Atwasat

«فرانس برس»: العلامة التجارية لترامب باتت في خطر

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 18 يناير 2021, 02:21 مساء
WTV_Frequency

بنى دونالد ترامب امبراطوريته الاقتصادية على اسمه، واستخدم لاحقًا هذا الاسم لتحقيق طموحاته السياسية. غير أن العلامة التجارية «ترامب» باتت في خطر وسيواجه الكثير من الصعوبات لإنقاذها حين يغادر البيت الأبيض، الأربعاء، بعدما بات رديفاً لكل أنواع التطرف، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

وأوضحت ميليسا أرونتشيك، أستاذة الاتصالات في جامعة «روتغرز» في نيوجرزي، أن «العلامة التجارية ترامب كانت قوية جدًّا» قبل أن يصبح رئيسًا، مضيفة أنها كانت «رديفة للترف» والثراء والنجاح، فمن الفنادق الفخمة إلى المنازل والأملاك الفاخرة مرورًا بملاعب الغولف، يتصدر اسم ترامب جميع المباني التابعة لمنظمة ترامب التي تتخذ مقرًّا في برج «ترامب تاور» على الجادة الخامسة في نيويورك.

لكن بعد أربع سنوات في السلطة اتخذ فيها ترامب مواقف قصوى أثارت الجدل، وخصوصًا الأسابيع الأخيرة التي شهدت هجومًا عنيفًا شنه أنصاره على مقر الكونغرس في واشنطن، باتت أعمال عائلة ترامب في خطر، ولخص تيم كالكينز أستاذ التسويق في كلية «كيلوغ» لإدارة الأعمال في جامعة «نورث وسترن»، الوضع بالقول إن العلامة التجارية «ترامب باتت سامَّة لأنها ترتبط بالفوضى والعنصرية»، مشككاً في «إمكانية ترميمها نظراً إلى جسامة الأضرار التي لحقت بها».

أنباء سيئة لترامب
وتراكمت الأنباء السيئة لترامب منذ أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول في السادس من يناير الجاري، فقطعت شركات عديدة كل روابطها معه ومع شركته العائلية، أو أخذت مسافة عنهما، كما بدأ مصرف «سيغنانشر بنك» إغلاق حسابات الرئيس، وفق ما أوضحت ناطقة باسمه، فيما رفض «دويتشه بنك» التعامل معه بعد الآن على ما أوردت وسائل إعلام أميركية.

وفي نيويورك، أنهى رئيس البلدية الديمقراطي بيلا دي بلازيو عقودًا موقعة مع منظمة ترامب لإدارة مراكز ملاهٍ في المدينة، خصوصًا في متنزه «سنترال بارك».

وفي ضربة شديدة لترامب المولع بالغولف، أعلنت جمعية لاعبي الغولف المحترفين الأميركية أنها لن تنظم بطولتها للعام 2022 في نادي «ترامب الوطني للغولف» في بيدمينستر في نيوجرزي. وأوضح المدير العام للجمعية سيث وو، الأسبوع الماضي، «كانت علامتنا على المحك».

هل يمكن أن تضع هذه النكسات منظمة ترامب في خطر، لا سيما أن فنادقها تضررت بشدة جراء وباء «كوفيد-19»؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال من شدة الغموض المحيط بعالم ترامب وأعماله، فالمنظمة غير مدرجة في البورصة، وبالتالي لا تكشف حساباتها.

وبحسب مجلة «فوربز» فإن عائدات إمبراطورية ترامب بلغت نحو ملياري دولار بين 2017 و2019، وجاء القسم الأكبر منها من منتجعات الغولف والفنادق والنوادي الخاصة الفخمة وإتاوات التراخيص الممنوحة، والعقارات التجارية في نيويورك وسان فرانسيسكو.

ولم تشأ منظمة ترامب التعليق ردًّا على أسئلة وكالة «فرانس برس» حول الوطأة الاقتصادية للوباء والأحداث في الكابيتول على أعمالها، ومن المؤكد أن المجموعة تواجه ديونًا تقارب 400 مليون دولار، غير أن ترامب أكد في أكتوبر أن «هذه نسبة مئوية ضئيلة جدًّا من ثروتي الصافية»، على ما نقلت عنه جريدة «واشنطن بوست».

وقدرت مجلة «فوربس» ثروت الرئيس دونالد ترامب الجمعة بـ2.5 مليار دولار، بالمقارنة مع 3.7 مليار في نهاية 2016 قبيل دخوله البيت الأبيض، ومهما بلغت المصاعب، يمكن للرئيس المنتهية ولايته الاعتماد على أنصار شديدي الولاء، وقال كابري كافارو الأستاذ في الجامعة الأميركية: «سيكون هناك على الدوام مجموعة تدعم دونالد ترامب مهما قال ومهما فعل»، وأثبتت الأحداث في الكونغرس، في نهاية المطاف، أن أنصاره مستعدون لدعمه مهما كلّف الأمر.

ويظهر التاريخ أن العلامات التجارية تتخطى على الدوام الفضائح والسجالات مع الوقت، على ما لفتت ميليسا أرونتشيك موردة مثل شركة «فولكسفاغن» وفضيحة التلاعب بمحركات الديزل، بالطبع، سيواجه الملياردير سيلًا من الدعاوى القضائية في المدى القريب، لكن أرونتشيك ترى «من المحتمل أن تتعافى علامته التجارية»، مشيرة إلى أن مستقبلها يتوقف أيضًا على المكانة التي ستعطيها وسائل الإعلام لترامب بعد الآن.

وقال كابري كافارو: «لم يكن ترامب رئيسًا مؤسساتيًّا، ولن يكون رئيسًا سابقًا مؤسساتيًّا»، ويمكن للرئيس المراهنة على ابنته إيفانكا لدعم علامته التجارية، خصوصًا أنها حرصت على البقاء بمنأى عن الفضائح الأخيرة.

وقالت ميليسا أركونتشيك، بهذا الصدد، إن علامتها التجارية «لم يمسها شيء»، لكن النهضة المالية لعلامة ترامب قد تمر عبر إنشاء وسيلة إعلام جديدة برأي مايكل دانتونيو، الذي أصدر سيرة لرجل الأعمال الثري، ويمكنه رؤية ترامب في دور «مبشِّر سياسي» على شبكة خاصة ينشئها، تبث برامجها من فلوريدا ويمكن مشاهدتها بموجب اشتراك بقيمة 4.99 أو 9.99 دولار في الشهر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: «مأساة عالمية»
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: ...
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
ماكرون يدعو إلى اتفاق تجاري جديد بين أوروبا و«ميركوسور»
ماكرون يدعو إلى اتفاق تجاري جديد بين أوروبا و«ميركوسور»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم