Atwasat

«الفقراء الجدد» في ميلانو الإيطالية يزدادون عددا بسبب الجائحة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 مارس 2021, 06:03 مساء
WTV_Frequency

ينتظرون دورهم بصبر، مشيحين بأنظارهم لتسلم حزمة غذائية من جمعية «باني كوتيديانو» في ميلانو.. إنهم «الفقراء الجدد» الذين تستمر طوابيرهم في التوسع منذ انتشار جائحة كوفيد-19 في فبراير 2020، لتمتد على مئات الأمتار.

يقول جوفاني ألتيري (60 عامًا) ذو الشعر الخفيف واللحية الرمادية: «أشعر بالخجل من المجيء إلى هنا، لكن لولا هذا الأمر، لما كان لدي ما يكفي من الطعام». وهو يأتي كل يوم لاستلام حزمة صغيرة من المواد الغذائية منذ أن فقد وظيفته كحارس في ملهى ليلي أُغلق بسبب كوفيد-19، وفق «فرانس برس».

تدابير الإغلاق
ويفتقد جوفاني وظيفته، ويضيف: «أحببت التواصل مع الناس، وكان لدي راتب جيد، لكنني الآن عاجز، ليس لدي أي دخل وأعيش على مدخراتي». ويتردد  3500 شخص يوميًّا في ميلانو على نقطتي توزيع «باني كوتيديانو»، التي تتلقى فائض المواد الغذائية من شركات عديدة، بالإضافة إلى تبرعات من مواطنين يفضلون أن يبقوا مجهولي الهوية.

وخلال تدابير الإغلاق في مارس وأبريل، اضطرت الجمعية لإغلاق أبوابها. ويقول نائب رئيسها لويغي روسي: «كانت تلك المرة الأولى التي نغلق فيها أبوابنا خلال 123 عامًا، قاومنا حتى خلال الحروب!».

وجوه مخفية
في طوابير الانتظار، يخفي البعض وجوههم بمنديل أو كيس بلاستيك خوفًا من التعرف عليهم. ويغادر عديد الأشخاص حاملين حزمًا عدة، واحدة لكل فرد من أفراد الأسرة، وهي تحتوي على حليب وجبن وبسكويت وسكر وعلبة تونة وحبة كيوي وحلوى تيراميسو وخبز.

إنها مشاهد غير مألوفة في شوارع ميلانو، عاصمة لومبارديا، إحدى أكثر المناطق ازدهارًا في أوروبا. ودفع الوباء مليون شخص إضافي تحت خط الفقر في إيطاليا العام الماضي من بينهم 720 ألف شخص في الشمال الغني، وهي سابقة. وارتفع عدد الفقراء في إيطاليا إلى 5.6 مليون وهو مستوى قياسي منذ 15 عامًا، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء. وحتى لو أن معدل الفقر ما زال أعلى في الجنوب حيث يبلغ 11,1% مقابل 9.4 في المئة في الشمال، فإن الفجوة تضيق.

طوابير الانتظار
يشير كلاوديو فالافينيا البالغ من العمر 68 عامًا وهو أحد المتطوعين في «باني كوتيديانو»، إلى أن «طوابير الانتظار ازدادت مع كوفيد-19، وهناك مزيد الشباب والعمال غير المصرح بهم الذين لا يحق لهم الحصول على مساعدات اجتماعية».

ويضيف: «هناك الآن أيضًا أفراد من الطبقة الوسطى ومن عالم الترفيه... نتعرف عليهم لأنهم ما زالوا يرتدون ملابس جيدة ويحتفظون بأناقتهم، إنها مسألة كرامة». وتمثّل لومبارديا التي كانت في فبراير 2020 بؤرة الوباء الذي أودى بحياة 100 ألف شخص في إيطاليا، 22 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لشبه الجزيرة.

قبل انتشار الوباء، في العام 2019، كان متوسط دخل الفرد في المنطقة التي تضم عديد المجموعات الصناعية الكبيرة، 39700 يورو، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي.

 صدمة الجائحة
يقول دافيد بيناسي أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيكوكا في ميلانو: «صدمة الجائحة قضت على مداخيل فئات عدة من العمال خصوصا الذين يعملون لحسابهم الخاص والموجودين بكثرة في مدن الشمال».

ومن العوامل الاخرى أن المستفيدين من الدخل الأساسي الممنوح للأكثر فقرًا، أعدادهم في الجنوب أكثر مما هي في الشمال. ويوضح بيناسي أن «العديد من العائلات التي سقطت في دائرة الفقر عام 2020 لا تستوفي شروط الدخل والأملاك التي تخولها الاستفادة منه». ويلفت ماريو كالديريني أستاذ الابتكار الاجتماعي في كلية الفنون التطبيقية في ميلانو إلى أن أكثر الفئات تضررًا هي فئات النساء والشباب الذين غالبا ما يشغلون وظائف غير ثابتة.

ويتابع: «دفعت النساء ثمنًا باهظًا للأزمة، وكذلك العائلات التي لديها أولاد قاصرون». وتقول أمينة أمال وهي مدبرة منزل عاطلة عن العمل حاليًا وتبلغ من العمر 52 عامًا، قبل أن تغادر مع حزمتها من المساعدات من الجمعية: «مع كوفيد، كل شيء مغلق، لم يعد بإمكاني العثور على عمل».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
استئناف الرحلات الجوية من طهران
استئناف الرحلات الجوية من طهران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم