بعد الشروط التي طالبت بها المجر لقبول الحظر على النفط الروسي، يبدو أن إتمام اتفاق سريع بين الدول الأوروبية الـ27 غير مرجح، مما يشل رغبة الاتحاد الأوروبي في قطع التمويل عن الحرب الروسية في أوكرانيا.

ورغم ذلك، لا يزال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مقتنعًا بأنه سيتم التوصل إلى هذا الاتفاق، فقد أكد في تصريحات أمس الجمعة بعد اجتماع لمجموعة السبع في ألمانيا أن الاتحاد بحاجة إلى هذا الاتفاق وسيحصل عليه، حسبما نقلت عنه وكالة «فرانس برس».

وأضاف: «إذا لم يكن هناك اتفاق على مستوى السفراء فسأعطي دفعًا سياسيًا جديدًا الإثنين المقبل خلال اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل».

رفض مجري للعقوبات الأوروبية على النفط الروسي
وترفض المجر حاليًا الحزمة السادسة من العقوبات التي اقترحتها أورسولا فون دير لايين لعدم وجود ضمانات بشأن إمداداتها.

وأكد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو في حديث لجريدة «ال باييس الإسبانية»: «قلنا لرئيسة المفوضية أن اقتراحها يتسبب لنا بمشكلة ولا يمكننا قبوله إذا لم تعرض علينا حلًا».

وشرح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وجهة نظر بلاده لرئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال عشاء عمل في 9 مايو الجاري في بودابست وخلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وأكد الناطقون باسم فون دير لايين أن المفوضية تعمل لإيجاد حلول ملموسة.

المجر تطلب استثناء من الحظر لمدة 4 سنوات
والمجر البلد غير المطل على البحر، يعتمد على النفط الذي ينقل من روسيا عبر خط أنابيب دروجبا. وتطالب الحكومة المجرية باستثناء لمدة أربع سنوات على الأقل قبل قطع إمداداتها من روسيا وتمويل أوروبي بنحو 800 مليون يورو لتكييف مصافيها وزيادة قدرة خط أنابيب أدريا الذي يأتي من كرواتيا، حسبما قال بيتر سيجارتو.

ووفقًا لمسؤول أوروبي، تسير كل من سلوفاكيا وتشيكيا وبلغاريا وحتى كرواتيا المتحفظة بشأن الحظر، وراء المجر.

العقوبات التدريجية ضد نفط روسيا.. هل تطبق؟
وحسب الوكالة الفرنسية، يجب أن تكون العقوبة تدريجية مع وقف استيراد النفط الخام خلال الأشهر الستة المقبلة والمكرر بحلول نهاية العام 2022.

واعتبرت بودابست أن استثناء لمدة عامين كما اقترحت المجر وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا غير كافٍ، فيما لم تتوصل المفاوضات الجارية منذ عشرة أيام إلى نتيجة بعد.

وأكد دبلوماسيان أوروبيان أمس الجمعة أن فكرة تقسيم الحزمة السادسة التي تشمل أيضًا عقوبات على القطاع المصرفي الروسي وإدراج شخصيات جديدة على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي مرفوضة. ورأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن العقوبات بدون حظر على النفط الروسي ستكسر وحدة الاتحاد الأوروبي.

 وحدة الاتحاد الأوروبي في خطر
وتقترح المجر استبعاد عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب. فهي تمثل جزءًا صغيرًا من المشتريات الأوروبية، أي نحو 0.7 مليون برميل يوميًا من أصل 2.8 مليون؛ لكن دبلوماسيًا أوروبيًا آخر قال إن هذا التنازل مرفوض لأنه سيضرب وحدة وتضامن الدول الـ27 في تقاسم عبء الحظر.

ويخشى الزعيم المجري من ارتفاع فاتورة النفط لأنه ربما لن يكون قادرًا على وضع سقف لأسعار الوقود كما يفعل منذ نوفمبر 2021.

المجر لا تثق في مؤسسات الاتحاد الأوروبي؟
وقال الدبلوماسي الأوروبي إن المشكلة هي أن زعيم المجر لا يثق بالنظام الأوروبي ومؤسساته، ولذلك ترفض المجر التخلي عن الإجماع في اتخاذ القرارات.

وقد يضطر القادة الأوروبيون لاتخاذ قرار خلال قمتهم نهاية مايو الجاري. وحذرت عدة وفود أمس الجمعة من أن اجتماع وزراء الخارجية الإثنين المقبل لن يصدر عنه قرار.

ورغم قربه من فلاديمير بوتين، أيد زعيم المجر فيكتور أوربان حتى الآن جميع العقوبات الأوروبية ضد روسيا وساهم بحصته في صندوق شراء الاتحاد الأوروبي الأسلحة لأوكرانيا.