Atwasat

تجارة الكبتاغون المخدر تجاوزت 5 مليارات دولار بالشرق الأوسط خلال 2021

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 05 أبريل 2022, 10:58 صباحا
WTV_Frequency

توسعت تجارة حبوب الكبتاغون المخدرة في الشرق الأوسط، إلى حد كبير خلال العام 2021، لتتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، ما يرتّب مخاطر صحية وأمنية متزايدة في المنطقة، وفق ما أظهر تقرير جديد الثلاثاء.

ويشير التقرير الصادر عن معهد «نيو لاينز»، إلى تورط أفراد من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وكبار أركان نظامه وحزب الله اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

ويرسم التقرير الذي نشره «معهد نيولاينز» للأبحاث، الذي يتخذ من واشنطن مقرًا، واطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه، صورة مقلقة عن تأثير ازدهار صناعة الكبتاغون في المنطقة.

وجاء في التقرير الذي أعده الباحثان كارولين روز والكسندر سودرهولم، أن تجارة الكبتاغون، باتت تشكل «اقتصادًا غير مشروع متسارع النمو في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط».

واستنادًا إلى احتساب قيمة مضبوطات كبيرة وحدها، «تُقدّر القيمة المحتملة لتجارة التجزئة العام 2021 بأكثر من 5.7 مليار دولار».

ويشكل الرقم قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3.5 مليار دولار العام 2020، علمًا أنه يعكس فقط قيمة سعر التجزئة للحبوب التي جرت مصادرتها العام الماضي، والتي حددها التقرير بأكثر من 420 مليون حبة.

ولم تفصح العديد من الدول عن القيمة الإجمالية للمواد التي جرت مصادرتها، والتي تُعدّ سورية المنتج الرئيسي لها والمملكة العربية السعودية المستهلك الرئيسي. وعلى الأرجح، فإن الكمية الفعلية للحبوب التي جرى ضبطها هي أعلى بكثير، ولا تشكل إلا جزءًا صغيرًا فقط من الكميات التي تُنتج.

وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل
ويظهر رصد أجرته وكالة فرانس برس أن وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل خلال العام الجاري، إنما بوتيرة أبطأ مقارنة مع العام الماضي، ويعود ذلك غالبًا إلى ضبط شحنة قياسية في مارس 2021، مؤلفة من 94 مليون حبة في ماليزيا.

والكبتاغون أساسًا هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا أوائل الستينيات من القرن الماضي، مؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى. وجرى حظر استخدام العقار لاحقًا، ليتحوّل مخدرًا يجرى إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط.

وأصبح الكبتاغون اليوم علامة تجارية، لمخدر قد يحتوي على القليل من الفينيثلين أو يخلو منه تمامًا، وينقش على الحبة حرفا «C» متشابكان، في إشارة إلى الحرف الأول من الكلمة باللغة الإنجليزية.

وجعل التغيير المستمر في تركيبة حبوب الكبتاغون، محاولات إحباط الاتجار به أكثر صعوبة، وفق «معهد نيو لاينز»، الذي أوضح أن «أحد الجوانب الأكثر صعوبة في تتبع أنماط إنتاج الكبتاغون وتهريبه، واستهلاكه يكمن في تحديد مركبه الطليعي وتعديل تركيبته الكيميائية باستمرار».

سورية تصنّف على أنها «دولة مخدرات»
وتُعد سورية المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب العام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجًا واستخدامًا وتصديرًا، وباتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سورية تصنّف على أنها «دولة مخدرات».

ويوثّق تقرير معهد «نيو لاينز»، كيف أن أفرادًا من عائلة الأسد وكبار أركان نظامه يشاركون في تصنيع الكبتاغون وتهريبه، موضحًا أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام خلال سنوات النزاع، تجعل الحكومة السورية «تستخدم هذه التجارة كوسيلة للبقاء سياسيًا واقتصاديًا».

وتقع بعض منشآت صناعة الكبتاغون الصغيرة في لبنان، الذي يعد أساسًا ثالث مورد لنبتة الحشيشة بعد المغرب وأفغانستان. وأورد التقرير أن «لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية، ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون».

حزب الله وتجارة الكبتاغون
وبحسب التقرير، تستفيد شخصيات مرتبطة بالنظام السوري من مجموعات مسلّحة متنوعة تنشط على الأراضي السورية، لتنظيم تجارة الكبتاغون، وبين هذه المجموعات حزب الله اللبناني، ويورد أن بعض المناطق حيث يحظى الحزب بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسورية، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب.

ويوضح التقرير أنه «بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج وتهريب الحشيشة من البقاع الجنوبي، يبدو أن حزب الله لعب دورًا داعمًا مهمًا في تجارة الكبتاغون».
ولطالما نفى حزب الله أي علاقة له بتصنيع وتجارة وتهريب المخدرات على أنواعها، انطلاقًا من أن ذلك «محرم دينيًا».

ورغم أن تعاطي الكبتاغون لا يزال محدودًا في أوروبا، لكن تلك الحبوب قد تتخطى مستقبلاً حدود الشرق الأوسط. وأوضحت روز لـ«فرانس برس»، أن «تنوع تأثيراتها وأسباب تعاطيها يمنحها جاذبية واسعة»، مضيفة «قد تتوغل في السوق الأوروبية في نهاية المطاف، وتجد لها مكانًا».

وفي بعض المناطق السورية، لا يتجاوز سعر الحبة دولارًا واحدًا لزبائن غالبًا ما يتعاطونها للبقاء يقظين وللعمل ساعات إضافية، لكن في السعودية حيث يُعد الكبتاغون عقارًا للمتعة، قد يتخطى سعر الحبة 20 دولارًا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تقرير اقتصادي: نصف العالم يغرق في أسوأ أزمة ديون
تقرير اقتصادي: نصف العالم يغرق في أسوأ أزمة ديون
أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض المخزونات الأميركية
أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض المخزونات الأميركية
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم