Atwasat

بايدن والاتحاد الأوروبي يعلنان هدنة في النزاع بشأن «إيرباص وبوينغ»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 15 يونيو 2021, 04:39 مساء
WTV_Frequency

أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الثلاثاء، هدنة لمدة خمس سنوات في تسوية الخلاف القديم المتعلق بشركتي إيرباص وبوينغ الذي كان يسمم علاقتهما، في مؤشر على تهدئة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر في عهد دونالد ترامب.

أكد  مسؤولون أوروبيون وأميركيون، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لحل خلافهما القديم حول الإعانات غير القانونية الممنوحة لشركتي إيرباص وبوينغ لصناعة الطيران، وفق «فرانس برس».

 قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن الى بروكسل لعقد قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة هي الأولى منذ 2017، «بدأ الاجتماع بإحراز تقدم بشأن الطائرات. كنا قد قررنا معا حل هذا الخلاف. اليوم أوفينا بوعدنا».

وأضافت: «هذا الاتفاق يفتح فصلا جديدا في علاقاتنا لأننا ننتقل من خلاف إلى تعاون في مجال الطيران بعد نزاع استمر 17 عاما». وافق الطرفان على تعليق الرسوم الجمركية العقابية المفروضة في إطار هذا الخلاف، لمدة خمس سنوات، كما قالت الممثلة الأميركية للتجارة كاثرين تاي للصحفيين.

تحاول الولايات المتحدة كسب تأييد الاتحاد الأوروبي في صراع القوة الذي تخوضه مع الصين وتريد الاستفادة من هذه القمة لتهدئة العلاقات بين جانبي الأطلسي التي شهدت توترا شديدا خلال عهد دونالد ترامب.

تحدي الصين 
وقالت تاي: «بدلا من محاربة أحد أقرب حلفائنا، نلتقي أخيرا معا في مواجهة تهديد مشترك» مؤكدة تمديد فترة التهدئة التي تقررت في هذا الملف في مارس، وكان يفترض أن تنتهي في يوليو.

وأضافت: «أنه مثال على كيفية مواجهة تحديات أخرى مثل التحدي الذي تمثله الصين». وقال بايدن: «أميركا عائدة. من المصلحة المطلقة للولايات المتحدة أن يكون لديها علاقة عظيمة مع حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي»، فيما كانت تستقبله فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

يتيح الاتفاق لبايدن عشية قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يثبت أن «الولايات المتحدة وأوروبا متماسكتان». ويتواجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ أكتوبر 2004 أمام منظمة التجارة العالمية حول المساعدات العامة التي تدفع إلى مجموعتي صناعة الطيران باعتبارها غير قانونية.

فرض ضرائب على المنتجات المستوردة
في ظل إدارة ترامب سُمح لواشنطن في اكتوبر 2019 بفرض رسوم على ما قيمته حوالى 7,5 مليار دولار (6,8 مليار يورو) من البضائع والخدمات الأوروبية المستوردة كل سنة، بنسبة 25% على النبيذ والمشروبات الروحية و15% لطائرات إيرباص.

في قرار مماثل بعد عام، سمحت منظمة التجارة العالمية لبروكسل بفرض ضرائب على المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين يفرض الاتحاد الأوروبي تعرفات جمركية على ما قيمته 4 مليارات دولار من الصادرات الأميركية.

رحب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير بـ«اتفاق جيد» ودعا إلى إغلاق هذا الملف «بشكل نهائي». من جهته قال وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر «إنه نبأ ممتاز للشركات الفرنسية والأوروبية». وذكرت تاي أن قطاع الطيران يمثل أكثر من 500 ألف وظيفة مباشرة في الولايات المتحدة.

تمديد تعليق الرسوم الجمركية العقابية
ورحبت إيرباص، الثلاثاء، بقرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تمديد تعليق الرسوم الجمركية العقابية. وقال ناطق باسم إيرباص في تصريح إن هذا الاتفاق «يتيح خلق ظروف منافسة عادلة، كما كنا ندعو منذ بداية الخلاف، وتجنب فرض رسوم جمركية تسيء للجميع، ولا تؤدي سوى إلى إضافة تحديات جديدة إلى تلك التي تواجهها صناعتنا أساسا».

من جهته، اعتبر النائب الأوروبي المحافظ كريستوف هانسن، الناطق باسم كتلته بشأن التجارة الدولية، أن هذه العقوبات التجارية «لم تؤدِ سوى إلى خاسرين. أخيرا انقشعت الأجواء. إنه نبأ ممتاز لآلاف الأوروبيين والشركات الأميركية الذين كانوا رهينة هذا الخلاف».

كما أشاع نبأ الاتفاق ارتياحا لدى مصدري النبيذ والمشروبات الروحية الفرنسيين. وقال نيكولا أوزانام، المندوب العام لاتحاد مصدري النبيذ والمشروبات الروحية: «نحن مرتاحون لأن هذا يعطي الشركات إمكانية معرفة مسارها».

ملفات لم تحل 
إلى جانب النزاع بشأن إيرباص وبوينغ، هناك خلافات بين الطرفين حول صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية ويرغب الاتحاد بتسوية هذه المسألة بحلول ديسمبر.

ويرى إريك موريس من معهد «شومان» أن بايدن يعتزم «تسوية الخلاف للتركيز على أولويته، وهي الصين». في المقابل، سيسعى الأوروبيون لمعرفة ما هو هامش المناورة المتاح لهم ضمن هذا التحالف ضد بكين. هناك توافق بينهم على عدم الاصطفاف تمامًا لأسباب جيوسياسية من الجانب الفرنسي، واقتصادية من الجانب الألماني.

المنافسة غير النزيهة
وإن كانت أوروبا تجهد لحماية سوقها الواسعة من المنافسة غير النزيهة التي تمارسها الشركات الصينية، فيتحتم عليها في الوقت نفسه مراعاة قوة باتت شريكها التجاري الأول.

لم تتخلَ بروكسل عن الاتفاق موضع الجدل الذي أبرمته في كانون ديسمبر مع بكين بهدف السماح للمستثمرين الأوروبيين بالدخول إلى قطاعات كانت مغلقة بوجههم أو كان نشاطهم مقيدا فيها. 

يرص الأميركيون والأوروبيون صفوفهم أيضا في مواجهة روسيا التي يتهمونها بمحاولات زعزعة استقرار في أوكرانيا وجورجيا، الدولتان المجاورتان لها اللتان ترغبان في التقارب مع الأوروبيين. وأبدى الأوروبيون والأميركيون «استعدادهم للرد بحزم على تكرار السلوك السلبي والأنشطة المسببة للضرر» من جانب موسكو، وفق مسودة البيان المشترك.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول الفقيرة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول ...
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم