Atwasat

حي المال في لندن يخسر حصص سوق بعد «بريكست»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 13 فبراير 2021, 06:44 مساء
WTV_Frequency

يخسر حي المال في لندن حصصًا في سوق التداول بالمشتقات والأسهم، بمواجهة منافسة شديدة من أمستردام في أوروبا ومن الولايات المتحدة، بعد أكثر من شهر على خروج بريطانيا فعليًّا من الاتحاد الأوروبي.

ولفت مكتب «آي إتش إس ماركيت» في دراسة نشرت الخميس إلى أن الخدمات المالية عرفت «بريكست صعبًا نسبيًّا»، إذ لم يتم أخذها بالاعتبار في الاتفاق التجاري الموقع بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قبيل عيد الميلاد، بحسب «فرانس برس».

حلحلة الوضع
وما يزيد الوضع صعوبة «عدم وجود معادلات بين النظم البريطانية والأوروبية» في ظل احتمالات ضئيلة في حلحلة الوضع، في حين أن هناك معادلات بين النظم الأميركية والأوروبية.

وتابع المكتب في دراسته أن هذا الوضع يؤدي إلى «انتقال قسم من التداولات السابقة على المنصات البريطانية» إلى"منصات أميركية وأوروبية «ولا سيما في أمستردام وبقدر أقل في باريس»، ولو أن هذه البيانات محصورة بشهر كيناير وينبغي التثبت منها مع مضي الوقت.

كذلك خلصت دراسة أجرتها صحيفة فايننشل تايمز الأربعاء إلى أن أمستردام تخطت لندن كمركز للتداول بالأسهم، فبلغ حجم المبادلات فيها 9.2 مليار يورو في اليوم على منصات «سي بي أو إي» و«توركواز» و«يورونكست»، بزيادة أربعة أضعاف عن ديسمبر.

حجم المبادلات
وفي المقابل، تابعت الدراسة أن حجم المبادلات في لندن «سجل تراجعًا حادًّا إلى 8.6 مليار يورو، ما ينتزع من المملكة المتحدة موقعها التاريخي كأول سوق مالية أوروبية». ومنذ اليوم الأول من التداول بعد دخول بريكست حيز التنفيذ في يناير، انتقلت مبادلات بقيمة حوالى ستة مليارات يورو إلى الأسواق الأوروبية.

وعلق أنيش بوار المحلل لدى شركة روزنبلات سيكيوريتيز على تويتر «هذا مؤشر إلى زمن ما بعد بريكست»، مؤكدًا رغم كل شيء أنه بمعزل عن الوقع الرمزي، «تبقى الوطأة ضئيلة».

ويوضح أن مديري الأصول لا يكترثون فعليًّا لهذه المعطيات طالما أن سيولة المعاملات مؤمنة، بل هم مهتمون بمعرفة ما إذا كانت المملكة المتحدة ستتمكن لاحقا من التعويض عن حصص السوق التي خسرتها، وإن كانت المعاملات ستشهد «تجزئة» قد تؤدي إلى ارتفاع كلفة التداول.

حي المال
وقد يكون حي المال في لندن أحد القطاعات الخاسرة جراء بريكست، ما حمل مسؤوليه وكذلك حاكم بنك إنجلترا أندرو بايلي على مناشدة نظرائهم الأوروبيين أن يمنحوا العملاء البريطانيين المفاتيح التي تتيح لهم دخول السوق الأوروبية الشاسعة.

لكن رفض الالتزام بالتنظيمات الأوروبية، وهو أحد أهداف بريكست بالأساس، والخطاب حول ضرورة تخفيف أو إصلاح القواعد التي تحكم الأسواق المالية من أجل اجتذاب زبائن جدد من خارج الاتحاد الأوروبي، دفعا القادة والمفاوضين الأوروبيين إلى التمسك بمواقفهم. ولم توافق بروكسل سوى على معادلتين من أصل عشرات المجالات المالية، إحداهما تتعلق بالمقاصّة بين المشتقات.

حواجز غير مفيدة
وقللت رئيسة لجنة السياسة والموارد في حي المال في لندن كاثرين ماغينيس من أهمية هذه الخسارة في حصص السوق، مؤكدة «لطالما كنا نعي أن بعض الأنشطة الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي ستغادر حي المال بعد بريكست».

وتابعت «غير أن عدد الوظائف التي هجرت حي المال بسبب بريكست أدنى بكثير مما كنا نتوقع، ونبقى على ثقة كبيرة بمقومات الحي الجوهرية للمستقبل». وكانت التوقعات خلال المداولات حول الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي تشير بالأساس إلى خسارة ما يصل إلى خمسين ألف وظيفة، لكن بنك إنجلترا يتوقع في الوقت الحاضر أن يراوح هذا العدد بين خمسة وسبعة آلاف وظيفة كحد أقصى.

«مستقبل مشرق»
لكن ماغينيس ذكّرت بأن لندن تبقى في موقع قوة بالنسبة للاستثمارات في التكنولوجيا المالية في أوروبا و«التمويل الأخضر». غير أنها تدعو إلى التعاون الأوروبي، خصوصًا في ظل «الإنتعاش العالمي ما بعد الوباء، ولمنع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من إقامة حواجز غير مفيدة عبر الحدود تعوق الخدمات المالية».

وأوضحت ماغينيس لوكالة فرانس برس الشهر الماضي أن المواقع المالية في الاتحاد الأوروبي مثل أمستردام وباريس قد تشهد تفتيتًا للمداولات في حال بالغت في منافسة لندن، وهذا ما ستستفيد منه في نهاية المطاف نيويوك وهونغ كونغ وسنغافورة.

من جانبه، يعد أندرو بايلي ب«مستقبل مشرق» للخدمات المالية البريطانية خارج الاتحاد الأوروبي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي الاستهلاك
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي ...
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: «مأساة عالمية»
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: ...
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم