Atwasat

ارتفاع الأسعار إثر الحرب في أوكرانيا يثير مخاوف في دول المغرب العربي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 مارس 2022, 03:16 مساء
WTV_Frequency

منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، يقبل سكان دول المغرب العربي على شراء الدقيق والسميد مع ارتفاع أسعارهما، بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان الذي يزيد خلاله الاستهلاك، على الرغم من تأكيد السلطات توافر كميات تكفي، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

في محل تجاري في مدينة أريانة شمال تونس، كل الرفوف المخصصة للدقيق والسميد فارغة تمامًا، ولا وجود سوى لثلاث علب سكر في الجانب المقابل، وقد وضع العمال لافتة كتبوا عليها «من فضلكم لا يسمح بشراء أكثر من 1 كلغ»، حسب مراسل «فرانس برس».

إقبال على شراء الدقيق والسميد
وقال العاملون في المحل: «لا يوجد نقص في التزويد، ولكن هناك لهفة في الإقبال على شراء الدقيق والسميد»، وتتسوق هدى حجيج (52 عامًا) بين أروقة المحل، وتتهم السلطات بأنها «لم تقدر مسبقًا اندلاع حرب في أوكرانيا»، مؤكدة أنه «لا يوجد أرز، ولا دقيق في مطبخي منذ أسبوعين».

وأكد رئيس الغرفة الوطنية للمساحات التجارية الكبرى الهادي بكور، في تصريحات إعلامية سابقة، أن المواد الغذائية الأساسية متوافرة «ولن يكون هناك نقص» في أبريل الذي يتزامن مع شهر رمضان الذي تتجمع خلاله العائلات ويتزايد نسق الشراء داخل الأسرة.

واعتبر المسؤول أن التهافت على شراء الدقيق (ارتفع بنسبة 700%، والسكر تضاعف ثلاث مرات مردها أن التونسي يشتري بنسق كبير خلال فترة الأزمات.

يقضي الهادي بوعلاق (66 عامًا) الموظف المتقاعد يومه في البحث في مختلف الأسواق في مدينة أريانة لشراء ما استطاع من زيت ودقيق لتخزينه و«يدفع ضعف المبلغ المحدد»، إن لزم الأمر.

ويضطر سليم الطالبي صاحب مخبزة في العاصمة تونس، لشراء الدقيق الذي يستعمل عادة لإعداد الحلويات من المحلات التجارية ويخصصه لصناعة الخبز، بكلفة عشرة دنانير للكيلوغرام الواحد، أي ثلاثة أضعاف الثمن الذي كان يشتري به من مزوده.

توريد القمح اللين
ويعبر الطالبي لـ«فرانس برس» عن «قلقه» من اعتماد تونس كليًا على أوكرانيا وروسيا في توريد القمح اللين. وقال: «كل هذا ولم نشهد بعد تداعيات الحرب».

وأعلنت السلطات التونسية أن لديها مخزونًا يكفي حتى يونيو المقبل، وأن المواد الغذائية الأولية (القهوة والسكر والمعجنات والسميد) مدعومة من قبل الدولة بشكل كبير. فسعر الخبز مثلًا لم يتغير منذ عشر سنوات (نحو 0.6 يورو)، ومنظومة الدعم التي تعتمدها تونس وتهدف إلى تفادي اضطرابات اجتماعية مثل تلك التي حصلت في ثمانينات القرن العشرين، يتم اعتمادها أيضًا في الجزائر التي تفكر في تغييرها.

والجزائر ثاني أكبر مستهلك للقمح بعد مصر (10 ملايين طن سنويًّا). لكنها «لا تستورد القمح اللين من روسيا وأوكرانيا»، حسب الديوان الجزائري المهني للحبوب، بينما أكد مسؤول في الميناء: «لن يكون هناك نقص، ويتواصل جلب الحبوب في ناقلات كبرى في اتجاء ميناء الجزائر العاصمة».

وعى الرغم من ذلك، سُجل نقص في مادة السميد في تيزي وزو وبجاية ومنطقة القبائل بسبب التهافت على الشراء. وعلق الناشط على موقع «فيسبوك»، موح بن عامر، «الحرب في أوكرانيا، وتم الهجوم على كل مخازن السميد»، في الواقع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في دول المغرب العربي قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وذكر الوزير المنتدب المكلف الميزانية، فوزي لقجع، بأن هذا الغلاء «مرتبط بالظرفية الدولية»، بعد الركود الذي سببته الجائحة وأدى، كما قال، إلى «الارتفاع المطرد الذي عرفته أسعار الحبوب والمنتجات البترولية في السوق الدولية».

أسعار المواد الزراعية
في إحدى أسواق الرباط يشكو الزبون مراد (37 عامًا) من «الغلاء الفاحش لأسعار المواد الزراعية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ولكن أيضًا بسبب الجفاف»، الذي تعانيه المغرب هذا العام، ويعد الأسوأ منذ أربعين عامًا.

وتعاني المغرب، التي يعتمد على الخارج لتأمين احتياجاتها من المحروقات، ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية، وقد تسبب ذلك بإضراب هذا الأسبوع لمهنيي النقل البري للركاب والبضائع، بينما «تدرس الحكومة إمكانية تقديم دعم مالي لمهنيي النقل قصد حماية القدرة الشرائية للمواطنين والحفاظ على الأسعار في مستويات معقولة»، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس. 

كما شهدت ليبيا، البلد النفطي الذي يعتمد على استيراد المواد الغذائية (75% من استهلاكها من القمح يأتي من روسيا وأوكرانيا)، ارتفاعًا للأسعار خاصة في مواد الدقيق والحليب والزيت والمخللات والسكر، وارتفع ثمن الخبز إثر الأزمة في أوكرانيا وأصبح الجنيه الليبي الواحد (نحو 0.22 يورو) لا يسمح بشراء أكثر من ثلاث قطع من الخبر المدعوم بدلًا عن أربعة أرغفة في السابق.

ويندد صالح مصباح، رب العائلة الذي كان يتجول في سوق للجملة بالعاصمة طرابلس، «بعض التجار بلا ضمير ويستغلون كل الأزمات»، وترى سمية الثلاثينية التي كانت تحمل كيسين من الدقيق يزن كل منهما خمسة كيلوغرامات: «لاحظنا ارتفاعًا في أسعار الدقيق، خاصة الدقيق الجيد للحلويات والخبز مع أن الحكومة طمأنت الناس وقالت إن لديها مخزونًا كافيًا من القمح والدقيق، لكنني لا أظن أن ذلك صحيح».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
استئناف الرحلات الجوية من طهران
استئناف الرحلات الجوية من طهران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم