Atwasat

سعوديات يقدن سيارات أجرة لتحسين دخلهن ومواجهة الغلاء

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 مارس 2022, 06:03 مساء
WTV_Frequency

يشكو عدد من السعوديين من ارتفاع كلفة المعيشة مع غلاء أسعار المنتجات والخدمات، خصوصًا بعد رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 15% في يوليو 2020.

دفع هذا الغلاء الموظفة السعودية فهدة فهد لتعمل سائقة أجرة على سيارتها الخاصة، لخدمة النساء فقط، في مسعى لتوفير دخل إضافي يساعد أسرتها على مواجهة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

 حملة الإصلاحات الاجتماعية غير المسبوقة
واستفادت فهد (54 عامًا) من حملة الإصلاحات الاجتماعية غير المسبوقة التي تشهدها السعودية وشملت السماح للنساء بقيادة السيارات في 2018.

وهي تعمل كموظفة اتصالات بدوام كامل في مركز طبي من الثانية ظهرًا وحتى العاشرة مساء، لكن راتبها البالغ أربعة آلاف ريال (1066 دولارًا) لا يلّبي كامل احتياجات أبنائها الأربعة.

-  سعوديات يشترطن في عقود الزواج السماح لهن بقيادة السيارة
-  هيئة الأمم المتحدة للمرأة تثني على «التطور الإيجابي» لوضع النساء السعوديات

وتقول المرأة التي ارتدت عباءة سوداء اللون «قررت أن أعمل سائقة أجرة كعمل إضافي لزيادة دخلي»، صباحًا قبل مواعيد عملها أو في طريقها للمنزل بعد انتهاء الدوام.

وتتابع وهي تجول بسيارتها الكورية الخضراء الجديدة في وسط الرياض «الراتب لا يكفي متطلبات الأبناء والحياة خصوصا أن لديَّ ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة». 

وتقبل أسرة فهد الأمر لكنّ «بشرطين ألا أذهب في رحلات بعيدة وألا أوصل زبائن رجال». من جهتها، تؤكد المصرية آية دياب (31 عامًا) أنها تشعر «براحة أكبر في التعامل» حين يكون السائق امرأة.

 ارتفاع معدل التضخم في أسعار المستهلكين بنسبة 1.2% 
وارتفع معدل التضخم في أسعار المستهلكين بنسبة 1.2% في ديسمبر الماضي على أساس سنوي، على ما أظهرت البيانات الرسمية. وزادت أسعار النقل بنسبة 7.2%، وأسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 1.1%. وتوضح فهد أن عملها كسائقة يوفر لها حوالي 2500 ريال (666 دولارًا) شهريًا في المتوسط.

وتؤكد أن هذا الدخل الإضافي يوفر «مساعدة زوجي المتقاعد في دفع الفواتير الشهرية وتوفير الطلبات الثانوية لابنائي»، قبل أن تطالع هاتفها لمعاينة طلب جديد على أحد تطبيقات شركات سيارات الأجرة المخصصة للنساء فقط.

واعتادت الأسر السعودية لعقود على توظيف سائقين رجال بسبب منع قيادة النساء، لكنّ ذلك تغير جذريا مع السماح لهنّ بالقيادة.

 200 ألف امرأة حاصلة على رخصة القيادة خلال 4 عوام
وحصلت أكثر من 200 ألف امرأة على رخصة القيادة خلال أقل من أربعة أعوام، ما رفع مبيعات السيارات في المملكة العام الماضي بنسبة 5 بالمئة، حسب تقارير في الإعلام المحلي.

منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد السعودي في 2017، تشهد المملكة الخليجية الغنية بالنفط تغيرات كبيرة على خلفية سياسة انفتاح اجتماعي، وإصلاح اقتصادي يهدف الى تنويع مصادر الدخل المرتهن للنفط والحد من المساعدات التي تقدمها الدولة لمواطنيها.

لكنّ هذه التغيرات ترافقت كذلك مع حملة قمع للمنتقدين والصحفيين والمعارضين، وخصوصا الناشطات الحقوقيات.  وفتح الانفتاح أبواب سوق العمل أمام آلاف السعوديات. وباتت الأسر السعودية تقبل عمل نسائها في مختلف قطاعات سوق العمل.

 سعوديات يعملون في المطاعم أو المقاهي 
كذلك، بات مألوفًا رؤية سعوديين بل حتى سعوديات يعملون في المطاعم أو المقاهي أو في محال بيع الأحذية، فيما تطمح المملكة منذ سنوات لاستبدال ملايين الوظائف التي يشغلها عمال أجانب بسعوديين في ما يطلق عليه سياسة «السعودة».

وارتفع معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة السعودية إلى 34.1% في الربع الثالث من 2021، بزيادة قدرها 1.7 عن الربع الثاني، حسب ما أوضحت البيانات الرسمية. كذلك، انخفض معدل البطالة في صفوفهن ليصل إلى 21.9 بالمئة.

على غرار فهد، تعمل الأرملة الثلاثينية إنصاف سائقة أجرة على سيارتها لتوفير نفقات المعيشة لأسرتها بعد وفاة زوجها المبكرة. وتقول إنصاف، التي فضّلت استخدام اسم مستعار لحساسية الأمر «توفي زوجي فجأة ولم يترك ثروة وبات عليّ العمل للإنفاق على أطفالي الثلاثة».

 استخدام سيارة الزوج في توصيل النساء والأطفال 
وبحثت الأم الشابة عن فرصة عمل تناسب مؤهلها البسيط ووقتها الضيق لكنها لم تجد وظيفة مناسبة. وتتابع «قررت استخدام سيارة زوجي في توصيل النساء والأطفال من جيراني للمدارس والمراكز التجارية وهو ما وفر لي دخلا مناسبا».

وتقول إنصاف «أسعار كل شيء ارتفعت خصوصا الأغذية بعد فرض ضريبة القيمة المضافة. أسعار اللبن والبيض والفاكهة زادت كثيرًا خلال العام الماضي». لكن الشابة التي ارتدت عباءة ملوّنة تضيف بارتياح «عملي كسائقة أجرة منحني فرصة حياة جديدة».

ولا يوفر العمل كسائقة أجرة فرصة جيدة للسائقات فحسب، بل للزبائن أيضًا. وتقول زبونة سعودية أربعينية فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب شخصية إن تجربة استقلال سيارة تقودها امرأة تشعرها بـ«أريحية وأمان». وتضيف وهي جالسة بجوار فهد في طريقها لمنزلها «أشعر أنني مع أختي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم