سجلت الليرة اللبنانية، اليوم الخميس، تدهورًا قياسيًا جديدًا، إذ تخطى سعر الصرف مقابل الدولار عتبة 35 ألفًا في السوق السوداء، في سقوط متسارع منذ الانتخابات التشريعية في منتصف مايو الجاري.
وبدأت الليرة تتراجع تدريجيًا أمام الدولار في السوق السوداء منذ خريف العام 2019، في ظل الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتًا على 1507 ليرات. وخسرت منذ ذلك الحين نحو 95% من قيمتها أمام الدولار، حسب وكالة «فرانس برس».
35 ألف ليرة.. قيمة الدولار الواحد في السوق السوداء
وأوردت مواقع وتطبيقات إلكترونية تعد الأكثر رواجًا في تتبع أسعار السوق السوداء، أنه جرى تداول الليرة اللبنانية صباح اليوم الخميس بأكثر من 35 ألفًا للدولار.
- صندوق النقد يتفق على مساعدة لبنان بـ3 مليارات دولار
- ناشطون لبنانيون يطلقون أوراقا نقدية وهمية تنديدا بالفساد
- الانتخابات اللبنانية.. هل تعيد الطبقة السياسية إنتاج نفسها؟
وقبل الانتخابات التشريعية، استقر سعر صرف الليرة في السوق السوداء لفترة على نحو 26 ألفًا للدولار، إلا أنه عاد وتدهور سريعًا مباشرة بعد الاستحقاق الانتخابي وسط مخاوف من شلل سياسي ينتظر البلاد بعدما بات البرلمان يضم كتلًا غير متجانسة لا تحظى أي منها بأكثرية مطلقة.
وتزامن تدهور قيمة الليرة، مع استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، التي رفعت السلطات الدعم عنها.
أسوأ انهيار اقتصادي في العالم منذ أكثر من قرن ونصف القرن
وصنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي في لبنان على أنه من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30%.
كما يشهد لبنان أزمة كهرباء مع تخطي ساعات التقنين 22 ساعة، وسط عجز السلطات في خضم الانهيار الاقتصادي عن استيراد الوقود لتشغيل معامل الإنتاج. وفاقم رفع الدعم عن استيراد المازوت الضروري لتشغيل المولدات الخاصة الوضع.
ويأتي استمرار تدهور الليرة برغم اتفاق مبدئي بين الحكومة وصندوق النقد الدولي على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكنها مرتبطة أيضًا بالتزام الحكومة بتنفيذ إصلاحات مسبقة.
تعليقات