الحكومة مصطفى بايتاس قبل فترة قصيرة.

ويضاف إلى ذلك مضاعفة ميزانية دعم غاز البوتان والدقيق والسكر، لتصل إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار هذا العام.

وكان منتظرا أن يعوض وقف دعم أسعار المحروقات، بدعم مالي مباشر للأسر محدودة الدخل غير أن المشروع لم ير النور بعد.

وقد دعا الملك محمد السادس في خطاب السبت الماضي إلى الإسراع بإخراج السجل الاجتماعي الموحد، وهو الآلية التي سينفذ عبرها المشروع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السيناريو الأسوأ في الشرق الأوسط يثير المخاوف من ارتفاع النفط إلى 140 دولارا للبرميل
السيناريو الأسوأ في الشرق الأوسط يثير المخاوف من ارتفاع النفط إلى...
شركة «تايك-تو» مبتكرة لعبة «جي تي ايه» ستصرف مئات من موظفيها
شركة «تايك-تو» مبتكرة لعبة «جي تي ايه» ستصرف مئات من موظفيها
اليونان: إضراب عمالي جديد يسبب اضطرابا في النقل العام
اليونان: إضراب عمالي جديد يسبب اضطرابا في النقل العام
بايدن يعتزم زيادة الرسوم على الصلب والألومنيوم الصينيَين ثلاث مرات
بايدن يعتزم زيادة الرسوم على الصلب والألومنيوم الصينيَين ثلاث ...
الأميركيون يلقون 68 مليون دولار سنويا في «القمامة»
الأميركيون يلقون 68 مليون دولار سنويا في «القمامة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم