طرحت الصين خططًا لتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي بشكل كبير مع دول جنوب الهادئ، في خطوة حذر مسؤول إقليمي من أنها محاولة مكشوفة لإدخالها في «محور بكين». 

وتعرض مسوَّدة اتفاق واسع النطاق وخطة على خمس سنوات، احتمال إبرام اتفاق إقليمي للتجارة الحرة وآخر للتعاون الأمني. وستجرى مناقشتهما أثناء زيارة يجريها وزير الخارجية الصيني وانغ يي لثماني دول في منطقة الهادئ اعتبارًا من الخميس، وفق «فرانس برس».

وأعلنت بكين، في 19 أبريل، أنها وقعت اتفاقًا أمنيًا واسعًا مع جزر سليمان، تخشى حكومات غربية من أنه قد يوفر للجيش الصيني موطئ قدم في جنوب المحيط الهادئ. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال مؤتمر صحفي دوري، «وقع وزيرا خارجية الصين وجزر سليمان رسميًا أخيرًا الاتفاق الإطاري بشأن التعاون الأمني».

تسريب نسخة مسوَّدة للاتفاق
والشهر الماضي، جرى تسريب نسخة مسوَّدة للاتفاق، تضمنت مقترحات تسمح بنشر قوات الأمن والبحرية الصينية، في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ. وفي أوائل أبريل، أكد رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاري، أنه لن يسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية في بلاده، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتهدئة مخاوف أستراليا التي تقع على بعد 1500 كيلومتر من الأرخبيل، فضلًا عن حلفائها.

- الصين وقعت الاتفاق الأمني المثير للجدل مع جزر سليمان
- رئيس حكومة جزر سليمان يؤكد توقيع الاتفاق الأمني مع الصين ويدافع عنه

ولكن كانبيرا وواشنطن قلقتان من إمكانية بناء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ، من شأنها أن تسمح لها بتوسيع قوتها البحرية أبعد بكثير من حدودها.

رشاوى لإبرام صفقات دولية
واتهم وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، في 24 أبريل، الصين بدفع رشاوى لإبرام صفقات دولية، لكنه امتنع عن القول إن الفساد أدى دورًا في الاتفاق الأمني المثير للجدل، الذي وقعته بكين أخيرًا مع جزر سليمان.

وقال داتون، لشبكة «سكاي نيوز أستراليا»، «إن الصينيين لا يتعاملون وفق قواعدنا»، مضيفًا: «إذا نظرت إلى ما حدث في أفريقيا، تم دفع رشاوى.. لن نكون قادرين أبدًا على التنافس في ظل هذا النوع من الممارسات.. لدينا قيم، لدينا دولة قانون ونحن نحترمها»، وفق وكالة «فرانس برس».

وتابع الوزير: «في الحقيقة، الصين تغيرت»، مشيرًا إلى أن «تصرفات الصين العدوانية جدًا في تدخلها الخارجي واستعدادها لدفع رشاوى للتغلب على الدول الأخرى لإبرام صفقات: هذه هي حقيقة الصين الحديثة».

قلق من بناء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ
وأثار توقيع هذه الاتفاقية حفيظة حليفتي الأرخبيل؛ الولايات المتحدة وأستراليا، إذ تشعر كانبيرا وواشنطن، منذ فترة طويلة بالقلق من إمكانية بناء الصين، قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ، من شأنها أن تسمح لها بإبراز قوتها البحرية خارج حدودها.

وأكد رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، أن الصين لن تكون لديها قاعدة عسكرية في بلاده، لكنه لم ينجح في إقناع الولايات المتحدة التي حذرت من أنها «سترد» إذا لم يفِ بهذا الوعد.