ندد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الأربعاء، باقتراح موسكو رفع العقوبات المفروضة عليها إثر حربها على أوكرانيا لتجنّب أزمة غذائية عالمية، معتبرًا أنه «ابتزاز».

وقال، خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، «إنه ابتزاز واضح. لا يمكن أن نجد مثالًا أفضل على ابتزاز في العلاقات الدولية. إذا قبله أحد فهذا يعني أن لديه مشكلة»، بحسب «فرانس برس».

كما دعا كوليبا الأسرة الدولية، إلى «وقف كل الصادرات الروسية»، للدفع في اتجاه إنهاء الحرب على أوكرانيا. وقال كوليبا «رسالتي بسيطة جدًا: وقف الصادرات الروسية باستثناء بعض المنتجات الأساسية التي يحتاج إليها العالم»، معتبرًا أن على موسكو أن تتوقف عن «كسب المال والاستثمار في آلة حرب تقتل الأوكرانيين وتغتصبهم وتعذّبهم».

العقوبات مقابل تجنب أزمة غذاء عالمية
وطالب نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو،، برفع العقوبات عن بلاده كشرط لتجنب أزمة غذائية عالمية بفعل توقف صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رودينكو، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن «حل المشكلة الغذائية يمر عبر مقاربة جماعية تشمل خصوصًا رفع العقوبات التي فُرضت على الصادرات الروسية والتعاملات المالية».

 إخراج الحبوب من أوكرانيا
وحذر وزير الدولة لشؤون النقل البريطاني، غرانت شابس، من أن نقص الحبوب والغذاء بسبب غزو روسيا لأوكرانيا قد تكون له عواقب وخيمة على مستوى العالم. وقال لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية: «قد يحدث كثير من الجوع بل وحتى المجاعة التي يمكن أن تتجاوز الأرقام الناتجة عن الحرب نفسها».

- «فاو»: أسعار السلع الغذائية بلغت مستوى قياسيا في فبراير
- اتهامات لروسيا في الأمم المتحدة بالتسبب في «أزمة غذاء عالمية»

والتقى وزير النقل البريطاني نظيره الأوكراني وزير البنية التحتية، أولكسندر كوبراكوف، لمناقشة سبل إخراج الحبوب من البلاد بعد أن أغلقت روسيا الموانئ البحرية الرئيسية في أوكرانيا. كما اتهم مدير برنامج الأغذية العالمي (الفاو)، ديفيد بيسلي، روسيا بشن حرب على الأمن الغذائي في العالم.

وقال بيسلي، خلال اجتماع لقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، إن الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود يهدد الإمدادات الغذائية لنحو 400 مليون شخص. وحذر من أن الأمر تفاقم بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الوقود ونقص الأسمدة.

 بنك التنمية الأفريقي.. وصندوق قيمته 5 مليارات دولار
وأضاف أن الزيادات في تكلفة واردات القمح، دفعت بنك التنمية الأفريقي لإعلان صندوق قيمته خمسة مليارات دولار لدعم إنتاج الغذاء في جميع أنحاء القارة.

وأسفر عدم قدرة أوكرانيا على تصدير حبوبها عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، فضلًا عن زيادة احتمال حدوث مجاعات في الدول التي تعتمد على صادراتها.

سلة غذاء
وقبل الغزو الروسي، كانت أوكرانيا تصدر كميات هائلة من زيت عباد الشمس والحبوب، مثل الذرة والقمح.

وتنتج روسيا وأوكرانيا 30 في المئة من إمدادات القمح في العالم، وقبل الحرب، كان يُنظر إلى أوكرانيا على أنها سلة خبز العالم، إذ كانت تصدر 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية شهريًا عبر موانئها.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 20 مليون طن من الحبوب عالقة حاليًا في أوكرانيا منذ موسم الحصاد السابق، وإذا ما سُمح بمغادرتها يمكن أن تخفف الضغط على الأسواق العالمية.