أعلنت الوكالة اليابانية للطاقة الذرية وشركة «ميتسوبيشي هافي إنداستريز» (إم إتش آي) بروتوكول اتفاق مع شركة «تيراباور» الأميركية التي أسسها ويرأسها بيل غيتس وتعتزم بناء مفاعل نووي يعمل بالنيوترونات السريعة في الولايات المتحدة.

وأعلنت مجموعة «إم إتش آي» اليابانية أنها ستستكشف إمكانيات تقديم الدعم الفني والمشاركة في تطوير مفاعل الجيل الرابع، الذي يفترض أن يتم بناؤه بحلول العام 2028 في ولاية وايومنغ غرب الولايات المتحدة، وفق وكالة «فرانس برس».

وقالت المجموعة إنه من خلال التعاون في هذا المشروع النووي المتقدم، تعتزم المجموعة أيضا استخلاص الخبرة والمعرفة للمساهمة في تقدم الابتكار النووي في اليابان.

اليابان تحاول استعادة الزخم النووي
ولا تزال الصناعة النووية اليابانية تحاول استعادة زخمها وسط استمرار الجدل حولها منذ كارثة فوكوشيما العام 2011؛ لكن حكومة طوكيو تأمل في إحياء هذا القطاع لتقليل الاعتماد الكبير على قطاع الطاقة في الأرخبيل وانبعاثاته الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون.

وجرى إغلاق كل محطات الطاقة الذرية في البلاد بعد حادث فوكوشيما الذي نجم عن موجة تسونامي عاتية في شمال شرق البلاد.

ولم يعد إلى العمل سوى 10 مفاعلات يابانية منذ ذلك الحين، بعد ورشة ضخمة لتحسين سلامتها. كما أوقف العمل في 50 مفاعلا آخر، أكثر من نصفها بشكل دائم.

كم تكلفة المشروع النووي الياباني الأميركي؟
وبتكلفة تقدر بأربعة مليارات دولار ممولة بنسبة النصف من وزارة الطاقة الأميركية، يتضمن مشروع «ناتريم» من شركة «تيراباور» بناء مفاعل نيوتروني سريع مبرد بالصوديوم بطاقة 345 ميغاواط.

ومن شأن هذه التقنية السماح بإعادة استخدام البلوتونيوم المتأتي من الوقود المستهلك.

والعام 2014، انضمت الوكالة اليابانية للطاقة الذرية و«إم إتش آي» إلى مشروع مفاعل «أستريد» الفرنسي، لكن فرنسا جمدته في العام 2019.

وتهتم اليابان بهذه التكنولوجيا منذ فترة طويلة، إذ بنت مفاعلين تجريبيين من هذا النوع على أرضها بين السبعينيات والتسعينيات، هما جويو ومونجو.

وبعد حوادث عدة، بما في ذلك حادث خطير وقع خلال العام 1995، جرى إغلاق مفاعل مونجو (الواقع في مقاطعة فوكوي في جنوب غرب الأرخبيل) واتخذ قرار تفكيكه العام 2016.

أما مؤسس شركة « ميكروسوفت» الملياردير الأميركي بيل غيتس الذي يترأس «تيراباور» منذ إنشائها العام 2006، فيرى في الجيل التالي من الطاقة النووية وسيلة لتحقيق الحياد الكربوني في العالم لمحاربة الاحترار المناخي.