Atwasat

دول الخليج تراهن على الذكاء الصناعي لمرحلة ما بعد عصر النفط

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 17 نوفمبر 2021, 10:51 مساء
WTV_Frequency

سلط تقرير لوكالة «فرانس برس» الضوء على التحول البارز في السياسات الاقتصادية لدول الخليج العربية، التي بدأت تستثمر إيرادات النفط بكثافة لضمان مستقبل ما بعد الخام.

انطلق التقرير من الروبوتات التي تتجول في موقع معرض إكسبو العالمي في دبي، واعتبرها دليلًا على تطور كبير آتٍ إلى منطقة الخليج الثرية، حيث يتم بناء مدن جديدة من الصفر، محورها الرئيسي الذكاء الصناعي.

وتمتد مدينة إكسبو على مساحة تبلغ ضعف مساحة إمارة موناكو، ضمن مشروع ضخم بلغت تكلفته نحو سبعة مليارات دولار، ويعتمد على أحدث التقنيات، ومن بينها شبكة الجيل الخامس.

وكانت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، التي تتولى الإدارة العامة لمكتب «إكسبو 2020 دبي» أكدت لوكالة «فرانس برس» قبيل افتتاح المعرض العالمي الشهر الماضي أن الموقع سيتحول إلى «مدينة جديدة» دائمة ومركز لصناعة التكنولوجيا.

- الولايات المتحدة تتصدر سباق الذكاء الصناعي والصين تلاحقها
- أزمة «كورونا» تفرز ابتكارات جديدة
- أول مذيع «ذكاء صناعي» ناطق باللغة العربية

وهذه المدينة الذكية التي تضم روبوتات ترحب بالزوار ويمكن استخدامها لطلب الطعام، ليست الوحيدة في منطقة الخليج، حيث يتم استثمار إيرادات النفط بكثافة لضمان مستقبل ما بعد الخام.

الذكاء الصناعي في مشروعات السعودية
فالسعودية المجاورة تسعى لتحصيل استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في «نيوم»، المدينة الحديثة التي تبنيها في البحر الأحمر لتوفير معيشة ذكية لسكانها الذين سيبلغ عددهم مليون نسمة، وقد تشمل مستقبلًا سيارات أجرة طائرة.

ويشكل الذكاء الصناعي محور المشاريع السعودية الأخرى، بما في ذلك مشروع البحر الأحمر، المنطقة السياحية الجديدة التي ستستخدم أنظمة ذكية لرصد الآثار البيئية وتحركات الزوار.

ويرى خبراء أن دول الخليج مستعدة للمراهنة بشكل كبير على الذكاء الصناعي، مع ابتعادها مستقبلًا عن صناعات الوقود الأحفوري وانخراطها في قطاعات التكنولوجيا والسياحة والخدمات وغيرها.

ويقول كافيه فيسالي، من شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» الشرق الأوسط للخدمات المهنية، لوكالة «فرانس برس»: «تملك الحكومات (في الخليج) القدرة على أن تكون أكثر استراتيجية»، مشيرًا إلى أن خطط التطوير على مدى عشرين وحتى خمسين عامًا تعتبر إحدى سمات حكومات منطقة الخليج.

ويضيف أن هذه الاستراتيجية «ليست اعتيادية في القطاع الخاص ولا في الغرب». ويرى أن القيادات اليوم في الخليج «تتمتع برؤية مستقبلية، تحب المخاطرة وتدرك الحاجة إلى التحول».

ويشير إلى أن معظم شركات الذكاء الصناعي في دول الخليج حكومية بالكامل، أو على الأقل شبه حكومية؛ ولذا فإنها لا تتعرض لضغوط كبرى لتوليد إيرادات قصيرة الأجل.

وأصبح الذكاء الصناعي جزءًا من منهاج التعليم في مدارس البحرين الابتدائية، وتخطط الإمارات لاستخدام طائرات دون طيار للتوصيل الآلي، وتطمح دبي لأن تصبح 25% من جميع وسائل النقل فيها ذاتية القيادة بحلول العام 2030. وهذه جميعها مؤشرات إضافية على تطلعات الخليج التكنولوجية.

مساهمة الذكاء الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي
ومن المتوقع أن تبلغ حصة الشرق الأوسط من الاقتصاد العالمي للذكاء الصناعي الذي يقدر بـ15.7 مليار دولار بحلول العام 2030، نحو 2% فقط، وفقًا لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز». لكن محللين يقولون إن دول الخليج، (البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات)، تضع خططًا طويلة الأمد لتتجاوز اللاعبين العالميين الرئيسيين في هذا المجال في المستقبل.

وقالت «برايس ووترهاوس كوبرز» في تقرير أخيرًا إن معدل النمو السنوي لسوق الذكاء الصناعي في الشرق الأوسط يتراوح بين 20 و 34%، تقوده الإمارات، ثم السعودية، متوقعة أن يسهم الذكاء الصناعي بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي لكل من البلدين بحلول 2030.

توجهات «ليبرالية وجريئة» في مجتمع محافظ
قد تكون المنطقة محافظة ثقافيًّا إلى حد ما، إلا أن استراتيجيات الذكاء الصناعي الخاصة بها تتميز بأنها أكثر «ليبرالية وجريئة»، وفقًا لخبراء. في العام 2017، عينت الإمارات أول وزير دولة للذكاء الصناعي لقيادة استراتيجية الذكاء الصناعي في البلاد التي تم إطلاقها في العام نفسه.

وتقول الإمارات إنها تطمح إلى أن تصبح واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الصناعي بحلول العام 2031، ما يخلق فرصًا اقتصادية وتجارية جديدة ويحقق نموًّا إضافيًّا يصل إلى 335 مليار درهم (91 مليار دولار).

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة «داتوكوم» لخدمات حلول الذكاء الصناعي وتحليل البيانات سيزار لوبيز: «يبدو أن المنطقة تعتبر التخلف عن الركب في مجال التقنيات الجديدة، خطرًا أكبر من أي شيء آخر».

ويضيف: «المخاطرة للقيام بما لم يقدم عليه الآخرون يؤدي إلى تأسيس أعمال» مربحة. وتستخدم شركته التي تتخذ من الإمارات والسعودية مقرًّا، برنامجًا لمسح الحاويات التالفة والتعرف عليها في ميناء جبل علي في دبي، أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في العالم.

ويقول لوبيز: «قد يكون هذا أكثر أنظمة مساعدة الموانئ تقدمًا على الإطلاق». لكن رغم استثمارات الذكاء الصناعي في الخليج، فإن الافتقار إلى قاعدة البيانات الموثوقة، التي يمكن الوصول إليها بسهولة، والتي تعد في صميم الأنظمة التكنولوجية، لا يزال يمثل عقبة.

ويرى ستيفان روسون من شركة الاستشارات الأميركية «أوليفر وايمان» أن «الأمر سيستغرق بضع سنوات للوصول إلى ذلك لأن (طرق الوصول إلى) البيانات ليست متاحة بالشكل الكافي بعد» في منطقة الخليج.

وبينما بدت دول الخليج أكثر كفاءة في نشر البيانات بطريقة مركزية عبر منصات حكومية مختلفة، تمكنت دول رائدة أخرى من إدارة مجموعات البيانات بطرق أفضل ولفترة أطول. لكن روسون يرى أن واقع جمع دولة ما لقاعدة البيانات، أمر له مميزاته، إذ أن الشركات الخاصة في الغرب لا تنخرط في أي عمل «ما لم يكن فيه ربح أساسي لها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول الفقيرة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول ...
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم