وقّعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم، الأربعاء، في القاهرة تهدف إلى تصدير الغاز إلى أوروبا، في محاولة لإيجاد بدائل للوقود الروسي في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.

وجرى التوقيع على هامش زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى القاهرة، ومشاركتها في اجتماع لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي تأسس العام 2019. وتأتي المذكرة في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تنويع مصادره من الغاز وبالتزامن مع قرار روسي بالحد من إمدادات الغاز الروسي إلى دول أوروبية.

تسييل الغاز في المحطات المصرية
ويهدف التعاون إلى نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا بعد تسييله في المحطات المصرية المعدة لذلك. وكانت فون دير لايين زارت إسرائيل قبل مصر، كما كانت قبل ذلك في أوكرانيا، حيث تتواصل المعارك بين القوات الروسية التي غزت البلاد والقوات الأوكرانية.

- تراجع تدفقات ضخ الغاز الروسي لأوروبا

وجاء في بيان مشترك، صادر عن الاتحاد الأوروبي ومصر، أن المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون، ووزير البترول والموارد المعدنية المصري طارق الملا، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، «وقعوا بروتوكول اتفاق ثلاثي بين الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل؛ بهدف تصدير الغاز الطبيعي نحو أوروبا».

مصر في الطريق لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة
وأشادت فون دير لايين، التي تقوم بزيارتها الرسمية الأولى إلى مصر، في مؤتمر صحفي عقدته بعد لقائها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالاتفاق، ووصفته بأنه «خطوة كبيرة إلى الأمام من حيث إمدادات الطاقة لأوروبا، وأيضًا بالنسبة لمصر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة».

وقالت إن الاتحاد الأوروبي يريد تنمية علاقاته مع مصر وإسرائيل «للتخلص من اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي».

وبدأت إسرائيل تنتج غازًا بعد اكتشاف حقول من الغاز قبالة شواطئها في العام 2010. وتقوم منذ 2020 بضخ الغاز الطبيعي إلى مصر من أجل تسييله وإعادة تصديره إلى أوروبا، بموجب اتفاق قيمته 15 مليار دولار.

تمويل أوروبي فوري لمصر بقيمة 100 مليون يورو
كما تعهدت فون دير لايين، خلال المؤتمر، بأن يقدم الاتحاد الأوروبي تمويلاً فوريًا لمصر قيمته 100 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي.

وقالت: «سنقدم إعانة فورية قدرها 100 مليون يورو لمصر من أجل الوضع الحالي للأمن الغذائي»، مضيفة «نأمل أن يساعد هذا في زيادة سعة تخزين الحبوب وتوفير التمويل لشركات الريف والمزارعين».

وعلى المدى البعيد، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، تمويلًا بقيمة ثلاثة مليارات يورو «لبرامج زراعة وتغذية ومياه وصرف صحي على مدى السنوات المقبلة في المنطقة».

السيسي: نقلة نوعية مأمولة في الشراكة المصرية الأوروبية
وقال السيسي إن زيارة فون دير لايين «تأتي وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الأخيرة.. وبهدف تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا».

وأوضح أن مباحثاته مع رئيسة المفوضية الأوروبية شهدت «تناول سبل تحقيق نقلة نوعية مأمولة في الشراكة المصرية-الأوروبية خلال الفترة المقبلة.. وشهدت تركيزًا خاصًا على مجال الطاقة سواء في ما يتعلق بالغاز الطبيعي أو النقل الكهربائي».