Atwasat

التوتر بين واشنطن وبكين.. هل يؤثر على مفاوضات المناخ العالمية؟

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 11 أكتوبر 2021, 03:31 مساء
WTV_Frequency

يزداد الزخم بشأن أزمة المناخ، لكن التحرك قدما لن يكون ممكنا من دون قوتين هما الولايات المتحدة والصين اللتين تساهمان معا في أكثر من نصف إجمالي الانبعاثات، في وقت تشهد فيه العلاقات بينهما توترا يؤثر في مواجهة الأزمة.

ويشكل التوتر مصدر قلق قبل مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (كوب 26) الذي تنظمه الأمم المتحدة، فيما تدور تساؤلات حول احتمال أن تؤدي التوترات الدبلوماسية الحادة بين القوتين العظميين إلى إفشال قمة غلاسكو «الحاسمة»، حسب وكالة «فرانس برس».

إذا حدث توافق أميركي- صيني فمن الممكن رؤية اتفاق دولي مهم
ومتوقع أن يعطي التوصل إلى اتفاق في مؤتمر اسكتلندا بين بكين وواشنطن دفعة قوية لاتفاق دولي ذي أهمية قصوى؛ فيما يفيد خبراء أن العلاقات الباردة جدا بين بكين وواشنطن لا تشكل عائقا لا يمكن تجاوزه إذ أن المنافسة المحتدمة بينهما قد تحفز مكافحة الاحترار المناخي.

وتقول ماري نيكولز التي أشرفت على المبادرات المناخية الرئيسية في ولاية كاليفورنيا الأميركية للوكالة الفرنسية إنه في حال لم يتوصلا إلى الاتفاق على شيء كبير فهذا لن يمنع اتخاذ إجراءات جديدة لأن البلدين يرغبان بالقيام بأشياء كثيرة، كل من جانبه، وأنهما قادران على ذلك.

وأضافت الباحثة في جامعة كولومبيا في نيويورك: «لكن هذا لا يعني ان (عدم الاتفاق) لن يكون له تأثير. فمن دون اتفاق صريح بين الأميركيين والصينيين قد تتردد الدول الأخرى في التحرك».

أزمة المناخ ومواجهة الصين.. أولويات بايدن
منذ دخوله البيت الأبيض في يناير الماضي، حدد الرئيس الأميركي جو بايدن أولويتين رئيسيتين في سياسته الخارجية: مواجهة النفوذ الصيني المتزايد وحل الأزمة المناخية.

ومن أجل التوفيق بين هذين الهدفين وضع سياسية خارجية على خطين متوازيين حيال بكين يقومان على التعاون على صعيد المناخ والمنافسة الاستراتيجية التي تذكر بأجواء الحرب الباردة على الأصعدة الأخرى من حقوق الإنسان ومصير تايوان والتجارة وغيرها.

وقال الموفد الأميركي الخاص لمفاوضات المناخ جون كيري قبل فترة قصيرة «الخلافات الكثيرة بين الصين والولايات المتحدة ليست بسر. لكن على صعيد المناخ يشكل التعاون الطريقة الوحيدة لتجنب الانتحار الجماعي الذي يتجه إليه الجميع».

وزار كيري الصين مرتين في محاولة خصوصا لإقناع السلطات الشيوعية بطي صفحة محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم الحجري؛ لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي رد قائلا إنه من المستحيل أن يكون التعاون الصيني- الأميركي حول المناخ بمعزل عن الأجواء العامة للعلاقات الصينية- الأميركية.

وتخشى واشنطن خصوصا أن تلجأ الصين إلى الابتزاز المناخي للحصول على تنازلات حول قضايا شائكة أخرى. ويؤكد الأميركيون انهم حذروا الصين خلال لقاء الأسبوع الماضي في سويسرا بأن قطعهم التزامات بهذا الخصوص لا يشكل «خدمة» ينتظرون مكافأة عليها.

لكن الحوار بين البلدين لم ينقطع. فقد قام الرئيس الصيني شي جينبيغ بمبادرة لافتة بإعلانه في سبتمبر وقف بلاده تمويل محطات تعمل بالفحم في الخارج.

منافسة سياسية تؤثر على المسائل البيئية
ويرى أليكس وانغ من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس أن المنافسة على الساحة الدولية بين القوتين العظميين الخصمين قد تؤدي إلى مزاحمة إيجابية على المسائل البيئية.

ويضيف أن كلا الطرفين لديه أسباب ناجعة لإحراز تقدم خصوصا الصين التي تحسن من خلال اعتماد سلوك جيد على صعيد المناخ، سمعتها الدولية، موضحا أنه إذ شعر المسؤولون الصينيون بأنهم متخلفون في هذا المجال قد يدفعهم ذلك إلى بذل المزيد.

وعلى هذا الصعيد، غير انتخاب جو بايدن الوضع، ما عزز الضغوط. واعتمد الرئيس الديمقراطي موقفا مخالفا لسلفه دونالد ترامب الذي انسحب من اتفاق باريس للمناخ ودافع بشراسة عن استخدام الفحم. وتريد واشنطن الآن أن تصبح مجددا رأس حربة مكافحة التغير المناخي وتنوي استثمار مبالغ غير مسبوقة لهذه الغاية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي الاستهلاك
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي ...
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: «مأساة عالمية»
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: ...
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم